قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن نفذت يوم الاثنين حملة تفتيش في مبنى يحتجز به إسلاميون متشددون بسجن رومية -أكبر سجون لبنان- بينما تبحث السلطات عن المسؤولين عن هجوم انتحاري مزدوج وقع في مطلع الأسبوع. وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تابع من سجن رومية عملية الاقتحام لرويترز عبر الهاتف إن الحملة جاءت بعد معلومات عبر رصد اتصالات بعض السجناء بشأن التفجير المزدوج الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص في منطقة جبل محسن العلوية في شمال لبنان يوم السبت الماضي. وقال المشنوق "هذه العملية هي جزء من الخطة الأمنية ولكن توقيتها جاء بعد ثبوت تورط سجناء في المبنى "ب" الذي يضم ما يسمى بالسجناء الإسلاميين بعملية التفجير في جبل محسن." وأضاف "تأكدنا من تورطهم في تفجيري جبل محسن عبر رصد اتصالاتهم ونحن مستمرون في الخطة الأمنية سلميا حتى النهاية. وسيتم نقل مساجين من المبنى "ب" إلى سجن جديد داخل رومية." وكان المشنوق قال لرويترز "أستطيع أن أؤكد أن سجن رومية هو غرفة عمليات متصلة بداعش وتنظيمات أخرى وكتائب عبد الله عزام وكل التنظيمات المعنية بالتكفيريين والانتحاريين وهي موثقة ومعروفة." وذكرت مصادر أمنية أن مساجين أحرقوا مراتب احتجاجا على هذه الخطوة ولكن لم تحدث إصابات. وأضافت المصادر أن الشرطة كانت تبحث عن "ممنوعات" في المبنى "ب" بسجن رومية. وتم تصميم سجن رومية بحيث يستوعب 1500 سجين ولكنه مكتظ الآن بنحو 3700 سجين. وهددت جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على حسابها على تويتر يوم الاثنين باتخاذ إجراء مع الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها منذ أغسطس آب الماضي بعد حملة التفتيش في رومية. وقال المشنوق لرويترز "التواصل بين الإرهابيين والسجناء يتم بكل وسائل الاتصال الاجتماعي المعتمدة بالتواصل بين الناس من سكايب وإنترنت وفايبر وموبايلات." وأضاف "كله غير مسموح ولكن السجن بعد حركة تمرد حصلت في عام 2011 أصبح من الداخل كله خاضع لرغبات السجناء والباب الخارجي فقط هو الذي يغلق." وأظهرت تغطية تلفزيونية رجال الشرطة وهم يدخلون السجن ويفتشون الزنازين ودخانا يتصاعد من داخل المبنى. وتأثر لبنان بتداعيات الحرب في سوريا حيث يقاتل مسلحون سنة الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية الشيعية. ويقاتل حزب الله الشيعي إلى جانب الجيش السوري مما أغضب الكثير من السنة في لبنان. وأعلنت جبهة النصرة التي يعيش بعض أعضائها في رومية مسؤوليتها عن هجوم يوم السبت الذي قال زعماء لبنانيون إنه يهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية في المدينة ذات الغالبية السنية والتي تأجج فيها التوتر الطائفي جراء الصراع السوري. وينظر إلى طرابلس وهي معقل تاريخي للأصولية السنية بانها هدف سهل على نحو خاص. ووقعت آخر اشتباكات دامية في طرابلس في أكتوبر تشرين الأول الماضي عندما قتل 11 جنديا و22 متشددا في اشتباكات بين متشددين سنة والجيش. وقال وزير الداخلية إنه يتوقع المزيد من الاضطراب المرتبط بالصراع السوري الذي كان محور العنف المتكرر في لبنان خلال الأعوام الأربعة الماضية. وقال إنه مادام الحريق في سوريا مستمرا فإن التصعيد سيزداد. وكان مقاتلون متشددون مرتبطون بجبهة النصرة والدولة الإسلامية شنوا هجوما على بلدة عرسال الحدودية في أغسطس آب الماضي وأعدموا أربعة من عناصر الجيش وقوى الأمن رغم المفاوضات الجارية لإطلاق سراح 29 جنديا تم اعتقالهم في البلدة.