تمسك المدافع عمر إبراهيم عثمان هوساوي بالفرصة التي مُنحت له من قِبل المدرب السابق البرتغالي لوبيز كارو ولم يفوتها على نفسه في ظهوره الأول مع المنتخب السعودي، بل أثبت أنه أفضل من يقود خط الدفاع إلى جانب المخضرم أسامة هوساوي في الفترة الحالية، لاسيما في ظل تألقه اللافت مع فريقه النصر الذي جعل الكثير من النقاد والمحللين يعتبرونه المدافع الأول في الكرة السعودية خلال المواسم الأخيرة. وبدأ هوساوي (28 عاما) مشواره مع الأخضر عام 2013 ومنذ انضمامه لم يلعب احتياطيا ولم يستبدل في أي مباراة حيث لعب 810 دقائق وهي مجموع دقائق المباريات التسع التي مثل خلالها المنتخب بصفة أساسية. وكانت أول مبارياته مع الأخضر في بطولة (osn) الدولية الودية التي أقيمت بالرياض، عندما لعب أمام ترينيداد وتوباجو في اللقاء الذي أقيم يوم 9 سبتمبر 2013، وانتهى بفوز الضيف 3/1 وتلقى خلاله اللاعب بطاقة صفراء قبل أن يشارك في مباراة المنتخب أمام اندونيسيا في ختام تصفيات كأس آسيا 2015، والتي انتهت بفوز الأخضر بهدف نظيف. ورغم عدم مشاركته ضمن القائمة الأساسية أو الاحتياطية في مباراتي مولدوفا وجورجيا الودية التي أقيمت في أسبانيا خلال شهر مايو 2014 وكذلك مباراة أستراليا الودية التي أقيمت في لندن خلال شهر سبتمبر 2014، إلا أنه عاد للمشاركة من جديد كأساسي في وديتي الأوروجواي ولبنان التي أقيمت في جدة خلال شهر أكتوبر 2014، ونجح في المباراة الثانية في تسجيل أول أهدافه الدولية وكان في مرمى لبنان قبل أن يشارك في خليجي 22 بالرياض ويساهم في وصول الأخضر للنهائي الذي خسره أمام قطر بهدفين لواحد، ويأمل اللاعب الذي يمتاز بالبنية الجسمانية القوية والطول الفارع في المساهمة مع بقية زملائه في تحقيق انجاز جديد للكرة السعودية التي غابت عن البطولات منذ 10 سنوات. ويعتبر اللاعب الذي انتقل للنصر عام 10/2011 قادما من الشعلة (درجة أولى) بعد منافسة قوية من نادي الاتحاد الذي كان يرغب في ضم اللاعب آنذاك صمام أمان في دفاع فريقه، فمنذ انضمامه للفرقاطة الصفراء وهو حاضر بقوة في القائمة الرئيسية سواء أساسيا أو احتياطيا؛ نظرا لإمكاناته البدنية الكبيرة ومستوياته الفنية التصاعدية والتي على إثرها نجح أن يكون لاعبا أساسيا يعول عليه الكثير، خصوصا أنه أضحى مصدر ثقة لبقية عناصر الفريق. فاللاعب هوساوي إضافة إلى مستوياته الثابتة فهو يمتاز بصفات قلّ أن نجدها في كثير من المدافعين، فهو يجيد الرقابة التي تمتاز باللعب الرجولي واستخلاص الكرة من المهاجمين دون اللجوء للعب العنيف والخشونة المفرطة التي تساهم في إيذاء الآخرين، وفي نفس الوقت يساهم في تسجيل الأهداف عند تقدمه أثناء تنفيذ الكرات الثابتة مستفيدا من طول قامته ودقة ضرباته الرأسية، فضلا عن أخلاقه العالية وانضباطيته داخل المستطيل الأخضر وخارجه. وهذا التألق اللافت للاعب الذي أصبح أحد ركائز المنتخب الأول دفع إدارة النادي في الموسم الفائت لتجديد عقده لمدة أربع سنوات مقبلة، قاطعة بذلك الطريق أمام الفرق الكبيرة التي كانت تخطب وده مقابل مبلغ مالي يصل إلى 22 مليون ريال. وقد لعب هوساوي مع النصر في دوري عام (10/2011) ثماني مباريات سجل خلالها هدفا، وفي عام (11/2012) لعب 13 مباراة منها 11 مباراة كأساسي وسجل هدفين، وفي عام (12/2013) لعب 15 مباراة منها 13 أساسي وسجل هدفا وفي عام (13/2014) لعب 16 مباراة من أصل 18 وسجل هدفين وساهم في فوز فريقه ببطولة الدوري وكأس ولي العهد، وفي دوري هذا العام (14/2015) لعب حتى نهاية مرحلة الذهاب التي توج فريقه ببطولتها 12 مباراة من أصل 13 وسجل خلالها هدفا وصنع آخر. ويتوقع النقاد والمحللون الفنيون أن يكون للاعب شأن في المستقبل خصوصا إذا ما حافظ على مكتسباته الفنية وعمِل على تطويرها، ولا يستغرب بعضهم أن يكون قائدا لفريقه ومنتخب الأخضر عطفا على إمكاناته القيادية المتمثلة في قوة شخصيته واحترامه للآخرين، سواء المدربون أو زملاؤه أو اللاعبون المنافسون إلى جانب خاصية ضبط النفس وهدوء الأعصاب التي يتمتع بها، ويكفي أنه لم يتلق سوى 17 بطاقة صفراء في 64 مباراة دورية، ولم يتحصل على أي بطاقة حمراء خلال السنوات الخمس التي قضاها مع الفريق حتى الآن، كما أنه مع الأخضر لم يتلق سوى بطاقة صفراء واحدة في 9 مباريات.