تواصلت ردود الأفعال المرحبة بالدعوة السعودية للم الشمل العربي، واصفة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبدالعزيز، الأربعاء، بأنها مركز ثقل عربي، لضمان الاستقرار والتضامن بين مختلف الشعوب والدول العربية. ورحب عدد من القوى السياسية والعلماء بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لمصر، لدعم اتفاق الرياض الأخير، واعتبرت أنها الفرصة الأخيرة لوقف نزيف الخلافات العربية العربية في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأمة، وأكدوا ان هذه المبادرة تعد فرصة حقيقية لتعديل بعض المواقف والسلوكيات التي تزيد الفرقة، وتؤجج الخلافات وتشجع عناصر الإرهاب وقوى الشر والتطرف التى تستهدف التخريب والتدمير للمؤسسات الوطنية العربية. ترحيب رئاسي فى البداية قالت الرئاسة المصرية: إن مصر استقبلت بترحيب كبير البيان الصادر من الديوان الملكي السعودي، الذي أعلن فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عن التوصل لاتفاق الرياض التكميلي، لوضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التي تهدد أمتينا العربية والإسلامية. وأعربت مصر عن ثقتها الكاملة في حكمة الرأي وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين، مثمنة - غاليا - جهوده الدؤوبة والمقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها. وتعهدت الرئاسة المصرية بأنها كانت وستظل (بيت العرب)، وأنها لا تتوانى عن دعم ومساندة أشقائها وتجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الصادقة، والتي تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربي. وحدة الصف ومن جانب آخر، أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ل(اليوم) أنه يقدر الجهود الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جمع شمل الأمة العربية، والعمل على وحدة الصف، وأن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين تأتي حرصا منه على لم شمل الأمتين العربية والإسلامية. من جهته، عبر المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء المصري عن سعادته بنجاح اجتماع الرياض، من خلال تغليب وحدة الخليج ومصلحته لصالح المصالح العليا لشعوب المنطقة واستقرارها، مرحبا بعودة المسيرة الخليجية إلى طريقها الصحيح، وتغليب العمل الجماعي الذي يعود بالفائدة والنفع على الجميع. وأكد في ذات الوقت أن الدعوة الطيبة من قبل خادم الحرمين الشريفين لمصر، تؤكد عمق العلاقات السعودية المصرية، وحرص المملكة على وضع الأمور في نصابها الصحيح، بما يخدم مصلحة جميع الشعوب.. مؤكداً انها دعوة مخلصة من ملك كريم. مصر والسعودية وأوضح السفير نبيل العرابي مساعد وزير الخارجية الأسبق ان مصر والسعودية هما قاطرة الوطن العربي، وان العلاقة بينهما ستظل تاريخية، مشيرا الى ان مصر كانت وما زالت مصممة على العمل مع جميع الدول العربية للدفاع عن امن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن مصر تثق ثقة كاملة في حكمة رأي خادم الحرمين الشريفين، وتؤيد جهوده الدؤوبة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، وتقدر مواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، وتجاوب الرئاسة المصرية السريع أمر يبشر بالخير، ويعزز العلاقات المصرية السعودية والخليجية، بما يساهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات، وذلك من شأنه تعزيز العمل العربي المشترك ويقوي التضامن العربي لمواجهة التهديات التي تواجه الدول العربية على أيدي الجماعات الإرهابية. الوطن العربي ومن جهة أخرى، أشار السفير ماهر يحيى مساعد الخارجية الأسبق إلى أن نجاح المبادرة سوف يحسن بشكل كبير في العلاقات بين مصر وقطر، بشرط التزام الجانب القطري ببذل مزيد من الجهد لوقف الحملات الإعلامية ضد مصر بكل وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، والتوقف عن تأييد التنظيمات الإرهابية، وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام. مشيرا