لا شك أن البركة والسعة في الرزق موجودتان في كل الأسعار، ولكنهما تكبران وتكثران وتتسعان كلما كانت الأسعار وسطية وميسرة، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية، فنجد الاستهلاك منها يوميا والإقبال عليها كبيرا جدا جدا وأسعارها في متناول جميع الطبقات، فالاتجار والبيع والشراء فيها أو في البعض منها سهل، ورأس المال لا يثقل الكاهل أو يكلف كثيرا، فالمكاسب فيها بالقروش ومن ثم الريالات حتى تصل إلى الآلاف والملايين، والسر في ذلك البركة والسعة من خلال أسعارها الوسطية والميسرة، على العكس من أسعار الأراضي تُشترى منح بأسعار تتفاوت وتطرح على العامة بأسعار خيالية، وكما يشاهد الجميع الكثير من الأراضي والمخططات في مناطق ومحافظات بلادنا العزيزة يعتريها العمر الطويل والتعثر وإعادة النظر في ملكيتها لأسباب وحجج وآراء مختلفة الهوى، في حين أن البعض من تلك المخططات والأراضي طرحت مساهمة واشتريت، ولكن المشتري لم يستلم أرضه على الرغم من مرور السنين حتى البعض من المشترين توفي، والأمثلة على ذلك كثيرة في جميع مناطق ومحافظات بلادنا العزيزة ومنها مخطط العقير، وتبقى تلك المخططات والأراضي والعقارات والدبلوكسات والشقق في المناطق والمحافظات مكانك قف بسبب ارتفاع الأسعار، وهنا الفجوة كبيرة بين المالكين والراغبين في الشراء، فالخسارة وقلة البركة والسعة في الرزق تنقص يوما بعد يوم، وتكون في تطارد عكسي مع من لا يملك سكنا فتزداد نسبة عددهم يوما بعد يوم ويمكن هنا التساؤل.. * ما الفائدة من مخططات وأراض بيضاء تبقى سنوات دون تعمير؟ * وما الثمرة من مخططات وأراض أعطي بعض مالكيها صكوكا وتبقى في دائرة التعثر وعدم التسليم؟ o وإلى متى تبقى منح أراضي الدخل المحدود في جميع مناطق ومحافظات بلادنا العزيزة لا تعطى مستحقيها؟ وتبقى الأسئلة أكثر وأكثر دون إجابات حقيقية ومقنعة . إلى متى... الله تعالى أعلم.