يتذكر مارك فيلدز كيف أنه عومل وكأنه شخص من عصر الإنسان الأول الذي كان يعيش في الكهوف، حين صعد إلى المسرح مع بيل جيتس من مايكروسوفت، في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لعام 2007 في لاس فيجاس، من أجل تقديم نظام المعلومات والترفيه المتزامن داخل السيارة. التعليقات الصحفية المتشككة في عام 2007 لم يكن يبدو عليها أنها تفهم سبب وجود فيلدز، الذي كان في ذلك الحين رئيس عمليات شركة فورد للسيارات في الأمريكتين، في معرض مخصص لأحدث الهواتف الخلوية وألعاب الفيديو. باعتباره قادما من صناعة قديمة، يتندر بأن الصحفيين كانوا يسألونه «كيف تستطيع أن تتحرك على قدمين دون الاعتماد على أصابع يديك على الأرض؟». الآن أصبحت السيارات هي مواطن الجذب الرئيسية في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي الذي سيفتتح في 6 يناير، ويعرض سيارات لوحاتها الأمامية عبارة عن شاشة لمس، وسيارات أخرى يجري التحكم بها بواسطة ساعات ذكية. يعود فيلدز منتصرا باعتباره الآن الرئيس التنفيذي لشركة فورد، حيث سيلقي كلمة في المعرض حول ظهور فجر السيارة المتصلة بالإنترنت. وسيكون هناك أيضا ديتر تسيتشه، الرئيس التنفيذي لشركة ديملر، لمناقشة أحدث مفهوم للسيارة ذاتية القيادة من إنتاج مرسيدس. وهما ينضمان إلى المسؤولين في 10 شركات لصناعة السيارات التي تعرض منتجاتها في معرض تزيد مساحته 3 مرات على مساحة ملعب كرة القدم. قال مارك بويادجيس، محلل التكنولوجيا لدى شركة الأبحاث آي إتش إس: «أصبح المعرض نقطة إطلاق مهمة بالنسبة لكثير من شركات السيارات الكبيرة. وهو طريق تستفيد منه للدخول إلى المسرح العالمي للتكنولوجيا». إن تطور القسم الخاص بشركة فورد في المعرض يروي قصة صعود السيارات في هذا المعرض الذي يجتذب 140 ألف زائر. قبل 5 سنوات عرضت فورد سيارة تاوروس جديدة على سجادة مساحتها 6 أمتار في 6 أمتار. هذا العام لدى فورد مساحة عرض تتألف من طابقين ولديها 5 سيارات، وجدار من الشاشات الرقمية، ومكاتب خاصة لإجراء التعاملات التجارية. قال ألان هول، وهو متحدث باسم فورد ويتولى إدارة الكشك الأساسي للشركة في المعرض: «لقد قطعنا شوطا طويلا من مجرد عرض سيارة واحدة على سجادة». الاتجاه العام للصناعة فورد ليست وحدها في هذا. تعرض شركة فولكسفاجن سياراتها للمرة الأولى، وهناك أيضا شركة تويوتا وجنرال موتورز وهيونداي ومازدا وأودي وبي إم دبليو وشركة إف سي إيه يو إس، التي كانت في الماضي تعرف باسم كرايزلر. هذه هي السنة الثانية التي تشارك فيها BMW في المعرض، حيث لديها قسم واسع الأطراف يشتمل على أسطول يزيد على 100 سيارة ويغطي مساحة مقدارها 5300 متر مربع خارج مركز المؤتمرات في لاس فيجاس. كما أن شركة فيستيون، المتخصصة في تزويد التكنولوجيا إلى اللوحات الأمامية للسيارات، ضاعفت حجم معرضها، حيث تجد 3 سيارات و4 مكاتب خاصة. خلال السنوات الخمس الماضية ارتفعت إلى الضعف تقريبا المساحة المخصصة في المعرض لتكنولوجيات السيارات، لتصل إلى 15 ألف متر مربع. قال تيم ليوليت، الرئيس التنفيذي لشركة فيستيون: «حين ترى الحضور لهذا العام، بوجود فيلدز ورئيس مرسيدس وبقية المسؤولين الكبار، تجد أن المعرض تحول إلى معرض للسيارات. وهذا يعد دلالة على أن السيارة تتحول الآن إلى جهاز أشبه بالهاتف الجوال. مرحبا بكم في العالم الجديد».