حقق المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن عين العرب تقدماً في وسط المدينة بعدما تمكنوا من طرد عناصر داعش من عدة مبان، وقررت الحكومة الأمريكية مراجعة سياستها الخاصة بقواعد التصرف بحال وقوع أحد من مواطنيها رهينة بين يدي تنظيمات إرهابية خارج الولاياتالمتحدة، وأوصى تقرير للأمم المتحدة بمصادرة كل صهاريج النفط المتوجهة من أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في العراقوسوريا وذلك بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم، وسقط عشرات القتلى والجرحى بقصف مدفعي وجوي لقوات نظام الأسد في عدد من المناطق السورية، في حين أعلنت المعارضة بدء معركة «نصر من الله وفتح قريب» في القنيطرة. عملية نوعية وفي التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية نفذت "عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) في مدينة عين العرب تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم داعش". واضاف ان 13 على الاقل من عناصر التنظيم الجهادي المتطرف قتلوا في هذه العملية، بعد يوم من مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات عند عدة جبهات في المدينة. وتمكن المقاتلون الأكراد خلال العملية هذه من "الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف "آر بي جي" وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة". وجاء هجوم "وحدات حماية العشب" بعدما شنت طائرات التحالف الدولي أربع غارات جديدة على مواقع لتنظيم داعش في المدينة المعروفة باسم كوباني بالكردية. وقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من مقاتلي تنظيم داعش في ثالث المدن الكردية في سوريا منذ بدء الهجوم عليها. وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم نحو السيطرة على هذه المدينة التي أصبحت رمزاً للمعركة الكبرى مع هذه المجموعة المتطرفة. خطوات أمريكية من جهته، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بمراجعة الإجراءات المتبعة لدى تعرض مواطنين أميركيين في الخارج للخطف رهائن على أيدي جماعات إرهابية، وذلك بحسب رسالة للبنتاغون. والرسالة المؤرخة بتاريخ الثلاثاء الفائت، نشرت غداة بث تنظيم داعش المتطرف شريط فيديو يظهر عملية ذبح الرهينة الاميركي بيتر كاسيغ على يد عنصر في تنظيم "داعش" الجهادي. وتوضح نائبة وزير الدفاع كريستين وورموث في الرسالة التي نشرتها صحيفة "ذي ديلي بيست" ان الامر الذي اصدره الرئيس بخصوص هذه المراجعة يركز على جوانب "انخراط العائلات وجمع المعلومات الاستخبارية وسياسات الانخراط الدبلوماسي". وتضيف ان "الرئيس طلب أخيراً إجراء مراجعة شاملة لسياسة الحكومة الاميركية فيما خص حالات اختطاف الرهائن في الخارج المرتبطة بالارهاب". ووجهت وورموث رسالتها الى النائب الجمهوري دانكان هانتر، عضو لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس النواب. وبحسب وورموث، فإن طلب اوباما هذا "هو نتيجة لتزايد وتيرة اختطاف اميركيين في الخارج واعتراف بالخطر الذي تشكله بعض الجماعات الارهابية المحددة". وأعلن تنظيم "داعش" في شريط فيديو نشر على الانترنت، الأحد، قتل الرهينة الاميركي بيتر كاسيغ ردا على ارسال جنود اميركيين الى العراق. وهو الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم الجهادي رأسه منذ آب/اغسطس، بعد الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملي الاغاثة البريطانيين آلن هينينغ وديفيد هينز. وحشية داعش وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن العالم لن يسمح بأن "ترهبه" وحشية تنظيم داعش، الذي أعلن قتل الأميركي بيتر كاسيغ. وخلال مداخلة في واشنطن دامت نصف ساعة، دعا كيري شركاء الولاياتالمتحدة إلى تكثيف الحرب على المقاتلين، الذين باتوا يسيطرون على مناطق كبيرة في العراقوسوريا ويتعرضون لقصف واشنطن وحلفائها. وقال كيري: "إن هذا النزاع معركة بين الحضارة والوحشية. إذا لم ننجح في الانتصار على داعش لن يكون هناك مستقبل للشرق الأوسط". كما دافع عن الغارات الجوية التي تستهدف يومياً مواقع التنظيم وقواعده في العراقوسوريا. وأضاف كيري غداة نشر فيديو أظهر قطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ و18 جندياً سورياً "فلتكن الأمور واضحة: لا نشعر بالترهيب وأنتم لا تشعرون بالترهيب ولا يشعر أصدقاؤنا وشركاؤنا بالترهيب". إلى ذلك، شدد