أكد مسؤول أمني فرنسي أن «الإرهابيين» المشتبه بهما في هجوم باريس أبلغا الشرطة بأنهما «يريدان الموت كشهداء» في وقت تجري فيه السلطات مفاوضات لإطلاق سراح أحد الرهائن يُعتقد أن المسلحين يحتجزونه في أحد المباني قرب مطار «شارل ديغول»، وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف أن قوات الشرطة تحاصر جزءًا من بلدة «دمارتان ان غول» شمال شرق العاصمة باريس، يُعتقد أن الأخوين «كواشي»، يختبئان فيها، وفيما ذكرت تقارير إعلامية أن أحد الأشخاص أو أكثر تم احتجازه كرهينة من قبل مسلحين داخل المبنى القريب من مطار «شارل ديغول»، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية بيير هنري برناديت أن الأخوين شريف وسعيد كواشي هما من يقومان باحتجاز الرهائن من دون أن يتضح عددهم، وأكدت مصادر فرنسية سماع أصوات إطلاق نار في موقع احتجاز الرهائن، والذي تجري فيه مطاردة الأخوين «كواشي» لم تتضح ملابساته على الفور، وذكرت مصادر في إدارة مراقبة الطيران المدني أنه تم منع طائرتين على الأقل تتبعان الخطوط الجوية الفرنسية من الهبوط في مطار «شارل ديغول» صباح أمس، كما أكدت الهيئة الأوروبية لمراقبة حركة الملاحة الجوية أن «عملية أمنية» تجري في منطقة «دمارتان ان غول» قرب المطار، وحاصرت الشرطة الفرنسية أمس منطقة صناعية تقع على بعد 50 كيلو مترًا شمال شرق العاصمة باريس، وطلبت الشرطة الفرنسية من الجميع في المنطقة التزام أماكنهم وعدم الخروج. مظاهرات ضد الأرهاب وفي التفاصيل دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى المشاركة في تظاهرات يوم غد الأحد ضد الإرهاب، مشددًا على حق كل مواطن في أن يتظاهر في كافة أنحاء الجمهورية, وأضاف: «قررنا وضع قوات إضافية على الأرض لمواجهة الوضع الراهن. نحن بحاجة لكافة إمكانات الدولة لحماية المواطنين». ساحة قتال وقال شاهد عيان من سكان القرية لشبكة (بي.إف.إم- تي.في): «لقد كان الوضع يشبه ساحة قتال» حيث حلقت خمس مروحيات في أجواء القرية، وذكرت مواطنة من سكان القرية أنها تعرفت على المشتبه بهما وهما الشقيقان شريف وسعيد كواشي. وأطلقت الشرطة الفرنسية مساء الخميس حملة تفتيش في منطقة غابات شمال العاصمة باريس بحثًا عن الشقيقين اللذين يشتبه أنهما نفذا الهجوم المسلح على صحيفة «شارلي أبدو». وذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية على موقعها الإلكتروني أن العملية الأمنية تركزت على منطقة بالقرب من بلدة فيليه كوتيريه التي تقع على بعد حوالي ثمانين كيلو مترًا شمال شرق باريس. وقال وزير الداخلية الفرنسي كازنوف: إن 88 ألفًا من رجال الشرطة والجيش يشاركون في العملية الأمنية على مستوى البلاد بعد الدفع ب400 جندي آخرين أمس الجمعة. وأكد مسؤول فرنسي أن أحد المشتبهين وهو سعيد كواشي تلقى تدريبات في معسكرات تابعة لتنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اليمن، وفق معلومات تم تبادلها بين أجهزة الاستخبارات في الولاياتالمتحدةوفرنسا، إلا أنه لم يكشف عن توقيت زيارة المشتبه به للدولة العربية. اقتحام متجر واقتحم رجل مسلح متجرا في العاصمة الفرنسية امس الجمعة واحتجز رهينة. وترددت تقارير عن اطلاق نار واصابة شخص. ويشتبه ان محتجز الرهينة هو المسلح الذي قتل شرطية الخميس في باريس. وتبين للمحققين الفرنسيين "علاقة" بين منفذي الاعتداء على مجلة شارلي ايبدو والشخص الذي اطلق النار فقتل شرطية الخميس في مونروج، جنوبباريس، على ما افادت امس مصادر من الشرطة. وكانت السلطات تعتبر انه لا "توجد صلة" بين القضيتين، رغم تكليف قضاة متخصصين في مكافحة الإرهاب من نيابة باريس التحقيق في الهجوم الذي ادى الى مقتل شرطية متدربة واصابة موظف في