اليوم تراني مضطرة لترك كل أبحاثي المجتمعية التي أمامي لأناشد الجميع وكل من يهمه هذا الوطن بكل مناطقه الجغرافية وما يدب فيها من أحياء لأن الشر سيعم وسيطال حتى الحيوانات ومسئوليتنا اجتماعية قبل كل شيء اختصاصيين ومواطنين كل في مجاله، علينا أن نشمر عن ساعد الجد ونعمل بكل ما أوتينا من قوة ومقدرة حتى ماديا لمكافحة الخطر القادم بلا لون أو طعم أو رائحة، بل ولا مادة محسوسة تمسك من قبل رجال الأمن والمكافحة وهم «اللي فيهم مكفيهم» ونقدر مجهوداتهم التي تؤتي أكلها كلما دنا المارد من حدودنا أو خرج من قمقم داخلي، واليوم يطل علينا في صورة أضل وألعن وأخبث تمكنه أن يسرح ويمرح في كل بيت وشارع ومدرسة ومكان عمل دون أن نشعر به ألا وهو ما عرفناه مؤخرا بالمخدرات الرقمية وحقيقتها قديمة تعود للعام 1839 حين اكتشف العالم الفيزيائى هنرك ولهلم دون أن تسليط ترددين مختلفين قليلا عن بعضهما لكل أذن فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع وربما سمع الدق في كلتا الأذنين تقريبا وهذه الآلية استعملت لأول مرة في العام 1970 لعلاج بعض المرضى النفسيين خاصة الاكتئاب الخفيف والقلق بديلا عن تعريض الدماغ إلى ذبذبات كهرومغناطيسية (معروفة لدى العامة بالصعق بالكهرباء) التي تؤدي إلى افراز مواد منشطة ومحددة تؤدي إلى تسريع حالة التعلم أو ربما تنشيط لبعض أجزاء المخ وتساعد في تحسين دورة النوم وتخفيف الألم والشعور بالراحة واعتبرت بعض المواقع أن استعمال هذه التقنية لعلاج القلق بكل انواعه، وما يهمنا حاليا تاركين كل تفسير وتحليل للأختصاصيين معرفة أن المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية أحيانا تدعم بمواد بصرية واشكال وألوان متنوعة تتحرك وتتغير بطريقة ومعدلات مدروسة بمهنية عالية وتقنيات ربما لم تصلنا حتى الآن، وهذه الطريقة ببساطة تخدع المخ بارسال موجات صوتية مختلفة التردد ببساطة لكل أذن، وبما أن هذه الموجات أو الترددات مختلفة وغير مألوفة فإن الدماغ يعمل ويجهد لتوحيدها ومعالجتها من الأذنين وصولا إلى مستوى واحد يتناغم بدرجات أو درجة متساوية من كل أذن قدر المستطاع، ويصبح حينها كهربائيا غير مستقر حتى ينجح في تكوين صوت بموجة جديدة قريبة أو نفس التي ينتجها الدماغ في حالة الاسترخاء والتأمل وحسب نوع الاختلاف في كهربائية الدماغ يتم الوصول إلى حالة ربما شبيهة لسحر المخدرات المعروفة اسماؤها وكم هي كثيرة كما ونوعا وكيفا وتأثيرا في الاحساس والمشاعر والنشوة التي يود المتعاطي الهروب إليها. ومن هنا يتضح أن التأثير يختلف من شخص لآخر وايضا حسب المدة الزمنية للتعرض للمخدر الرقمي والظروف المساعدة كالاستعانة البصرية لتحفيز المخ بمتابعة الأشكال والألوان والخيال المصاحب وموضوع المخدرات الرقمية وان لم يثبت بعد أو اختلف في صحته أو منهجيته واستعماله كمخدر فقد اتفق على أنه يؤدي إلى تشنجات عصبية والانفصام والانفصال عن الواقع، وقد تحدث مصائب وافعال نحن في غنى عنها وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم فلا ننتظر القادم لأننا لا نعلم متى يأتي ولمن ومنبعه معروف بالمواقع التي تمتلك البدائل كلما حجبت والحرب ستكون غير سهلة وحتى المتمكنين ممن نسميهم الهكر ونعرف قدراتهم في دخول أو تدمير المواقع على الانترنت نحثهم الزود والمساهمة بكل ما لهم من معرفة لمنع هذه الهجمات القاتلة قبل أن تتمكن من عقول شبابنا واطفالنا، بل كل اسرة ودار ومكتب ومدرسة وشارع ولا نتكئ على جهة واحدة على أنها المسئولة فلا وزارة الثقافة والاعلام أو الجامعات أو المؤسسات المعنية بحجب المواقع الفاسدة المفسدة فإن المسألة غير سهلة وأن نبدأ بالوعي الأسري ومناقشة الموضوع ومضاره الدينية والدنيوية في محيط الأسرة مع مراقبة جادة لكل من لم يبلغ الرشد طفلا أو طفلة ثم نتحمل المسئولية خارجا وتقديم النصح الواعي لكل محتاج وأن نتعامل معها كمخدرات ملموسة طالما انها تشترك في الآثار السلبية الضارة القاتلة للانسان، ونرفع الصوت ونقول لا للمخدرات وقبلها نبدأ بدعاء المولى أن يحمي وطننا الحبيب ونتفق على عدم التجاوب مع تلك القنوات أو المواقع، وسيفنا مرفوع لبترها وكل من على شاكلتها وبس.