تباينت الآراء في الشارع المصري عن العلاقات بين القاهرة والدوحة، معتبرة الجرح الذي خلفته كواليس هذه العلاقة «غائر» في صدرها، إلا أنها اتفقت أخيراً على الثقة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى دعم «إنجاح مسيرة التضامن العربي» وتفهم أبعاد «اتفاق الرياض التكميلي»، وقراءة تأثيره في «وحدة الصف العربي». واعتبرتها الضمانة الرئيسة والمرتكز الذي دفع بالرئاسة في قصر الاتحادية إلى التجاوب مع البيان الملكي الصادر أول من أمس (الثلثاء)، بعد أقل من ثلاث ساعات من صدوره. وأكد رئيس لجنة ال50 عمرو موسى، في بيان له أمس (الخميس) (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن نداء المملكة وبيان الرئاسة المصرية الذي تجاوب معه يمكن أن يفتح صفحة جديدة، ويؤكد مسؤولية الإعلام والسياسيين وقادة الرأي في المنطقة العربية. وقال: إن بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يعكس تطوراً إيجابياً على صعيد العلاقات الخليجية خصوصاً والعربية عموماً، كما يتصل بأمن مصر والاصطفاف العربي إلى جانبها»، مشيراً إلى أن «العودة إلى مسار إيجابي في العلاقات مع مصر، وخصوصاً ما يتعلق بقطر، أمر يتطلبه الوضع في المنطقة العربية وتحقيق الاستقرار فيها». وشدد موسى في بيانه على أن «الفيصل هو في النتائج العملية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه تطبيقاً لبيان خادم الحرمين، والتجاوب السريع من الرئيس السيسي، ومن الطبيعي أن يصر الكل على التنفيذ الفوري، لأن التحديات التي تواجه الأمة العربية هي الأكبر منذ عشرات السنين، فوحدة الصف العربي إذا ما تمت ستشكل بارقة أمل في أن تنتصر الأمة على كل ما يتهدد أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامتها». وأوضح أن الأساس في هذه المبادرة «يستند على مبدأ لا ضرر ولا ضرار»، داعياً إلى «النظر إلى المستقبل بثقة، والتوجّه نحو عصر يحقق الأمن القومي من منطلق وحدة عربية أمينة وصادقة». كما أشاد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحرصه على جمع شمل الأمة العربية والعمل على وحدة الصف، مؤكداً في بيان له أمس، تقديره هذه الجهود، واصفاً إياها ب«الحكيمة». وأشار الإعلامي المصري عمادالدين أديب في مقال له أمس، إلى أنه «من الواضح في بيان خادم الحرمين الشريفين «رجاء» أو «عشم» سعودي من المصريين، وخصوصاً وسائل الإعلام، للمساعدة في تنقية الأجواء مع قطر كي تنجح مساعي المصالحة التي قام بها». فيما شدد حزب المؤتمر بالقاهرة على الثقة بدعوة خادم الحرمين الشريفين، وقال أمينه العام المهندس جمال حنفي طه، أمس: «الرد المصري السريع الذي صدر من مؤسسة الرئاسة، والذي أعلنت فيه تجاوب القاهرة مع الدعوة الملكية، إذ أعربت رئاسة الجمهورية عن أن مصر تثق ثقة كاملة بحكمة رأي خادم الحرمين الشريفين، وتؤيد جهوده الدؤوبة التي يبذلها لمصلحة الأمتين العربية والإسلامية، وتقدر مواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، ما يعني حرص مصر على مصالح الأمة العربية»، مشيراً إلى أنه «يجب على قطر أيضاً أن تتحمل المسؤولية وهذا ما سيظهر من خلال الفترة المقبلة ولا يمكن الحكم عليه الآن». وفي صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، شدد الإعلامي المصري مصطفى بكري على أن المصريين يضعون دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الرأس، وقال في تغريدة له أمس: «كلام خادم الحرمين الشريفين على الرأس، لكن كيف نقبل بالمصالحة ودماء الشهداء لم تجف بعد».