من يدعون المثالية.. ومن يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان وتحديداً حقوق العمال.. وأقصد الاتحاد الدولي للنقابات العمالية الذي اعتاد منذ عام أن يتهجّم على قطر بلا وجه حق ورفع البطاقة الحمراء التي يستخدمها الحكام في ملاعب الكرة وهي أقسى عقوبة بحق من تُتخذ ضده..!. أقول: إن هذا الاتحاد الذي مقره جنيف رفع هذه البطاقة الحمراء وأشهرها قبل ذلك في وجه الفيفا أمام مقره في زيوريخ أثناء انعقاد اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي الذي كان ضمن جدول أعماله الاطلاع على تقارير تنظيم قطر لكأس العالم 2022، وكنت آنذاك متواجداً لحضور وتغطية هذا الحدث الذي خيّب آمال هذا الاتحاد والكثير من الإعلاميين الذين كانوا يتوقعون أن تحدث ردة فعل يمنون أنفسهم بها، بل ويحلم بها الخبثاء وهي أن يتم سحب تنظيم كأس العالم من قطر.. لكن المكتب التنفيذي ورئيسه بلاتر لجمهم بتصريح أكد فيه أن تنظيم 2022 لن يُسحب من قطر، وشكّل فقط فريق عمل لتغيير التوقيت من الصيف إلى الشتاء. وها هي التقارير التي صدرت عن الاتحاد الدولي للنقابات العمالية قد نقلتها بعض الصحف الصفراء وأخذت تعزف ذات الاسطوانة المملة التي اعتدنا سماعها بين الحين والآخر، وهي أن حقوق العمال تُنتهك وحريتهم ورفاهيتهم مسلوبة منهم. ومع ذلك «فرب ضارة نافعة».. إذ سارعت حكومتنا بتشكيل فريق عمل ضم ممثلي عدد من الوزارات وهي الداخلية والعمل والبلدية للاطلاع على أوضاع العمالة واتضح أنه ليست هناك خروقات بحق العمال، وما نشر ما هو إلا محض كذب، لكن الفريق أوصى بضرورة أن تكون هناك تحسينات لأوضاع العمال، من بينها إجبار الشركات على وضع رواتبهم في البنوك ودراسة إلغاء نظام الكفالة وتحسين ظروف سكنهم، وفعلا هذا ما قامت به اللجنة العليا للمشاريع والإرث من خلال تخصيص مبان سكنية لعمال الشركات المنفذة قرب الملاعب تسعهم جميعاً، وقد شاهدنا هذا المشروع على أرض الواقع بالقرب من ملعب الوكرة الذي تمت مباشرة الأعمال فيه وسيتم هذا النهج في باقي الملاعب. ويكشف لنا تقرير وكالة ANI الهندية، «وكنا غافلين ولنا الله»، أن الاتحاد الدولي للنقابات العمالية هو الذي تفنن في ازدراء العمالة في بلدانهم من خلال إنهاء خدمات موظفيه، بينما ينعم كبار موظفيه بالرواتب والمزايا العالية كالسكن وغيره، ولا يتجهون إلى صلب عملهم الحقيقي في أوضاع العمالة بشكل عام على مستوى العالم، مثل النظر في التجنيد القسري للأطفال من أجل الأعمال الشاقة وهو ما يتناقض مع حقوق الطفل، إلى جانب الرواتب المتدنية للعمال في آسيا، الذين يتم استخدامهم من قبل الكثير من الشركات الأجنبية التي تصنّع بضاعتها هناك، تحقيقا للكسب المادي من خلال دفع أجور متدنية للتوفير المالي على شركاتهم في آسيا. والجميل أن هذا التقرير قد صدر من وكالة هندية هي «منهم وفيهم»، وجاء لينصف قطر ودول الخليج ويفضح الاتحاد الدولي للنقابات العمالية الذي افترى على قطر 2022 وظهر أن كل تقاريره محض كذب وتضليل لغرض في نفس يعقوب كما يقولون..!. وفي الختام أقول: شكراً قطر.. ولتخرس ألسنة الكذب والافتراءات في كل مكان. نقلاً عن صحيفة استاد الدوحة القطرية