«لا تعلم أهلك اذا كان عندك اختبار لأنهم لو شافوك تشرب ماء.. قالوا: هذا اللي عنده اختبار!» الاختبارات لا يجب أن تكون شبحاً، وكل من يسعى لتحويلها إلى شبح إنما يعوض عقد نقص لديه! وبالنسبة للأهل فدورهم محوري وأساس طوال حياة الابن أو البنت الدراسية، وتظهر أهمية هذا الدور في الاختبارات التي هي تتويج جهد فصل دراسي كامل بل وما قبله من سنوات دراسية! ولذلك على الأهل أن يكون استعدادهم للاختبارات وفق هذه الأهمية، من ناحية رفع حالة الطوارئ طوال أيامها وتفريغ أوقاتهم من أجل أبنائهم الذين هم استثمارهم المستقبلي وكل ريال ودقيقة يصرفونها من أجلهم ستعود لهم بحول الله مع بذل الأسباب الأخرى وعلى رأسها الدعاء، ولكن يجب أن يكون هذا الاستعداد وحالة الطوارئ وفق المعدلات التي تحفّز الطالب وتدفعه للتفوق، ولا تصل إلى الحد الذي يعيقه ويكبله بل ويدمره، فسياسة بعض البيوت تدفع أبناءها لربح معركة واحدة وخسارة الحرب بأكملها، وللأسف أن معيار النجاح لدى هؤلاء تقدمه على أبناء المعارف والأقارب! يجب أن يدرك الجميع أن الاختبارات وسيلة لا غاية، فهي معين للطالب على إتقان المقرر الذي شارك في بناء شخصيته طوال الفصل الدراسي ومن ثم مساعدته على تجاوز المراحل القادمة بكل يسر وسهولة، سعياً للنجاح الأساسي خارج أسوار المدرسة والجامعة! وكم من طلاب دعوا لمعلمهم الذي اختصر لهم المقرر في صفحات معدودة، ولكنهم عندما تقدموا في المراحل الدراسية واحتاجوا لما تم حذفه دعوا عليه! الاختبارات مهمة! وأبناؤنا أهم! ولذلك نحتاج إلى تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة، يظلل كل ذلك أبوة محبة ساعية لنجاح هؤلاء الأبناء! وقبل أن أختم أتمنى من أعزائي الطلاب الحذر مما يجعل الطالب يندم مستقبلاً، ومن ذلك المذاكرة الجماعية التي تبدأ بأهداف راقية، وتنتهي بأحاديث متنوعة عن مشاريع الحب والزواج وأهوال يوم القيامة! ويجب أن يدرك الطالب أن على المعلم والمدرسة والوالدين، بل والمجتمع مسؤولية كبيرة تجاه نجاحه وتفوقه، ولكن المسؤولية النهائية هي مسؤوليته، فالنجاح له والتقصير وباله عليه، ولن ينفع اللوم حتى ولو أكثر الملام!