السيارات ذاتية القيادة وتكامل الهواتف الذكية سيكونان من بين الميزات الكبرى في معرض السيارات الأكبر في أوروبا، مع تركيز المسؤولين التنفيذيين على شيء أصبح من الصعب على نحو متزايد الحصول عليه: المشترين. التعافي الناشئ في سوق السيارات في المنطقة بدأ بالفعل يفقد قوته بعد انخفاض المبيعات لمدة ستة أعوام متتالية لتصل في عام 2013 إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين. وذلك يضع الضغط على شركات صناعة السيارات في هذا الحدث، الذي سينطلق هذا الأسبوع في باريس، لعرض تكنولوجيا وحيل جديدة، مثل إصدار أقوى بكثير من سيارة بينتلي مولسان سيدان الفاخرة جداً وتشغيل أضواء مثل مطرقة ثور (الإله القديم عند قبائل الشمال الأوروبي في البلدان الاسكندنافية) على سيارة فولفو الجديدة نوع XC90 الرياضية. وحيث إن الاقتصاد الأوروبي يعاني من متاعب جمة، فإن تلك الجهود قد لا تؤتي أكلها. قال ستيفان براتزيل، مدير مركز إدارة السيارات في جامعة العلوم التطبيقية في بيرجيش جلادباد، ألمانيا: "إن التوقعات بالنسبة لأوروبا بشكل عام تصبح قاتمة". تباطؤ النمو واحتمالات انخفاضات متجددة في النصف الثاني "تجعلني أتساءل إذا كان الطلب على السيارات الأوروبية سيتمكن من أن يكون إيجابياً خلال هذا العام ككل". ارتفعت مبيعات السيارات في المنطقة بنسبة 1.8% في شهر آب (أغسطس)، وهي أقل زيادة هذا العام. وتُقدّر مؤسسة الأبحاث "آي اتش اس للسيارات" أنه من المتوقع أن ينخفض التسليم في الربع الرابع بنسبة 0.3%. ويأتي تباطؤ الانتعاش في أوروبا بعد تراجع السوق بنسبة 23% من ذروة عام 2007 ليصل إلى 12.3 مليون سيارة العام الماضي. وقال جوناثان بوسكيت، وهو محلل مقرّه أكسفوردإنجلترا في شركة الأبحاث "إل إم سي للسيارات"، خلال ندوة قامت وكالة ستاندرد أند بورز لخدمات التصنيف الائتماني بعقدها، إن اقتصادات منطقة اليورو لم تحصل على انتعاش حقيقي. "ولا يزال الغياب العميق للطلب الداخلي يشكل مصدر قلق كبير". خسارة فورد كما توقعت فورد يوم أمس نتائج في أوروبا أسوأ مما قد توقعته الشركة من قبل، قائلة إنها ربما ستخسر 1.2 مليار دولار في السوق هذا العام و250 مليون دولار في العام المقبل. فورد، ثاني أكبر شركة صناعة سيارات في الولاياتالمتحدة، تقوم بتخفيض أهداف أرباحها لعام 2014. لقد قامت بالفعل بالرد على وتيرة الانتعاش المخيبة للآمال من خلال تخفيض إنتاج سيارة فييستا الصغيرة في ألمانيا خلال الفترة المتبقية من العام. مارتن وينتركورن، الرئيس التنفيذي في فولكس واجن، أكبر شركة صناعة سيارات في المنطقة، قال أثناء مقابلة في الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) مع التلفزيون الألماني N-TV: "السؤال هو ما إذا كان سيتم الوصول مرة أخرى لمستويات ما قبل الأزمة". تكامل الهواتف الذكية مع السيارات لإطلاق الطلب، تتجه شركات التصنيع إلى ابتكارات مثل السيارات ذاتية القيادة وتكامل الهاتف الذكي لكسب المستهلكين الذين يشعرون بالقلق من أن يتم استبعادهم عن باقي العالم وهم خلف عجلة القيادة. هذه التطورات هي جزء من الرد بعد أن ترك الانخفاض في كافة أنحاء الصناعة معظم شركات صناعة السيارات في السوق الشاملة غير مربحة في المنطقة، وذلك وفقاً لماكس واربيرتون، المحلل في سانفورد سي بيرنشتاين. إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، تراجع الطلب على السيارات بسبب اقتصاد منطقة اليورو الضعيف الذي دفع البنك المركزي الأوروبي إلى تخفيض أسعار الفائدة والإعلان عن تدابير أخرى ضمن حزمة من التحفيز النقدي في مطلع شهر أيلول (سبتمبر). وهذا دفع شركات الصناعة إلى جذب المستهلكين من خلال ميزات جديدة. سيارة مرسيدس بنز، التي تصنعها لشركة ديملر إيه جي، تقوم بطرح مرشد اختياري للتوقف والسير على الموديلات مثل سيارة الصالون الفئة سي. هذه الميزة تُمكّن السيارة من توجيه نفسها من خلال مطابقة السرعة مع السيارة الموجودة في أمامها، بما في ذلك التوقف التام. كما تُخطط ماركة أودي الفاخرة من شركة فولكس واجن لطرح تكنولوجيا مماثلة خلال فترة قريبة. في باريس، ستقوم مرسيدس بعرض نسخة مطوّرة من سيارة الهاتشباك فئة بي-كلاس، التي تقوم تلقائياً بتجنّب التصادم، فضلاً عن سيارة المرسيدس جي تي الرياضية التي ثمنها 100 ألف يورو (127 ألف دولار) التي ستتنافس على المشتريين الراغبين في موديلات مثل بورش 911. كما تقوم أودي بعرض سيارة تي تي المكشوفة المُجدّدة. إعدادات القيادة كما تنوي جاكوار لاند روفر تقديم ما يسمى المساعد الذكي خلال العامين القادمين. سيقوم هذا النظام باستخدام كاميرات للتعرّف على وجه السائق، إلى جانب تكنولوجيا تقوم بالتقاط الإشارات من الهاتف الذكي للتكيف مع وضع المناخ المناسب وحتى تجهيزات القيادة لذلك الشخص. وتهدف الوحدة الفاخرة في شركة تاتا موتوزر الهندية إلى النمو مع نماذج سيارات الجاكور إكس إي ولاندروفر ديسكوفري سبورت ذات الأسعار المعقولة، التي ستقوم بظهورها العلني الأول في باريس. من أجل الحصول على فرصة لرؤية المدى الواسع الذي تريد صناعة السيارات أن تعرضه للجمهور، في عام 2012، حين اجتمعت صناعة السيارات آخر مرة في العاصمة الفرنسية، اجتذب معرض باريس للسيارات رقماً قياسياً مقداره 1.2 مليون زائر. يشار إلى أن المعرض سيفتتح أبوابه للجمهور يوم السبت الرابع من أكتوبر. لكن الاتجاهات الاجتماعية تشير إلى أنه سيكون من الصعب استمالة هؤلاء المتفرجين وتحويلهم إلى مشترين، كما قال تيم أوركهارت، وهو محلل لدى شركة آي إتش إس للسيارات في لندن. وقال: "السوق في حالة تغيُّر في الوقت الحاضر، نتيجة العوامل الديمغرافية الحالية، مثل التحول العمراني، ومواقف المشترين المحتملين من الشباب، الذين يقررون أنهم لا يريدون سيارة".