التقنية تقتحم الحياة بكل ما فيها، لا تشاور أحداً قبل دخول مجاله، بل تغير وتطور وتضع بصمتها بقوة، حيث تبادر كل شركة تخطط لإطلاق نسخة جديدة من منتجاتها إلى تضمين المنتج بعناصر تقنية جديدة، أو تحويله إلى الارتباط الكامل بالإنترنت، فبعد أن شاهدنا تحول الهواتف النقالة من مجرد أجهزة لاستقبال المكالمات والرسائل القصيرة إلى أجهزة ذكية ترتبط بالإنترنت وتغنيك عن أجهزة الحاسوب. واليوم نشهد تحول ساعات المعصم إلى ذكية، خصوصاً بعد أن أصبح هذا المجال يستحوذ على اهتمام عدد من مستخدمي التقنية، وشهدت نهاية العام الماضي ارتفاعا في وتيرة الأشخاص الذين يبحثون عن هذه الأمور، بالإضافة إلى تزايد في إنتاج الساعات الذكية، وأيضاً أطلقت عدداً من الإكسسوارات التي تحول جهاز الآيبود نانو إلى ساعة معصم، وأيضاً انتشر ما يسمى بالسوار الذكي والذي يتيح لمستخدميه من التواصل فيما بينهم، وأيضاً تتيح بعض أنواعه حساب السعرات الحرارية وغيرها من الأمور الخاصة باللياقة البدنية. وتشير شركة الأبحاث أى بي آي إلى أن سوق الساعات الذكية سينمو خلال العام الحالي، حيث من المتوقع أن تزيد مبيعات الساعات الذكية إلى ما يزيد عن المليار دولار بنسبة نمو تصل إلى 50%، لتصبح من أهم المنتجات التقنية التي سيتم تسويقها خلال العام الحالي. وقد فازت ساعة موتورولا المسماة MOTOACTV بحصة جيدة من السوق ويعود ذلك إلى جودتها وسعرها الجيد والذي أتاح أن يكون في إمكانية الجميع اقتناؤها، مما حفز بقية الشركات الأخرى للدخول إلى هذا السوق، وبدأت أبل بمحاولة الدخول في هذه الصناعة لتنويع دخلها بدلاً من الاعتماد على مبيعات هاتفها الذكي العالية، بالإضافة إلى أن سامسونج هي الأخرى فكرت في ذات الشيء. ومؤخراً ظهرت شائعات في صحيفة نيويورك تايمز مفادها أن أبل بدأت العمل على إنتاج ساعات ذكية مصنوعة من الزجاج المرن، ويتوقع أن لا تختلف ساعات أبل في تصميمها عن الأسلوب المتبع في الآيبود نانو، وتكون مزودة بنظام تشغيل IOS الخاص بمنتجات أبل الذكية، بالإضافة إلى المساعدة الصوتية سيري. وأيضاً أطلقت عدداً من الشائعات التقنية حول بدء سامسونج بقيامها بتطوير ساعة ذكية، تتيح دعما للرسائل والموسيقى، وغير واضح إلى الآن الشكل النهائي للساعة، ولا نظام التشغيل الذي ستعمل الساعة عليه، وربما يكون نظام الأندرويد المطور من قبل غوغل هو النظام المستهدف من سامسونج لأن يكون نظام تشغيل لساعتها الذكية، ولكن لا توجد تأكيدات بأن تظل غوغل ملتزمة بدورها في تطوير أنظمة التشغيل للتقنيات التي تتحول إلى ذكية على غرار الهواتف النقالة، فما هو الدور الذي ستلعبه غوغل في هذه السوق الجديدة. ومع هذا السعي من الشركات لدخول هذا المجال مبكراً، تبقى مايكروسوفت بعيدة كل البعد عن اللحاق بهذا الركب، ويبدوا أن تخصص مايكروسوفت في تطوير التطبيقات منذ القدم هو ما يمنعها من التغيير.