إلى أن مصر كانت وما زالت مصممة على العمل مع جميع الدول العربية للدفاع عن أمن واستقرار المنطقة، وأن دقة المرحلة الراهنة تقتضي منا جميعًا تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا. وأن استجابة مصر لرسالة خادم الحرمين الشريفين هي بداية لإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل في ضوء الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة العربية. القيادة السعودية يقول الدكتور موسى بن محمد اباظة، الرئيس العام للمجلس الدولي للعالم الاسلامي: أتقدم بخالص الشكر والتقدير الى القيادة الرشيدة للملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين؛ لوقوفه ودعمه المستمر لمصر وشعبها، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على السمات العربية الأصيلة التي تتميز بها القيادة السعودية وشعبها الكريم، حفظ الله بلادكم ابد الدهر. مرحلة جديدة ويرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن التجاوب المصري يعكس تفاؤل كبير بإمكانية التقارب بين مصر وقطر، ومن المبكر الحكم بأن ذلك يعني بداية لمرحلة جديدة في العلاقات المصرية القطرية. مؤكدا أن مناشدة العاهل السعودي والتجاوب المصري السريع يؤكدان أن مساعي كبيرة بذلت في هذا الاتجاه، وأن السعودية حصلت على ضمانات من الجانب القطري تدفع مصر للتجاوب. راية واحدة وأوضح الدكتور شعبان عيد الأستاذ بجامعة الأزهر قائلا: اللهم اجمع شمل العرب والمسلمين في كل مكان على ما فيه خير البلاد والعباد يارب العالمين، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق للخير والرشاد والسداد كل من يريد الخير مخلصا لهذه الأمة، وكل من يعمل على لم شملها تحت راية واحدة بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى تعود للأمة مكانتها وريادتها بين الأمم.. قال تعالى: "إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا". والله من وراء القصد.. وكل ما أقوله هو اني أتمنى الخير لأمتي في كل المجالات، حتى تنهض من جديد بين الأمم، وتعلو رايتها، وأن يهيئ لها من أمرها رشدا، ونحن متفائلون خيرا في المستقبل رغم كل هذه الغيوم. الطريق الصحيح وأوضح الدكتور عبدالعزيز عبدالله رئيس منظمة الشعوب والبرلمانات العربية أن مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين خطوة على الطريق الصحيح، يهدف بها الملك عبدالله إلى لم الصف العربي، وتحقيق الاحتشاد والاصطفاف في مواجهة التهديدات التى تواجه الامن القومي العربي. الأمن والاستقرار وأضاف: إننا إذ نتطلع معا إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي وتبث الأمل والتفاؤل في نفوس شعوبنا، فإننا نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية على جهوده الحكيمة ومساعيه الحثيثة للم الشمل العربي في مواجهة التحديات التي تحيق به. داعين الله «عز وجل» أن يديم الأمن والاستقرار والسلام على أوطاننا، وأن تنجح الجهود العربية المشتركة في تحقيق المصالح العليا لوطننا العربي. فرصة إيجابية أما الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ الأمن القومي والعلاقات الدولية، فقد اعتبر دعوة خادم الحرمين الشريفين، بأنها خطوة إيجابية ومهمة، في هذه المرحلة المهمة من عمر الأمة العربية، مشيراً إلى أن أبرز ما في الدعوة، يتعلق بمناشدة خادم الحرمين الشريفين وسائل الإعلام، لتحقيق التقارب، فهي إشارة ضمنية لبعض الممارسات الإعلامية التحريضية، والحملات العدائية، من قبل بعض الفضائيات، متمنياً من الإعلام المصري أن يعطي فرصة لمبادرة الملك عبدالله، وعدم الانسياق وراء تحريض تنتهجه قناة الجزيرة، الذراع الإعلامي لقطر. روح الأخوة وأضاف الدكتور ناصر مبروك استاذ القانون السياسي: نحن نثمن دور المملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مبادرة لم الشمل العربي التي تعبر عن روح الأخوة والمحبة التي يحملها خادم الحرمين والتي تعبر عن رؤيته الثاقبة