اعتقل عدة اشخاص مساء الثلاثاء في نيويورك في اليوم الثاني من المظاهرات المنددة بقرار هيئة محلفين في ميزوري بعدم ملاحقة شرطي ابيض مسؤول عن مقتل شاب اسود، حسب الشرطة، واعلن الشرطي القاتل ان "ضميره مرتاح"، وانه ما كان ليتصرف بنفس الطريقة مع شاب ابيض، فيما قال محامي القتيل إن نظام العدالة الجنائية "تصدّع". من جانبه، قال الرئيس الأمريكي إن الوضع في فيرجسون أثار "محادثات ضرورية" عن العرق وممارسات الشرطة، وان"الإحباط الذي نشهده ليس فقط متعلقًا بحادث بعينه، بل له جذور عميقة في العديد من المجتمعات العرقية وله جذور في وقائع وجدت في هذا البلد منذ فترة طويلة". مظاهرات وفي التفاصيل، فقد عاشت مدينة فرغسون مساء الثلاثاء ليلة ثانية من الاضطرابات ردًا على اسقاط الملاحقات القضائية بحق شرطي ابيض قتل شابًا اسود، فيما عمّت تظاهرات عفوية سائر ارجاء الولاياتالمتحدة. وقال مايكل جاكسون (48 عامًا) وهو من سكان ضواحي فرغسون المدينة الصغيرة الواقعة في ولاية ميزوري (وسط) حيث قتل الشرطي الابيض دارن ويلسون الشاب الاسود الاعزل البالغ من العمر 18 عامًا في 9 اب/ اغسطس "انني هنا لدعم مايكل براون وعائلته ولرؤية العدالة تأخذ مجراها". وفي هذه الضاحية الصغيرة لسانت لويس التي تعد 21 الف نسمة انتشر 2200 عسكري من الحرس الوطني، اي اكثر بثلاث مرات من يوم الاثنين، لمنع تكرار اشعال الحرائق وعمليات النهب. وامام محطة الشرطة قام شرطيون بلباس مكافحة الشغب يساندهم عناصر من الحرس الوطني مجهزين بالهراوات والدروع، بصد نحو مائة شخص يحملون لافتات كتب عليها "لن يسكتونا". وتراجع الحشد نحو مقر البلدية حيث تم احراق سيارة دورية واطلق عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي سانت لويس احرق متظاهرون ايضًا سيارة للشرطة واعلنت السلطات ان التجمع "غير قانوني" مهددة بتوقيف المحتجين والصحافيين. وبذلت السلطات كل ما بوسعها لمنع اعمال العنف مثلما حصل مساء الاثنين. وقد أدان الرئيس الاميركي باراك اوباما بشدة اعمال العنف. في كليفلاند سار متظاهرون الثلاثاء احتجاجًا على مقتل فتى في الثانية عشرة في نهاية الاسبوع على يد شرطي فيما كان يحمل سلاحًا زائفًا. وفي نيويورك تم توقيف عدد من المتظاهرين مساء الثلاثاء بعد اعتقال شخصين مساء الاثنين. وحملت اثناء التجمعات لافتات كتب عليها عبارات مثل "السجن للشرطيين القتلة" و"نطالب بالعدالة لفرغسون" و"ارفعوا أيديكم، لا تطلقوا النار"، و"حياة السود مهمة" و"ليتوقف عنف الشرطة". كذلك نزل مئات المتظاهرين الى شوارع بوسطن وفيلادلفيا (شرق) او ناشفيل (جنوب). واحصت شبكة التلفزة «سي ان ان» تجمعات في 170 مدينة امريكية. ومعظم هذه التجمعات سلمية لكن تخلل بعضها قطع طرق سريعة مثلما حصل في لوس انجليس او اوكلاند على الساحل الغربي. واستخدمت الشرطة في بعض الاحيان الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مثلما حدث في دنفر او بورتلاند. وتمدد كثيرون ارضًا لقطع مفارق طرق وخاصة في لوس انجليس، حيث تذكر قضية مايكل براون بقضية رودني كينغ الذي تعرّض للضرب المبرح على يد اربعة شرطيين تمت تبرئتهم مما اثار اضطرابات في العام 1992. وقال سيماجي يونغ اثناء مسيرة نحو مقر الشرطة في لوس انجليس، حيث تجمّع حشد متعدد الاجيال والاعراق من اربعمائة شخص تقريبًا، "سئمت من رؤية الاقليات تواجه ظلم الشرطة". ضمير مرتاح وفي السياق، اعلن الشرطي الامريكي الابيض قاتل الشاب الاسود لمحطة "اي بي سي" ان "ضميره مرتاح" وانه كان ليتصرف بنفس الطريقة مع شاب ابيض. وقال دارين ويلسون الذي تحدث لأول مرة للاعلام منذ حصول المأساة، انه في التاسع من اغسطس خاف ان يقتل قبل ان يستعمل للمرة الاولى سلاحه ويطلق 12 رصاصة باتجاه الشاب مايكل براون البالغ من العمر 18 عامًا. واضاف: "السبب ان ضميري مرتاح هو انني قمت بعملي بشكل جيد". واوضح "لا اعتقد ان هذا الامر سوف يقلقني. سيبقى شيئًا حصل