الحمد والشكر لله سبحانه أن التأم الصف الخليجي وذهبت غمامة الخلاف الطارئ الذي أدى الى برود العلاقات وسحب السفراء بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين من جانب ودولة قطر الشقيقة من جانب آخر، حيث ساد العقل وحب الإصلاح على فتنة التنافر وشر الخلاف بين القيادات الخليجية التي ترغب في تلاحم وتواصل الشعب الخليجي الكريم بجميع مكوناته. ان انعقاد اللقاء بين القيادات الخليجية في الرياض بدعوة من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله للخير وبمسعى طيب للتلاحم وحل الخلاف الذي قام به مشكوراً سمو أمير دولة الكويت، يعتبر هذا التفاهم والوصول الى رؤية مشتركة أمرا ايجابيا جداً في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة العربية والبلدان المجاورة لنا التي تشهد الاضطرابات والتناحر الذي يدفع به أعداء هذه الأمة لإثارة الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، بالإضافة الى محاولات اختراق دول الخليج العربي من خلال التغرير بشبابهم للخروج على ولاة الأمر أو الذهاب لمناطق الصراعات أو اثارة النعرات الطائفية وغيرها من الأساليب الخبيثة التي يحاول الأعداء من خلالها زعزعة اللحمة الوطنية وإضعاف أمننا الوطني، ولا شك أن هذه الدسائس والمشاكل التي يُدفع بها لتكون بين دول الخليج تأتي من قبل دول كبرى لها أطماع استراتيجية بالمنطقة أو من قبل دول إقليمية لها أهداف طائفية أو سياسية تسعى لتحقيقها بنشر فكرة (فرق تسد) التي طبقها المستعمرون في بداية القرن الماضي. ان المواطنين الخليجيين فرحون جداً بتفاهم والتئام صف القيادة السياسية الخليجية مع طموح الشعوب لعدم الوقوف عند هذا الحد، بل الاستمرار لتكون هناك وحدة خليجية على مراحل تتوحد فيها العملات والجوازات والجمارك وتُزال مراكز الحدود وغيرها من الخطوات العملية التي تُشعر المواطن الخليجي بأن بلدان الخليج هم دولة واحدة، وهذا بلا شك سيقوي دول الخليج عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وسيساعد على تكوين كيان اقليمي قوي ومتماسك يقف ضد التيارات الهدامة ويصد أطماع الدول العدوة التي لا تريد الخير لأبناء الخليج في جميع دولهم، لذا علينا السعي قيادةً ومواطنين لتحقيق وحدتنا الخليجية لمصلحتنا جميعاً.. والى الأمام يا بلادي.