في إطار الشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة الشرقية وبلدية محافظة القطيف، تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة آلية اعتماد مشروع برنامج موحد للحفاظ العمراني وتطوير القرى والبلدات التراثية بمحافظة القطيف، بما يتوافق ورؤية كافة الشركاء ويصب في خدمة خطة الحفاظ على التراث الوطني والجذب السياحي في المنطقة. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد تبنت عددا من البرامج التي تهدف إلى المحافظة على التراث العمراني الوطني في المملكة وتنميته تنمية مستدامة، شاملا عناصره ونسيجه العمراني، بما في ذلك المباني والمساجد والاسواق والساحات والممرات، ولتحقيق هذا الهدف قامت الهيئة بإصدار عدد من البرامج والأدلة الاسترشادية؛ لتيسير مبادرات التطوير وضمان جودتها. حيث أصدرت الهيئة (دليل برنامج القرى والبلدات التراثية، ودليل أعمال ترميم المباني الطينية والحجرية). وأوضح رئيس بلدية وسط الدمام المهندس حاتم الغامدي أن أمانة الشرقية كانت قد خطت خطوات لإرساء الهوية العمرانية والثقافية في وسط الدمام تعكس التاريخ التراثي بأسلوب حضاري حديث، واستعانت الأمانة بأحد المكاتب الاستشارية لوضع خطة عمل من ثلاث مراحل. الاولى: تطوير البنى التحتية (رصف الطرق، الإنارة، مواقف السيارات، اللوحات الارشادية...الخ)، الثانية: (تسويق الفكرة من خلال تزيين الواجهة البحرية والحدائق العامة بنماذج تراثية، إضافة إلى تصميم بعض المباني الحكومية والمساجد باعتماد نمط تراثي مبتكر)، الثالثة: (تفعيل أنظمة المحافظة على النمط العمراني التقليدي من خلال وضع اشتراطات فنية وكود بناء وإطلاق برنامج تحسين وتطوير النمط المعماري بوسط مدينة الدمام). يذكر أن فكرة إبراز الهوية المعمارية للدمام ظلت من الافكار الطموحة التي سعى إليها المسؤولون بأمانة الشرقية؛ لما تمثله من أهمية تعكس الوجه الحضاري والتراثي للمنطقة الذي يعود إلى حقبة زمنية قديمة. وتضمنت المعايير والضوابط التي حددتها بلدية وسط الدمام التأكد من تطبيق الشروط المعمارية المعدة لنطاق المنطقة المركزية، ومراعاتها أثناء تحسين وتطوير المباني المستهدفة في المنطقة، حيث يتم الاستعانة بالتصاميم التي اعتمدتها الدراسات والاشراف للمنطقة المركزية.. أو تكون مباني في مناطق اخرى تدل على قوة المنطقة وتواكبها مع الحداثة من خلال واجهات مبانٍ حديثة تعكس تطوّر المنطقة، ويشتمل التعديل على الواجهات ولوح المحلات وإزالة التالف منها واستبداله ليتماشى مع واجهات المباني الحديثة.. وتكون اللوحات موحدة من حيث المقاسات والانارة في المبنى الواحد، واذا كان في الواجهة عدادات مياه او كهرباء او صناديق بريد، تراعى أثناء تصميم الواجهة، فلا توضع بشكل عشوائي تشوه شكل المبنى بعد تحديث الواجهة، وتكون موضوعة بطريقة تتناسب مع الواجهة، وإيجاد طرق مناسبة للتخلص من جميع التمديدات والاسلاك التي تكون على الواجهة وتشوه مظهر المبنى، ووضع حلول مناسبة للتكييف والتمديدات الخاصة به، بالاضافة الى الالتزام بمظهر البلكونات او ازالتها، وهناك بعض المباني تكون بعض بلكوناتها مغطاة واخرى مفتوحة مما لا يتناسب وشكل المبنى، اضافة الى استخدامها استخداما خاطئا يشوه شكل المبنى والشارع. وقام برنامج تطوير وتحسين النمط المعماري ببلدية وسط الدمام بحصر 85 مبنى قديماً ومشوهاً للمنظر العام بمواقع مختلفة خلال هذا العام، وفي عام 1435ه بلغ عدد المباني التي تم توجيه خطابات لها 538 مبنى، والمباني التي قدمت تعهدا خطيا 455 مبنى، والمباني التي استخرجت رخصة ترميم 35 مبنى. وبدأت بلدية وسط الدمام بتفعيل مهام البرنامج عن طريق تشكيل لجنة اطلقت عليها اسم «برنامج تطوير وتحسين النمط المعماري»، مكونة من مهندسين ومراقبين فنيين وبمشاركة لجنة المباني المهجورة والآيلة للسقوط؛ لتفعيل البرنامج ضمن خطة عمل تشمل قيام فريق العمل بحصر نطاق البلدية وتقسيمه الى مناطق عمل وحصر المباني والمنشآت المستهدفة، ووضعها وفق الأولويات والمعايير الموضوعة لهذا الشأن، والبحث عن المباني التي تحتاج الى ترميم وإخطار ملاكها من خلال خطابات ونماذج أعدت لهذا الغرض موجهة من البلدية، والمتابعة من قبل البلدية وتدعيمها بالتقارير مع الصور، إضافة للتأكد من جودة المواد المستخدمة في التشطيب وطريقة التشطيب والالوان، ومدى تلاؤم وضع المبنى الحالي مع الواجهة المقترحة. ويجرى تنفيذ «برنامج تطوير وتحسين النمط المعماري وواجهات المباني بمنطقة وسط الدمام» ضمن خطة وآلية عمل واضحة وفترات زمنية محددة؛ بهدف النهوض بالمنطقة وتحسين النمط المعماري لها من خلال عملية التحسين والترميم للمباني الواقعة على الواجهات الرئيسية بالمدينة؛ حتى تليق بما وصلت إليه من مكانة بين مدن المملكة.