يبدو أن الحوثيين، وقعوا في الفخ الذي تهندسه الأصابع المتآمرة في اليمن، وبدأوا يغوصون في مستقنع الاضطرابات، ولا يبدو أن لديهم أية نية للتفكر والتعقل والتبصر بعاقبة ما يقدمون على فعله. وكان يجب أن يأخذوا عبرة من حزب الله الذي دفعته الأصابع المتآمرة ذاتها التي تآمرت على اليمن الآن، إلى الغوص في المستنقع السوري، حتى ان حزب الله الآن لا يستطيع أن ينتصر ولا يستطيع أن يتراجع، وتسبب في جر الاضطرابات إلى لبنان بدلاً من أن يحاصرها في سوريا. وكان الحزب قد ادعى أنه يذهب إلى سوريا لمحاصرة الإرهاب هناك قبل أن يتمدد إلى لبنان، وهو عذر ومبرر واهن، فالحزب لا يستطيع أن يعلن الحقيقة للبنانيين وهي أنه يخوض معارك إلى جانب نظام الأسد ويقتل السوريين بناء على اوامر إيرانية، لا يحق له مناقشتها. وكانت النتيجة هي أن حزب الله تورط في سوريا، وتكبد خسائر فادحة ومني بهزائم في أماكن كثيرة، ولكنه لا يستطيع الآن الخروج من المأزق السوري، ومستعد لتحمل المزيد من الخسائر والمزيد من النعوش تعود برجاله إلى لبنان لأنه ببساطة قد جرى توريطه، وهذا بالضبط ما يهدف له الإيرانيون. ونفس الأمر يتكرر الآن في اليمن، فالحوثيون يبدو أنهم يلتزمون بأوامر إيرانية لمواصلة القتال في مناطق ليس لهم فيها أية حاضنة شعبية تودهم، وكلما انغمسوا أكثر في الولوغ بالدم اليمني يتورطون أكثر في مواجهات جديدة، حتى أن عدد الجبهات أصبح أكثر مما يتحمله عدد الحوثيين وتابعيهم، ولكنهم الآن متورطون، ولا يمكنهم الانسحاب، على الرغم من أنهم يحاولون الآن فقط الحفاظ على بعض سيطرتهم في مدن يمنية، لكن يبدو أنهم سوف يخسرون كثيراً وأكثر مما كانوا يتوقعون وأكثر مما كان يتوقع الذين زينوا لهم العبث باليمن ومواجهة القبائل شديدة البأس في أراضيها. وفي الحقيقة فإنه كان على الحوثيين أن يأخذوا العبرة من حزب الله ومن الميلشيات العراقية التي تعطي ولاءها لطهران، وتلك التي لم تجد من طهران سوى الحث على المزيد من الانغماس في الموت، لهذا يموت الكثير من العرب الشيعة في العراقوسورياولبنان واليمن ويتحملون المآسي ويعادون أهلهم، من أجل أن تتحقق المصالح الأجنبية الإيرانية ويثري الإيرانيون على حساب العرب. والعجيب أن هذه المصالح الإيرانية، ومنذ عقدين من الزمن، لا يموت في سبيلها إلا القليل من الإيرانيين، بينما يموت العرب من أجلها بالطوابير والمئات والآلاف. وكان يجب على الحوثيين أن يأخذوا العبرة من نوري المالكي الذي ورطته ايران في حرب طائفية مقيتة في العراق، ولكنها لم تستطع الدفاع عنه وهو الآن يعيش، وإن كان نائب رئيس، مهمشاً مهزوماً مذلولاً، ويتساقط رجاله الفاسدون يومياً، وتكال له الإهانات واللعنات يومياً حتى من أعضاء حزبه. واللعبة الطائفية التي احرقت المالكي وورطت العراقواللبنانيين والسوريين، يجري تكرارها في اليمن ليرمي الحوثيون أنفسهم في أتون ذات النار. وواضح أن طهران لا يهمها لا مالكي ولا حزب الله ولا بشار ولا أي حوثي يسكن في جبال صعدة، فكل ما يهمها أن ترسل إشارات إلى العرب اولاً وإلى العالم ثانياً، أنها قادرة على اثارة الاضطرابات ولديها رجال ضريرو البصيرة، مستعدون لحرق أوطانهم ونشر الفتن في اوساط أهلهم وذويهم واشعال النيران حول أطفالهم ومنازل والديهم، بأوامر من مرشد طهران وحرسه الثوري وتجار الحروب.