الحق والمنهج الصواب والصراط المستقيم يجب أن يقال وأن يفعل وأن يظهر، وأن لا يلتفت إلى الأقوال المثبطة أو المميعة بحجج واهية ومبررات كاذبة تميت الحق أو تضعفه وتنشر الباطل وتقويه. الحق لا بد أن يقال وأن يظهر، ويجب أن لا يلتفت إلى الناس ماذا سيقولون أو كيف سيتأثرون مادام حقاً ومنهجاً سليماً يقال به ويبين حقيقته، ففي القرآن الكريم: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ). وقال الله تعالى عن المؤمنين: (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) وقال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى). كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايعونه على ذلك، ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. قال النووي -رحمه الله- في شرحه: نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر في كل زمان ومكان الكبار والصغار، لا نداهن فيه أحدا، ولا نخافه إلا هو، ولا نلتفت إلى الأئمة، ففيه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأجمع العلماء على أنه فرض كفاية، فإن خاف من ذلك على نفسه أو ماله أو على غيره، سقط الإنكار بيده، ووجبت كراهته بقلبه، هذا مذهبنا ومذهب الجماهير، وحكى القاضي هنا عن بعضهم أنه ذهب إلى الإنكار مطلقاً في هذه الحالة وغيرها . قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك». متفق عليه. وقال: «لا يمنعنَّ رجلًا هيبةُ الناسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا رآه أو شهِدَه فإنه لا يقرِّبُ من أجلٍ ولا يباعِدُ من رزقٍ أو يقولَ بحقٍّ أو يُذكِّرَ بعظيمٍ». وقال الفاروق عمر -رضي الله عنه-: إلزم الحق ينزلك الله منازل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق والسلام. وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ارفع علم الحق يتبعك أهله. الكثير من الحق اليوم يضعفه إخضاعه للواقع أو للحكومة أو للناس أو غير ذلك وهذا أم الخطأ وعينه فالكل يجب أن يخضع للحق وليس العكس، الكل يجب أن ينقاد للحق ويذعن له عندها ينعم الجميع ويتحد ويعرف كلٌ ما له وما عليه فيطمئن الجميع ويضبطهم منهج واحد عليهم جميعاً هو الحق والحق وحده.