وحرصه على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية في هذه الظروف الراهنة. وان هذه المبادرة تعد فرصة حقيقية لتعديل مواقف وسلوك دولة قطر وعودتها الى الصف الخليجي والعربي الداعم لمصر، وضرورة تخليها عن موقفها المعادي لها، ووقوفها وراء عناصر الإرهاب وقوى الشر والتطرف التي تستهدف التخريب والتدمير للمؤسسات الوطنية المصرية. واعتبر أن تلك المبادرة تعتبر الفرصة الوحيدة والأخيرة للم الشمل العربي، معرباً عن الشكر والتقدير لكافة مواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي وقفت دائما بجانب مصر في مواجهة التهديدات، مؤكداً ان مواقف خادم الحرمين أنقذت مصر من العديد من المؤامرات الخارجية لا سيما بعد ثورة 30 يونيو. روح معنوية وقال: إن موقف خادم الحرمين الشريفين في بياناته المتعددة تجاه مصر أدى إلى إبعاد القوى الخارجية وتنظيمات الظلام عن التآمر على مصر، أو الإقدام على أي تهديد يستهدف المساس باستقرارها، وان ما تضمنته برقية الملك عبدالله والتي لقيت كل التأييد من الدول العربية الحريصة على الصالح القومي العربي كانت عاملًا مهمًا في رفع الروح المعنوية للشعب المصري الذى أشاد بشجاعة الملك عبدالله والتي يرى فيها تجسيدا للروابط الأزلية التاريخية التي تربط السعودية بمصر المحروسة، وأوضح أن ما جاء في الدعوة شهادة جديدة على عمق العلاقات السعودية المصرية، ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تكن مجرد أقوال، بل تمت ترجمتها فورا على أرض الواقع، فوجدنا الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته المملكة لمصر ساهم في إنجاح خارطة الطريق، وذلك في الوقت الذي عمل فيه البعض ضد مصر وضد إرادة المصريين، فجاء موقف خادم الحرمين الشريفين الداعم لمصر ليزيد من قدرة مصر على التصدي للضغوط الخارجية، خاصة وأنه تبنى حلًا يقوم على ضرورة استعادة وتقوية مقومات الدولة المصرية من خلال التعاون العربي. الأمة العربية وأكد الداعية الإسلامي الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق أن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تؤكد للعالم وحدة المصير المشترك الذي يربط بين البلدين الشقيقين، والدور الوطني والعربي التاريخي المشهود لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جمع شمل الأمة العربية ودعم مصر في استنهاض همتها، في ظل قيادة الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي، ودعوة كل الدول الصديقة والشقيقة لدعمها والوقوف إلى جانبها دعما لدورها القيادي في الأمتين العربية والإسلامية، واستعادة استقرارها وأمنها. مواقف شجاعة إن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه مصر وتوجيهاته بتقديم الدعم المادي لمصر، والذي تمثل في الوقود ومليارات الدولارات، جنبت مصر أزمة كبيرة، بل وساهمت من التقليل من حدة ما تتعرض له مصر من أزمات، خاصة أزمة الوقود. وهذا ليس جديدا على الملك عبدالله في مثل هذه المواقف الداعمة لمصر، فالمملكة العربية السعودية داعم اساسي لمصر بعد ثورة 30 يونيو، حيث وقفت موقفًا صلبًا امام المواقف الأوروبية المتشددة ضد رغبة الشعب المصري في التغيير، مرتكزة على المعونة الاقتصادية ومنعها عن مصر، إلا أن خادم الحرمين الشريفين أكد للعالم ان المملكة ستعوض مصر عن أي معونة تتلقاها من الدول الخارجية. موقف خادم الحرمين تعبير عن إحساس بالمسئولية تجاه مصر، ولقد عهدنا خادم الحرمين الشريفين صاحب مواقف شجاعة وحكيمة، لا تفرط أو تقبل المساومة في قضايا الامتين العربية والإسلامية، ويظل دوما صاحب الرأي السديد والرؤية الثاقبة والمبادرات الجريئة المدافعة عن مصالح الأمة وأبنائها في التصدي لكل المحاولات التي تريد زرع بذور الفتنة في الأقطار العربية والإسلامية وتهدد سلامتها. إن هذا الموقف العربي الأصيل لخادم الحرمين الشريفين يسجله التاريخ بأحرف من نور إلى جانب مواقفه الشجاعة المدافعة عن قضايا وحقوق أبناء الأمتين العربية والإسلامية.