معي" وردًا على سؤال لمعرفة ما اذا كان قد تصرّف بنفس الشيء مع شاب ابيض، اجاب الشرطي: "نعم (...) بدون شك". ووصف مايكل براون بأنه "رجل قوي" يشبه المصارع هوغ هوغن. وقال أيضًا "هجم علي وكان يريد ان يقتلني". من جهته، قال محامي أسرة الشاب الأسود إن عدم قيام هيئة محلفين كبرى بتوجيه اتهام لضابط الشرطة الذي قتله هو أمر "غير عادل بالمرة"، مضيفًا إن نظام العدالة الجنائية "تصدع". ورأى المحامي بنيامين كرامب، خلال مؤتمر صحفي غداة قرار هيئة المحلفين الكبرى بعدم توجيه اتهام إلى الضابط دارين ويلسون في الحادث إنه كان ينبغي أن يتم توجيه اتهام إليه. لكن كرامب اتهم الادعاء بمحاباة الشرطة وقال إنه ينبغي أن يتم تعيين مدع خاص. وأضاف: "نحن نعترض علنًا وبأعلى صوت". واقترح كرامب إصلاحات أمنية في أعقاب الاضطرابات في فيرجسون ومن بينها أن يزوّد جميع الضباط في الولاياتالمتحدة بكاميرات فيديو لتعزيز الشفافية لدى الشرطة لاسيما في أحداث مثل تلك التي أودت بحياة براون. ولم يتحدث أي من أسرة براون خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في كنيسة سانت لويس. وكانت أسرة براون قد دعت إلى الهدوء قبل القرار وبعده مباشرة. جذور عميقة للإحباط من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال كلمة له عن سياسة الهجرة في شيكاغو إن الوضع في فيرجسون أثار "محادثات ضرورية" عن العرق وممارسات الشرطة. وأضاف: "الإحباط الذي نشهده ليس فقط متعلقًا بحادث بعينه، بل له جذور عميقة في العديد من المجتمعات العرقية وله جذور في وقائع وجدت في هذا البلد منذ فترة طويلة". وقال أوباما إنه لا يوجد مبرر للعنف، داعيًا إلى محاكمة من يرتكبون تصرفات جنائية "لا تعاطف مطلقًا مع تدمير مجتمعكم". وأضاف إن الإصلاحات لا تأتي من الدمار ولكن "بسبب أن الناس يدلون بأصواتهم وبسبب تنظيم الناس وتعبئة الناس". وقال اوباما "حرق المباني واضرام النار في السيارات وتدمير الممتلكات وتعريض الناس للخطر: لا يوجد اي مبرر لذلك انها اعمال اجرامية". واضاف: "لا اتعاطف ابدًا مع الذين يدمرون مناطقهم". واوضح: "هناك وسائل بناءة للتعبير عن الاحباط" مقرًا بوجود شعور قوي لدى العديد من الفئات بأن "القوانين لا تطبق دائمًا بنفس الطريقة وبشكل عادل". وقال اوباما ايضًا: "لم ار ابدا اية نتيجة لمشروع قانون حول الحقوق المدنية او الصحة او الهجرة لأن سيارة قد احرقت". واضاف: "هذا الامر حصل لأن الناس صوتوا وحشدوا صفوفهم وتنظموا وبحثوا عن افضل الردود السياسية لحل المشاكل". مقاطعة الرئيس وتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمقاطعة عدة مرات وهو يلقي خطابًا عن سياسة الهجرة وكان من قاطعوه يشتكون من ان خطته لا تذهب إلى المدى المطلوب في حماية المهاجرين غير الشرعيين من الترحيل. وقام أربعة أشخاص على الاقل كلهم نساء بالصياح ومقاطعة الرئيس في مركز كوبرنيكوس حيث كان يشرح خطته الخاصة بالهجرة التي رفعت خطر الترحيل عن 4.7 مليون مهاجر غير شرعي. وتوجه أوباما إلى حي بولندي لابراز ان مشكلة المهاجرين في الولاياتالمتحدة لا تقتصر على المهاجرين القادمين من دول لاتينية فقط وانه يوجد في البلاد مهاجرون غير شرعيين من شتى انحاء العالم منهم البولنديون والايرلنديون. وخلال خطاب أوباما صرخت امرأة منددة بسياساته للترحيل. وخلال إدارة أوباما تم ترحيل آلاف الموجودين في البلاد بطريقة غير مشروعة وهي قضية يثيرها مع الرئيس المدافعون عن حقوق المهاجرين. وقال الرئيس الأمريكي وهو من شيكاجو مازحًا ردًا على مقاطعيه "حسنًا.. العودة إلى شيكاجو شعور طيب. "لكن لن اتمكن من خوض حوار مع كل منكن على حدة.. هناك طرق أخرى للتعامل.. اجلسن.. اعرف انها قضية مشحونة بالنسبة للناس.. لكن احترموا الحاضرين". وصرح أوباما بأنه يعرف أن الترحيل قسم الاسرة الواحدة وان هذا يضايقه لكنه قال إن الحل في يد الكونجرس بإصدار قرار شامل لإصلاح سياسات الهجرة.