افتتح رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الأمير عبدالله بن سعود، مؤخرا، معرض «مبدعات»، والذي يأتي كإضافة مهمة وبادرة أساسية؛ للمساهمة في إبراز مجموعة من الوجوه الجديدة في مجال الفن التشكيلي. وضم المعرض بين جنباته لوحات بمجموعة من الأساليب، وتنوع في المدارس والأعمال التي استندت في مجملها على الإرث الحضاري والتراث المعماري وشخصيات فنية ومجموعة من الأعمال الزيتية تنوعت بين بورتريهات والخيول والمناظر الطبيعية. ورصد «الجسر الثقافي» بعض الانطباعات عن المعرض، وكانت البداية مع مدير صالة «نسما ارت» الفنان محمد العبلان، الذي قال إن المعرض ضم 36 فنانة تشكيلية، وكانت بداية الفكرة لاحتوائهن وخلق مكان مميز لهن على خارطة الساحة التشكيلية، وتم عرض أكثر من (40) عملا فنيا كان الإبداع عنوانه. جولة مع المشاركات وفي جولة مع الفنانات المشاركات، وما تعنيه لوحاتهن، التقينا بالفنانة التشكيلية ميساء مصطفى «مسئولة القسم النسائي لبيت الفنانين التشكيليين» وهي من المشاركات بالمعرض، فقالت عن مشاركتها: "بداية اعتبر معرض مبدعات من أهم المعارض التي أقيمت في الآونة الأخيرة للفنانات التشكيليات، واعتبره حافزا للفنانات التشكيليات المستجدات في الساحة، وهي بداية رائعة لكل مبدعة ولكل فنانة تتألق بريشتها ولونها". وعن أعمالها المشاركة فيها قالت: "شاركت بلوحتين من مدرسة الفن التجريدي الافتعالي أسميت اللوحة الأولى (أنين احتراق) والثانية (صمت الفراق)، اللوحتان اعتبرهما لوحة من جزءين حين نحزن نصمت حد الأنين والاحتراق، وحين نحترق نبتعد بسكون نبتعد بالكتمان ومن ثم نفترق، أترك للمتلقي حق الشعور والتخيل فكل منا سيراها ويشعر معانيها دون حرف يوصف، فقط سيشعرها بصمت". حرفية عالية ومن ضمن المبدعات الفنانة التشكيلية عفاف الجديبي، التي ذكرت أن المعرض الذي يضم 36 فنانة من مدارس مختلفة له فوائد عظيمة للمشاركات وللمتلقي، فهو يأخذ بيد الفنان والتعريف بفنه الجميل ويتيح تبادل الأفكار والحوار بين الفنانين وإبراز المبدعين منهم. وتتابع الجديبي: "شاركت بأربع لوحات تطرقت فيها إلى موضوع الخيل الذي احتل موقعا هاما في تاريخ الفن، ولا تخلو حضارة من أعمال فنية تتناول الخيل العربي الأصيل، فالخيول لدي ليست مجرد شكل جمالي متناسق يشهد بروعة الخالق فحسب، بل عالم مسكون بالإبداع، وأنا أشعر أن في داخلي ما يشبه جموح واندفاع ورومانسية الخيل، حتى إن الاندفاع هذا يفسر طموحاتي والطاقة الخلاقة الجمالية في داخلي". نسيج رائع من جهته، أشار الفنان نهار مرزوق مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، إلى أن المعرض يعتبر انطلاقة رائعة وتجربة متطورة، فكل لوحة تمثل رؤية فنية خاصة أخرجتها الفنانة بألوان وخطوط ولمسات وأحجام تعبر عن مشاعرها الداخلية ورؤيتها وقناعاتها من وحي الواقع والخيال والعقل، فأخرجت نسيجاً رائعاً يتكون من مناظر طبيعية وحالات إنسانية، وتجسيداً لانطباعات تشكيلية وجمالية متوازنة ومبدعة. أطروحات مختلفة وكان من ضمن جمهور المعرض الفنان والناقد عوض أبو صلاح، الذي قال: "يعتبر المعرض تجربة فريدة تعكس مدى اندفاع هؤلاء الفنانات، وهم يشاركن بأطروحاتهن التشكيلية المختلفة في مثل هذه المعارض، مما يتيح لأعمالهن أن ترى النور ويتفاعل معها الجمهور المتلقي، مما يعكس لهن رؤى مختلفة فيما يقدمونه من أعمال إبداعية، وذلك من شأنه أن يعزز لغة الحوار بين الفنانة والمتلقي". وأضاف أبو صلاح: "فى هذا المعرض عرضت أطروحات تشكيلية مختلفة فى الأساليب والاتجاهات وطرق التعامل مع اللون والخط داخل الأعمال الفنية، مما يساعد في قراءة النصوص البصرية بعدة اتجاهات مختلفة أيضا، ويكون ذلك بمثابة دفعة فاعلة لكل مشتركة؛ لتنمي قدراتها الإبداعية وتستشف سلبيات وايجابيات ما تقدمه من أعمال، فهناك من ينتقد وهناك من يشجع وغيره، ولكن بشكل عام تنصب كل هذه الأطروحات في الوعاء المعرفي للفنانة". جانب من الأعمال المشاركة