كل من يبتعد عن تعاليم الإسلام فإنه يسير عكس الطبيعة وعكس الفطرة التي فطر الله الناس عليها، دعونا نتأمل هذه الدراسة أكد القرآن في آيات كثيرة أن الدور الحقيقي للمرأة في القيادة هو في بيتها، وقيادة أولادها لإنشاء جيل صالح يخدم البشرية، ويبتعد عن الجريمة والموبقات وينعم بالأمن والسلام. لقد عقل الناس في عصرنا الحديث هذه التعاليم الرائعة، وأسندوا للمرأة أدواراً قيادية في الإدارات والقضاء والوزارات وربما الجيش، هذه الأدوار تتعارض مع فطرتها وأنوثتها فماذا كانت النتيجة؟ دعونا نسمع الجواب من العالم الغربي الذي نسي تعاليم الإسلام. كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة الصحة والسلوك الاجتماعي، عن تعرض النساء في الأدوار القيادية، للإصابة بالاكتئاب بنسبة 47% مقارنة بالرجال في وظائف مماثلة. ويعتبر الشعور بالاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال. تقول البروفيسورة المساعدة في مادة علم الاجتماع في جامعة تكساس في مدينة أوستن ومؤلفة الدراسة تيتيانا بودروفسكا: (إن الأمر يرتبط بكيفية نظر النساء إلى القيادة، إذ لا تنظر النساء أحياناً إلى أنفسهن كقائدات أعمال رائدات، بحسب ما أظهرت نتائج الدراسة وعدة سنوات من أبحاث العلوم الاجتماعية. فالنساء يتم تقييمهن بأسلوب أكثر صرامة، وقد يفتقرن إلى الدعم من الرؤساء، ويواجهن التمييز بين الجنسين والتحرش، وهذه الظروف قد تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للكثير من النساء، ويمكن أن يواجهن مآزق مزدوجة. فمن ناحية يجب أن يتسمن بالخصائص الأنثوية مثل غريزة الاهتمام والرعاية، ومن ناحية أخرى يجب أن يكنّ حازمات ويتمتعن بحسّ المنافسة والثقة بالنفس. وتقول هذه الباحثة: إن النساء عندما يستعرضن الصفات القيادية الأكثر صرامة، يُحكم عليهن بطريقة سلبية، كما لو أنهن لا يتصرفن بأنثوية، ما يسبب التوتر المزمن وحالة من الاكتئاب. كما أن النساء يواجهن عدداً لا يحصى من العقبات والحواجز، والتي تمثل تحدياً على صحتهن النفسية). وهنا نلاحظ أن المرأة تعيش في حالة صراع بين طبيعتها التي تتميز بالأنوثة وغريزة الاهتمام بالأولاد والزوج والبيت، وبين منصبها القيادي الذي يتطلب الحزم والجرأة واتخاذ القرارات الحاسمة والتعامل مع عدد كبير من الرجال، وهذا يسبب لها مشاكل نفسية إضافية. وأخيراً دعونا نتأمل هذه الآية الكريمة التي خاطب الله بها نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب: 33-34]. والسؤال: هل الإسلام أذل المرأة وأهانها وانتقصها كما يدعي المبطلون، أم أنه حفظها وكرّمها وأعطاها دورها الحقيقي في بيتها، طبعاً الإسلام أعطى للمرأة أدواراً كثيرة في التربية والتعليم والعلاج وكثير من الخدمات الاجتماعية، أما المناصب القيادية فالأفضل والأكفأ هو الرجل، وهكذا يتكامل دور الرجل والمرأة ولا يتعارض هذا الدور، ولذلك لا بد للغرب أن يعود لمبادئ الإسلام الحنيف يوماً ما.