البلدية. وأفادت مصادر فرانس برس انه "تبينت علاقة من آخر تحريات التحقيق" دون مزيد من التفاصيل. داعش يتبنى من جهته، أعلن تنظيم داعش المسؤولية عن العملية التي استهدفت مقر مجلة ساخرة في العاصمة الفرنسية باريس. وحذر الشيخ أبو سعد الانصاري مسؤول أئمة وخطباء تنظيم داعش بأحد مساجد الموصل خلال خطبة صلاة الجمعة امس من ان عمليات فرنسا هي رسالة لكل دول التحالف الدولي، وستتكرر في كل من بريطانيا وامريكا. وقال الشيخ الانصاري: "ان عمليات فرنسا هي رسالة لكل دولة من دول التحالف التي شاركت بقصف وقتل العشرات من التنظيم في الموصل". وأضاف: "بدأنا انطلاقنا بعمليتنا التي تنبناها من فرنسا اليوم وغدا لبريطانيا وامريكا وغيرها، وسيكون ردنا الحاسم ليعتبر هؤلاء في التحالف ان الدولة الاسلامية هي التي ستحرر كل بلاد الفساد والكفر". «قنابل بدائية» وأكدت مصادر أمريكية وغربية ل(CNN) في وقت مبكر من صباح أمس أن المحققين الفرنسيين عثروا على عبوات فارغة وعبوات مليئة بالبنزين داخل السيارة، ورجحت المصادر التي تستقي معلوماتها من الاستخبارات الفرنسية أن المشتبه بهما كانا يعتزمان صنع «قنابل بدائية» لاستخدامها في شن هجمات جديدة. وتجري حاليًا عمليات بحث واسعة عن الأخوين كواشي في مناطق الغابات بشمال فرنسا، حيث كشفت مصادر مقربة من التحقيقات أن مروحية تابعة للشرطة ربما رصدت المشتبه بهما، وتشارك مروحيات مزودة بأجهزة رؤية ليلية في تمشيط الغابات بمقاطعة «بيكاردي» بالقرب من الحدود مع بلجيكا. وقالت مصادر ل(CNN): إن السلطات تعتقد أن «سعيد» (34 عامًا) و«شريف كواشي» (32 عامًا) دخلا إلى إحدى الغابات سيرًا على الأقدام، وتبعد تلك المنطقة حوالي 10 كيلو مترات عن محطة الوقود التي قامت الشرطة بتفتيشها في وقت سابق الخميس، بعد تقارير عن قيام المشتبه بهما بسرقة وقود وأطعمة منها. زيارة لليمن وقالت مصادر أمريكية واوروبية قريبة من التحقيقات في الهجوم على مقر صحيفة شارلي إبدو الفرنسية يوم الخميس: إن أحد شقيقين يشتبه بتورطهما في الهجوم زارا اليمن في 2011 للتدرب مع متشددين تابعين للقاعدة. وأضافت المصادر إن سعيد كواشي (34 عامًا) أقام في اليمن لعدد من الأشهر تدرب خلالها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو أحد أنشط أذرع القاعدة. وقال مسؤول يمني على دراية بالموضوع: إن الحكومة اليمنية كانت على علم بصلات محتملة بين سعيد كواشي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأنها تحقق في هذه الصلات المحتملة. وقالت المصادر: إنه بعد أن عاد سعيد كواشي إلى فرنسا من اليمن بدا أن الشقيقين تجنبا أية أنشطة ربما تجتذب اهتمام أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية. وأضافت إنه في الأشهر السابقة على هجوم الأربعاء لم تكن وكالات مكافحة الإرهاب الفرنسية تعتبر الرجلين هدفين لهما أولوية. وقالت المصادر: إن سعيد كواشي وصل إلى اليمن أثناء وجود أنور العولقي أحد أبرز الزعماء الروحيين والتنظيميين للقاعدة في جزيرة العرب وواعظ بارز أمريكي المولد ينشر رسالة الجماعة المتشددة إلى جمهور من الأوروبيين والمتحدثين بالإنجليزية، ولم يتضح ما إذا كان سعيد كواشي قد أقام أي اتصال مع العولقي الذي قتل في سبتمبر/ أيلول 2011 في ضربة شنتها طائرة بلا طيار ينسبها الكثيرون إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ويعتقد محققون أن وفاة العولقي قد تكون ساهمت في قرار الشقيقين الابتعاد عن الأنظار، لكن محققين آخرين يقولون: إن من السابق لأوانه الوصول إلى مثل هذه النتيجة. ويحاول المحققون تحديد أهمية أي صلات للشقيقين بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو أي جماعة إسلامية متشددة أخرى.