أكد السفير الألماني بوريس روغه في كلمة له بمؤتمر صحفي أقيم صباح أمس بمقر السفارة وذلك بمناسبة مشاركة ألمانيا ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافي الجنادرية في دورته الثلاثين لعام تحت شعار "ألمانيا- بلد الأفكار:للابتكار تقاليد" أن المشاركة بالمهرجان تعد فرصة للتواصل بين الشعبين السعودي والألماني؛ وذلك لإبراز أهمية اللغة الألمانية، ولاستكشاف المزيد عن ألمانيا وتبادل الآراء؛ لذلك تم الحرص على أن يشارك معهد غوته الثقافي الألماني في المهرجان بتنظيم دورات تدريبية مصغرة وبسيطة هدفها أن يتعرف المجتمع السعودي على المهارات الأولية لتعلم اللغة الألمانية، وسيتم إقامتها داخل الجناح الألماني للتواصل في المجال التجاري والتقني ودراسة التاريخ والفلسفة الألمانية. لافتا إلى أن ما يميز العلاقة بين الطرفين الودية التي عمل عليها الطرفان مدى السنوات الماضية لتعميقها، مضيفا: " اسمحوا لي أن أؤكد لكم بأننا تشرفنا كثيرا بالدعوة للمشاركة في مهرجان الجنادرية كضيف شرف. وأستطيع أن أؤكد لكم أننا نعمل بجد لنرقى إلى مستوى التوقعات العالية. لقد لقينا في هذا الصدد دعما قويا وتعاملا مميزا من قبل زملائنا في الحرس الوطني وأيضا من قبل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة". وعلى صعيد آخر نوّه إلى أنه منذ قرون عدة قدم أناس من مختلف البلدان والخلفيات الثقافية إلى ألمانيا واختاروها موطنا لهم وقاموا بمشاركة خبراتهم ومعارفهم لتطوير حلول مبتكرة لتحسين حياة الناس. وقال: "إن شعار "صنع في ألمانيا" ما يزال أحد العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم. إن الأفكار الألمانية والتكنولوجيا الألمانية حاضرة في جميع أنحاء العالم؛ لذلك فإنه إلى جانب كون ألمانيا بلد التقاليد فإنها أيضا بلد الابتكار وفي الواقع فإن ألمانيا بلد حيث الابتكار جزء لا يتجزأ من التقاليد. وهذا هو سبب اختيارنا لشعار: للابتكار تقاليد". وقال روغه في تصريح ل "الرياض": إنه ستتم استضافة أكثر من خمسين فنانا ألمانيا لتمثيل الجانب التقليدي مثل: الموسيقى والرقص الشعبي والهيب هوب، والقصص الخيالية، والفنون الاستعراضية والفنون التشكيلية"، موضحا أن الكثير من الفرق التي ستشارك لديها القدرة والإمكانية على الدمج ما بين الفن القديم والجديد؛ ليصنعوا شيئا جذابا وحديثا يليق بالحدث المهم، كما أن هناك فنانين يعملون على الرسم الحر والذي سيتم عرض بعض اللوحات التي تم إنتاجها خصيصا للمهرجان؛ منوها في الوقت نفسه إلى أن هناك فرقا موسيقية من جنوب وشمال ألمانيا يحتوي مخزونها الفني على أغان شعبية بافارية وكلمات حديثة، كما يوجد بهلوانيو كرة القدم الذين سيقدمون عروضا كروية بالأسلوب الحر الذي يلقى اهتماما لدى المجتمع السعودي، مضيفا: " كما سيقدم "شيفا غرنغس" مسرحيته المرتجلة " طارد الحمام " والتي يمكن أن تتطور في كل اتجاه حسب ردود فعل الجمهور". من جانب آخر أشار إلى أن القاعدة الأساسية لدى الشعب الألماني تجاه شعب المملكة هي الاحترام الكبير له ولثقافته مضيفا: "يجب على الشعب الألماني أن يتعلم أكثر عن هذه البلد وثقافاتها المختلفة وذلك لوجود نقص كبير في التبادل الثقافي بين الجانبين" مؤكدا أنه مما يثلج يكرس العلاقات بين الشعبين أن السفارة السعودية قد نظمت مؤخرا في سبتمبر أسبوعا ثقافيا قدموا فيه أطيافا ثقافية واسعة جدا للجمهور الألماني من الحرف اليدوية والتقاليد وقدموا للألمان بعض الكتاب العصريين السعوديين كما عرضوا عدة أفلام سعودية. وختم حديثه ل "الرياض" بقوله: "ما يهمنا في المشاركة ليس فقط أن نقدم أنفسنا بطريقة قد لا يهتم بها البعض، وإنما نريد أن نحدث نوعا من التواصل الشعبي بين الطرفين، كما نريد أن نفعل التعاون الحقيقي بين الفنانين السعوديين والألمان في جميع المجالات حتى تظهر لنا نتيجة إيجابية حقيقية لهذا التعاون وهذا ما يهمنا بالدرجة الأولى ". السفير الألماني يلقي كلمته جانب من الحضور