على أنه "في حال لم ننجح في احتواء هذا التنظيم فقد يصبح ملتقى كل المهمشين من كافة القارات وقد يدفعون بالبعض إلى أن يحذو حذوهم وإلى تنفيذ عمليات انتحارية في دول أخرى". وتابع قائلاً: "لا تبحث الولاياتالمتحدة عن أعداء في الشرق الأوسط، لكن قد يأتي أعداء إلينا كما هو الحال اليوم". مصادرة نفط داعش إلى ذلك، أوصى تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة فرانس برس بمصادرة كل صهاريج النفط المتوجهة من و إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في العراقوسوريا، وذلك بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم من بيع النفط. والتقرير الذي أعده فريق الأممالمتحدة المسؤول عن تطبيق العقوبات المفروضة على التنظيمات الإسلامية المتطرفة، يقترح أيضاً منع رحلات الطيران المتجهة من او الى المناطق الخاضعة لسيطرة داعش ، وذلك بغية منع التنظيم من الحصول على بضائع او أسلحة. وسيناقش اعضاء مجلس الامن الدولي ال15 هذا التقرير اليوم في اطار قرار يرمي الى تجفيف مصادر تمويل "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. والاجتماع الذي سيعقد برئاسة وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب يرمي الى البحث في سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة الخطر الجهادي في سورياوالعراق. ولم يأت التقرير على ذكر الطرق التي تسلكها هذه الصهاريج في تهريبها للنفط، ولكنه يذكر تركيا كبلد عبور رئيسي لصادرات داعش من النفط الخام قبل ان تعود الصهاريج مجددا الى العراقوسوريا محملة هذه المرة بمشتقات نفطية مكررة. وأكد التقرير ان فرض "عقوبات لا يمكن ان يمنع بالكامل هذا التهريب" ولكنه يصعب عملية "توفر الصهاريج للتنظيم وشبكات التهريب المتحالفة معها". ويقترح فريق الاممالمتحدة ان يطلب مجلس الامن من كل الدول الاعضاء في الاممالمتحدة الحدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين ان تقوم "سريعا بمصادرة كل الصهاريج وحمولاتها الآتية (من هذه المناطق) او المتجهة اليها". ويقترح التقرير ايضا حظر تجارة القطع الاثرية الآتية من سوريا او العراق، وذلك للتصدي لعمليات النهب التي تستهدف بشكل متزايد هذه الثروة. قصف واشتباكات وفي سوريا، سقط عشرات القتلى والجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي للنظام السوري براميل متفجرة على منطقة قبر الإنجليزي بريف حلب، بعد مجزرة الإثنين، بمدينة الباب بريف المدينة، فيما قصفت مدفعية قوات النظام بعنف مدينة دوما في ريف دمشق. وقالت شبكة سوريا مباشر: إن حصيلة ضحايا القصف المروحي لطيران النظام على منطقة قبر الإنجليزي في بلدة كفر حمرة بلغ 14 قتيلا وأكثر من 30 جريحا بينهم أطفال. وأفادت بأن ثلاث حافلات نقل عام وسيارة إسعاف وشاحنة احترقت جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على المنطقة. من جهتها، أكدت منظمة إسعاف بلا حدود وناشطون أن 20 قتيلا و65 جريحا جميعهم من المدنيين سقطوا جراء إلقاء الطيران المروحي للنظام براميل متفجرة على مدينة الباب بريف حلب، أمس الإثنين. وعلى صعيد متصل، أشارت لجان التنسيق في حلب إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط المخابرات الجوية بحلب. معارك الغوطة ودرعا وفي ريف دمشق، تواصلت المعارك العنيقة، حيث قصفت قوات النظام مدينة دوما في الغوطة الشرقية بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة مستهدفة سوق المدينة الواقع وسطها وبعض الأحياء السكنية المجاورة مما أدى لسقوط عدد من الجرحى. كما دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام على أطراف حي جوبر وعلى أطراف مدينة معضمية الشام بريف دمشق، كما أكدت مصادر المعارضة سقوط صاروخ أرض أرض على قرية بالا في الغوطة الشرقية. وفي درعا استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة بلدة عتمان بريف المدينة، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة دير العدس بريف درعا. وكانت كتائب المعارضة قد أعلنت أمس، تصديها لمحاولة قوات النظام استعادة السيطرة على مناطق بمدينة درعا مما أدى لسقوط عدد من القتلى من الطرفين. كما أعلنت كتائب المعارضة في القنيطرة من جهتها بدء معركة "نصر من الله وفتح قريب" في القنيطرة، التي تهدف إلى تحرير مدينة البعث وخان أرنبة آخر معاقل قوات النظام في محافظة القنيطرة، وذلك لفتح الطريق إلى العاصمة دمشق.