أوضحت السفارة الألمانية أن ملف قضية الاعتداء على الدبلوماسيَين اللذين تعرضا لإطلاق نار في يناير الماضي بالعوامية سيُعتبر مغلقا بعد إلقاء السلطات السعودية القبض على جميع المعتدين، كما ذكرت السفارة انه لم يتضرر أحد من رعاياها، وأن الأذى لم يلحق سوى بالسيارة التي عُطبت بالكامل، فيما عاد الدبلوماسيَان إلى أعمالهما. وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الألمانية في الرياض مايكل اونماخت ل"اليوم": إن بلاده لم تفتح ملف تحقيق أو تفتيش للقضية؛ نظراً لثقتها في الحكومة السعودية، وأنها لا تملك أي معلومات عن الجناة سوى تلك المعلومات التي أفادت بها السلطات السعودية، كما نوه إلى أنه لا يحق لهم التدخل في سيادة الدولة السعودية؛ كون هذا الأمر يُعد جريمة وقعت على أراضيها. إلى ذلك قال السفير الألماني في الرياض بوريس روغِه: إن سفارة بلاده اصدرت 60 ألف تأشيرة خلال 2013 للسياحة والعلاج والتجارة، بزيادة تقدر بثلاثة أضعاف عن عام 2011م الماضي منوهاً أن غالبية تلك التأشيرات تخص السعوديين عدا بعضاً منها للجاليات الأخرى المتواجدة على أراضي المملكة، وأن هناك حوالي 1600 طالب سعودي يدرسون بألمانيا، تذهب حصة الأسد منهم لطلاب الطب، وأنهم يعملون على زيادة العدد مع شركائهم السعوديين وكذلك الجامعات، فيما تمكن 10 آلاف حاج ألماني من تأدية النسك العام الماضي. وبين روغِه، أن حكومة بلاده تعمل مع السعودية فيما يخص التبادل التجاري بين البلدين، مبيناً أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في الاستثمارات التجارية، إلا أنه لم يفصح عن الأرقام لعدم توفرها حتى اللحظة مشيرا الى تتوفر بيانات عام 2014م خلال الفترة المقبلة. وأشار في مؤتمر صحفي عقد بمقر السفارة الألمانية بالرياض بمناسبة مشاركة برلين كضيف شرف للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، في دورتها الثلاثين لعام 1436ه الجاري الى أنهم لن يقدموا غير «القهوة» الألمانية في المهرجان، ولن تبيع بلاده أي منتج، وذكر السفير، أن عمل شركات بلاده المتواجدة في المملكة يتركز على الصناعات البتروكيماوية، كما أن تركيزها ينصب على المنطقة الشرقية، إضافة إلى ينبع، منوهاً إلى أن عمل تلك الشركات على إعداد المواطنين السعوديين وتدريبيهم على رأس العمل على الأساليب الحديثة في صناعة البتروكيماويات، وفيما يخص سياحة الألمان في السعودية، بين السفير بوريس روغِه، أن العام الماضي شهد زيارة عشرة آلاف حاج من ألمانيا منهم مواطنون، إضافة لجاليات أخرى مقيمة في بلاده. وتطرق في كلمته إلى أن ألمانيا والمملكة دولتان رائدتان في منطقتيهما، ولديهما تاريخ طويل من العلاقات الودية، وأنهم عملوا على مدى السنوات الماضية على تعميق ومواصلة تطوير هذه العلاقات بما فيها الاقتصادية التي نمت العلاقات بشكل كبير، وفي نفس الوقت أصبح التعاون في القضايا السياسية والاستراتيجية يحظى بأهمية أكبر وبشكل مطرد. وأضاف بأن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قام بزيارة ناجحة جدا إلى المملكة مؤخرا وسيعود قريبا، وسأطلعكم على التفاصيل لاحقا، مبيناً أن الاقتصاد والسياسة مهمان، إلا أنهم في ألمانيا يؤمنون بشكل قوي بأهمية الثقافة والمجتمع المدني والحوار وما يطلق عليه أحيانا التواصل بين الشعوب. وعرج على دور ألمانيا كضيف شرف لمهرجان الجنادرية للعام الجاري، وقال: «اسمحوا لي أن أؤكد لكم بأننا تشرفنا كثيرا بالدعوة للمشاركة في مهرجان الجنادرية كضيف شرف، وأستطيع أن أؤكد لكم أننا نعمل بجد لنرقى إلى مستوى التوقعات العالية، ولقد لقينا في هذا الصدد دعما قويا وتعاملا مميزا من قبل زملائنا في الحرس الوطني، وأيضا من الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة». وأضاف بقوله: «إنني من وجهة نظري كسفير أعتقد أن هذه فرصة ذهبية لن تتكرر ثانية لتقديم بلادنا إلى شعب المملكة، وإن نقطة البداية في مهرجان الجنادرية هي بالطبع التقاليد، فألمانيا تتمتع بتاريخ عميق، كما أن المملكة تتكون من عدة مناطق لكل منها تقاليدها الخاصة بها، منوهاً الى أن ألمانيا أيضا تشبه المملكة في هذا الجانب، وأن التقاليد الألمانية هي أحد الأمور التي تتمتع بشعبية عالية في هذا البلد ولذلك ستتاح الفرصة لتسليط الضوء على المزيد منها في مهرجان الجنادرية.