يون سي. لي، نائب رئيس قسم الالكترونيات الاستهلاكية في سامسونج، يقوم بجولة في منزله في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، الذي يبعد 8 آلاف ميل عن سيؤول. عن طريق تمرير شاشة هاتفه جالاكسي S5، يمكنه التبديل بين وجهات الكاميرا في غرفة المعيشة والردهة والفناء وتبديل آلية القفل الإلكترونية، وعكس الأضواء، وتشغيل الفرن أو رشاشات الماء في الحديقة. وكما يقول: "إن مهمتنا الأولى هي جلب منزلك لحياتك المتصلة بشبكة الإنترنت". وأضاف: "الآن لن تضطر أبدا إلى قيادة سيارتك لمدة ساعتين عائدا إلى المنزل إذا كنتَ تشك بأنك نسيت إقفال الباب أو إغلاق موقد الغاز". تراجعت أرباح سامسونج من الهاتف المحمول بنسبة 74 في المائة في الربع الأخير من نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما خفض صافي دخل الشركة إلى النصف. لتعويض بعض من تلك الإيرادات المفقودة، فإنها تحاول إثارة إعجاب الناس بمستويات غير مسبوقة للتحكم عن بعد بمنازلهم. وكانت الأجهزة المرتبطة بشبكة الإنترنت بطيئة الانتشار، ولكن نظرا لحصة سامسونج الكبيرة من سوق الأجهزة والإلكترونيات على حد سواء، تمتلك الشركة فرصة جيدة مثل أي شخص لإقناع الناس بشراء نظام أجهزة تعمل معا بشكل جيد. النجاح يمكن أن يدفع مبيعاتها من الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية والرقائق لجيل. ويقدر مركز البيانات الدولي، الباحث في السوق، أن سوق الأجهزة المتصلة بالإنترنت سوف ننمو إلى 7.1 تريليون دولار بحلول عام 2020، من أصل 1.9 تريليون العام الماضي. مستوى الترابط في منزل لي غير متوفر في السوق حتى الآن، ولكن سامسونج تبيع بالفعل معظم الأجهزة المرتبطة بالويب التي تحدث عنها. وتقوم الشركة بإعادة تعيين نحو 500 مهندس من قسم الهاتف المحمول التابع لها للعمل في قسم الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وذلك وفقا لشخصين مطلعين على التحركات اللذين لم يؤذن لهما بمناقشة الأمر. في أغسطس دفعت الشركة حوالي 200 مليون دولار لشراء SmartThings، وهي شركة ناشئة تصنع تطبيقات تحكم عن بعد بالأجهزة المنزلية. وفي أكتوبر، قالت سامسونج إنها ستبني مصنعا بقيمة 15 مليار دولار في كوريا الجنوبية لصنع رقائق متطورة للأجهزة المتصلة بالإنترنت. هذه الجهود تعتبر من من أول المبادرات الرئيسية لنائب رئيس مجلس الإدارة لي جاي يونغ، الذي كان والده، رئيس مجلس الإدارة لي كون هي، قد دخل المستشفى منذ لإصابته بنوبة قلبية في مايو الماضي. وقد أعدت سامسونج معاينة لأجهزتها في متحف الابتكار التابع لها، وهو مبنى ذو جدران زجاجية على الجانب الآخر من مقرها الرئيسي، على بعد حوالى 30 ميلا الى الجنوب من سيؤول. هذا المبنى المكون من خمسة طوابق والذي تبلغ مساحته 11 ألف متر مربع ومطلي تقريبا باللون الأبيض الخالص، عليه عبارة "العيش الذكي" و "إلهام الآخرين" منحوتة في الجدران. في فضاء مفتوح في الطابق الثاني، قامت سامسونج بتزيين كشك ليبدو وكأنه غرفة معيشة حيث تتصل كل من الأضواء والأجهزة المنزلية وروبوت المكنسة الكهربائية بتطبيق الهاتف الذكي. عندما يدخل الزائر للمعرض، تسحب الستائر تلقائيا ويدور التلفاز. ويقول كو سونج هي، المحلل في الوساطة SK للأوراق المالية: "تتصور كل من سامسونج وأبل وجوجل عالما حيث الأشياء مثل الأجهزة النقالة والسلع المنزلية المحيطة بنا ستتحدث إلى بعضها البعض". وأضاف: "خلافا للآخرين، يمكن لسامسونج أن تقدم تشكيلة كاملة من الأجهزة والأدوات، وهذا ما يشكل أكبر قوة لسامسونج". وكانت أكبر نقطة ضعف للشركة هي البرمجيات. لأنها تعتمد على نظام التشغيل أندرويد من جوجل لتشغيل أجهزتها. وقد توقفت الشراكة مع شركة إنتل لتطوير نظام تشغيل مستقل. ويعمل هذا النظام، ويدعى تايزن، على الساعات الذكية والكاميرات وأجهزة أخرى قليلة تابعة لسامسونج. في يوليو، شكلت سامسونج مجموعة Thread ثريد، وهو تحالف تجارة مع شركة مختبرات نست التابعة لجوجل وحفنة من الشركات الأخرى. التحالف يقول إنه سيعمل على تطوير معايير الصناعة لتكنولوجيا التشغيل الآلي للمنزل اللاسلكية الجديدة. كما وقعت الشركة الكورية اتفاقية ترخيص براءات اختراع عالمية لأجل 10 سنوات في فبراير مع شركة سيسكو سيستمز، والتي لديها واحد من أكبر مجموعات براءات الاختراع للأجهزة المتصلة. ويقول كيم كيونج مين، المحلل في دايشن للأوراق المالية: "يمكن لسامسونج أن تنفصل نهائيا عن جوجل في مرحلة ما، ولكن بالنظر إلى المصالح الخاصة لكل منها، فإنها تحتاج إلى الحفاظ على الشراكة بينهما لفترة من الوقت". بالنسبة للوقت الحاضر تعمل سامسونج على إعداد المرحلة المقبلة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت. إلى جانب معرض غرفة المعيشة في متحف الابتكار لدى سامسونج، هناك أكشاك مصممة بحيث تبدو وكأنها شرائح من غرفة في أحد الفنادق، وكابينة الطائرة، ومركز تسوق.