سامسونج وسوني، الشركتان المتنافستان بقوة، تواجهان أيضا كثيرا من المشاكل المتشابهة: مثل الأعمال التي تعمل فوق قدراتها، ونقص المنتجات المتميزة التي تعمل على تغيير اللعبة، والهياكل الهرمية في الشركة، ومشاعر الاعتزاز التي يشعر بها الناس تجاه الشركة في بلدها. لكن يتبين أن سامسونج أكثر نشاطا مما يمكن أن تكون عليه حتى الأسماء التقليدية العملاقة. ويجدر بسوني أن تنتبه لما يجري. استجابت إدارة سامسونج بسرعة للهبوط في صافي الدخل في الربع الثالث، والذي كان بنسبة 49 في المائة. وقد اعترفت الشركة أن هذا الهبوط في أعمال الهواتف الذكية التي كانت في أوجها في السابق ليس هبوطا مؤقتا. ولذلك قررت في الفترة الأخيرة نقل حوالي 500 موظف من قسم الهاتف الجوال إلى مبادرة مرتبطة بالإنترنت والتي تعتبر واعدة أكثر من غيرها. هذا الأسبوع قررت سامسونج تنظيم عملياتها من خلال تفكيك مقتنياتها التي تشتمل على 8 شركات على الأقل. فقد باعت حصصا في شركات الكيماويات والدفاع، وقسم الإلكترونيات المهم للغاية. وفي الوقت نفسه أعادت شراء ملياري دولار من أسهمها. وكانت الشركة تنقل الموارد نحو البطاريات، والمنتجات الصيدلانية الأحيائية، والجيل القادم من رقائق وشرائح الذاكرة، وإصدار الضوء بالطرق العضوية، وأجهزة عرض الصمام الثنائي، والمعدات الطبية. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أعلنت سامسونج عن شراكة مع شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية Thermo Fisher Scientific. في المقابل، ماذا فعلت سوني؟ يبدو أن الشركة تحدق في قدميها على أمل أن الين الضعيف سوف يعزز الأرباح. في 18 نوفمبر الماضي حين اعترف كازو هيراي، الرئيس التنفيذي في سوني، أمام المساهمين أن شركته بطيئة في التكيف مع التغيرات، فإن عرض الشرائح الذي قدمه إليهم عزز من هذه الفكرة: في عصر القرصنة المنفلتة من عقالها، ومع تطبيقات تنزيل الأفلام والفيديو، وتغير أذواق المستهلكين، قال هيراي إن الشركة ستركز جهودها على قسم الإنتاج الفني. لاحظ أن هذا القسم هو الذي وصفه أحد مديري صناديق التحوط في نيويورك بأنه لا جدوى منه قبل أن يبيع حصته في سوني هذا العام. بطبيعة الحال لم تعمل قرارات سامسونج على حل جميع المشاكل. وفي حين أن النجاح المذهل لهواتف جالاكسي والأجهزة اللوحية أثار الوضع في شركة أبل لفترة، إلا أن هذه المنتجات تفقد الآن بريقها. تتعرض أجهزة سامسونج للضغط من الأدنى من شركات التصنيع الصينية الرخيصة مثل تشياومي، ومن الأعلى من شركة أبل التي أعادت تشكيل نفسها (والتي تبلغ قيمتها السوقية الآن حوالي 700 مليار دولار، أي أعلى من سامسونج بأربع مرات). من جانب آخر، معظم غرائز سوني التنافسية يبدو لسوء الحظ أنها موجهة نحو الداخل، بمعنى أن أحد أقسام سوني يحاول منافسة قسم آخر داخل المجموعة. ويجب أن يتحلي هيراي بالإرادة لتحطيم الحواجز ضمن إقطاعيات الأقسام في المجموعة. لاحظ عقلية سوني. بعد 13 عاما من إنتاج أبل لجهاز الآيبود، فإن سوني، الشركة التي أخرجت لنا الووكمان الذي غير العالم، لا تزال دون جواب عالمي. وبعد سبع سنوات من آيفون، أنشأت أبل أنظمة بيئية جديدة تماما في الأعمال، ومع ذلك فإن فريق هيراي ما يزال يتطلع إلى الإضافات الجزئية للمنتجات القائمة، ويضع آماله على هوليوود، وعلى قيام محبي الألعاب بشراء منصة بلاي ستيشن المكلفة. لكن الأساس في النمو المستدام هو الاستجابة بسرعة وبحكمة للتحديات الجديدة، وهو أمر يبدو أن سامسونج على الأقل تحاول تطبيقه. يقول أتول جويال، من مجموعة جيفريز الاستشارية: «لا نستطيع القول إن جميع مبادرات سامسونج سيكون مصيرها النجاح. لكن فرصة الشركة هي أفضل بكثير من فرصة سوني».