تعود أهمية دراسة إمكانية توفير المياه باستخدام منتج كيميائي جديد مطور في بريطانيا بالمملكة إلى دورها في تعزيز الشراكة بين قطاع رجال الأعمال والجامعات لدعم البحوث، وتطوير التقنيات القابلة للتطبيق في ميادين حيوية وإستراتيجية مثل موارد المياه. فالدراسة التي تم توقيع عقدها بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمهندس عبدالله بن أحمد سعيد بقشان، وبالتعاون العلمي بين الجامعة والجانب البريطاني ستقوم بإدخال استعمال مواد جديدة مطورة في بريطانيا من أجل توفير استعمالات المياه في مجالات الري، حيث ان الحفاظ على الموارد المائية وتحسين استعمالاتها يعد أمراً إستراتيجياً للمملكة. ويمتلك معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من الخبرة العلمية والعملية والمرافق الممتازة ما يمكنه من إجراء مختلف الدراسات البحثية وعلى الأخص هذه الدراسة، فقد باشر فريق العمل بإجراء التجربة التي سيستغرق تنفيذها ثلاث سنوات وبتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 3 ملايين ريال، وستعود النتائج المتوقعة من هذه الدراسة بالفائدة الجمة في توفير استعمالات المياه لأغراض الري، وفي تعزيز حماية وترشيد موارد المياه كما ستساعد على زيادة التحكم في زحف الرمال، وتحسين تطوير آبار المياه. وتنفذ الأبحاث والتطبيقات الحقلية منذ مطلع الثمانينات في مجال استخدام مواد مختلفة في تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة، ولكن ظهرت عدة معوقات في استخدام هذه المواد وأهمها تفتتها وضعف كفاءتها نتيجة للملوحة خاصة عند مستويات أكثر من (1000) جزء بالمليون، وتكمن الأهمية للتحقق من قدرة وكفاءة خلطات مختلفة من هذه المواد لتحسين المحتوى الرطوبي للتربة عند زيادة ملوحة مياه الري في المملكة، وستعود نتائج الدراسة بالنفع في استخدام هذه المركبات لتوفير كميات كبيرة من مياه الري في الزراعة. وجرى اختبار زيادة مقدرة هذه المواد على الاحتفاظ بالرطوبة باستخدام ثلاث خلطات منها بنسب مختلفة هي 30 % و70 % و%100 وباستعمال نسب مختلفة لملوحة المياه هي 500 و1000 و2000 و3000 جزء بالمليون تحت ظروف متحكم بها (بيت زجاجي) في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ولموسم زراعي، وجرى عمل الاختبارات على القمح والبرسيم. وتم إجراء الاختبارات باستخدام نوعين من التربة: الأولى رملية جلبت خصيصاً من مشروع شركة زراعية كبرى في المنطقة الشرقية، والثانية رملية طينية (Sandy Loamy) جلبت من منطقة تبوك، وجرى قياس الراشح من هذه المواد مع مياه الصرف لفهم أوسع لاحتمالات تأثيرها على المياه الجوفية فيما لو استخدمت في الحقول المفتوحة، وعلى ضوء نتائج التجربة داخل البيت الزجاجي، آخذين في الاعتبار توفير مياه الري وتحسين ظروف التربة، وتم اختيار أفضل خلطة من هذه المواد الجديدة واستخدمت في حقل من حقول شركة زراعية كبرى بالمنطقة الشرقية وباستخدام المياه الجوفية وزراعة محصول واحد ولمدة موسم زراعي واحد. وأظهرت التحاليل الأولية لهذه الدراسة نتائج مذهلة من ناحية الإنتاج وتوفير المياه والملوحة، فقد أظهرت نتائج البرسيم والقمح الذي تم زرعه في تربة معاملة خصيصاً للمنتج الجديد زيادة في الإنتاج تراوحت بين 4 و 40 % مقارنة مع نفس المحاصيل التي تم زرعها في نفس التربة التي لم تتم معاملتها بهذا المنتج الخاص. كما أظهرت النتائج أن ملوحة المياه لم تؤثر سلباً على الإنتاج، وكلما زادت ملوحة المياه ارتفع الإنتاج، ويظهر أن النباتات موضع الاختبار قد تعاملت بشكل جيد مع ملوحة تصل إلى 3000 جزء بالمليون، وسيجري توسيع الدراسة لتشمل الري باستخدام رشاش محوري في الظروف الميدانية الحقيقية.