يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع في مولدوفا، اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم الانتخابات البرلمانية التي ستحدد مسار العلاقات الدولية لها، إما نحو روسيا أو أوروبا. يعد فلاديمير فورونين الشخصية الأكثر نفوذاً في مولدوفا. وقال فورونين، رئيس الحزب الشيوعي، في حوار في مكتبه في العاصمة شيسيناو: "نفعل ما هو أفضل لمولدوفا. ولا نرى أي تعارض بين الاقتراب أكثر من كل من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي". يمكن أن يؤيد حزب فورونين ائتلاف سياسي موال لروسيا أو موال لأوروبا بعد الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم. ومازال السياسي /73 عاما/ يتمتع بنفوذ بعد شغل منصب الرئيس من 2001 إلى 2009. توقعت استطلاعات الرأي أن الثلاثة أحزاب الموالية لأوروبا بقيادة الحزب "الديمقراطي الليبرالي" المنتمي إليه رئيس الوزراء ايوري لينكا، سوف تحصل على 49 % من الأصوات، بمسافة قصيرة للغاية عن تحقيق الاغلبية. وتوقع مراقبون أيضا ان يحصد معا الحزبان المواليان لروسيا، "الاشتراكي" الراديكالي المنتمي إليه ايجور دودون وحزب "باتريا" المنتمي إليه رجل الأعمال ريناتو اوساتي، 22 % من الاصوات، ولكن منعت إحدى محاكم شيسيناو حزب باتريا يوم الخميس، من الانتخابات. وقالت: إن باتريا تلقى أكثر من 400 ألف يورو من مصادر أجنبية ولم يعلن عنها. ونفى الحزب المزاعم وتعهد بتفنيد القرار. وفي حين من المتوقع أن يحصل حزب فورونين على 21 % من الأصوات، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في مأزق سياسي في حال إنحاز إلى النواب الموالين لروسيا. وتمثلت إحدى القضايا الشائكة في اتفاق تجاري بين مولدوفا والاتحاد الأوروبي في صيف العام الحالي. ويعارض الاشتراكيون وباتريا بشدة الاتفاق في حين يطالب الحزب الشيوعي فقط بإدخال تغييرات عليه. وأدى تعليق اتفاق مماثل إلى احتجاجات حاشدة والإطاحة بالحكومة الأوكرانية أوائل العام الجاري. وتتهم القيادة الجديدة الموالية للغرب في كييف موسكو بتزويد الانفصاليين في شرق اوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والدفع بمقاتلين وجنود نظاميين. لدى مولدوفا كل المقومات لتصبح نقطة ساخنة أخرى. عندما استقلت في 1991، اندلعت حرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد. ومن حينها، أصبح إقليم ترانسنيستريا المنشق منطقة "صراع خاملة" من الناحية التقليدية وساهمت قوة حفظ سلام بقيادة روسية فى إبقائها على هذه الحالة.