البوء في اللغة العربية وفي جميع معاجمها هو الرجوع ومنها قوله تعالي: «وباءوا بغضب من الله» والبيئة هي المنزل والحي وهذه المفردة مشتقة من (بوأ) فيقال تبوأ المكان أي نزل به وأقام فيه. إذن البيئة هي المكان الذي يسكنه الأحياء من بني البشر وغيرهم. والبيئة في التعريف العلمي المعاصر هي الوسط الجغرافي والمكاني الذي يعيش فيه الكائن الحي. بما يضم هذا الوسط من ظواهر طبيعية وصناعية يتأثر بها ويؤثر فيها. لذلك يمكننا القول إن البيئة هي كل ما يمكن أن تخبرنا به حاسة السمع والبصر والشم والتذوق واللمس سواء أكان هذا من خلق الله سبحانه وتعالى (الظواهر الطبيعية) ام من صنع الإنسان. وخلق الله تعالى البيئة متوازنة وهو ما نسميه في هذا العصر البيئة الطبيعية، ويقول أحد الباحثين في هذا المجال: يُقصَد بالبيئة، كل ما يحيط بالإنسان من ظواهر او مكونات من سطح الأرض من جبال وهضاب وسهول ووديان وصخور وتربة، ومن عناصر المناخ المختلفة من حرارة وضغط ورياح وتساقط أمطار والأحياء المختلفة إضافة إلى موارد المياه العذبة والمالحة. وهي بيئة أحكم الله خلقها وأتقن صنعها كماً ونوعاً ووظيفة. قال تعالى «صنع الله الذي أتقن كل شيء» وقد أوجد الله هذه البيئة بمعطيات ومكونات ذات مقادير محددة وبصفات وخصائص معينة بحيث تكفل لها هذه المقادير والخصائص القدرة على توفير سبل الحياة الملائمة للبشر، وباقي الكائنات الحية الأخرى التي تشاركه الحياة على الأرض. وبعد هذه المقدمة أقول مخاطباً من يُهِمُّهُ الأمر واحسب أن ذلك هو (أمانة محافظة الأحساء الموقرة) أقول: شرق الطرف مدينة الملك عبدالله تطفو فوق ركام هائل من نفايات البنيان التي امست سكناً للحشرات والحيات وبقية الزواحف. مما يهدد السكان وخاصة الأطفال. شيء رهيب من النفايات والحفريات هذه الحفريات التي تدل على لصوص من نوع جديد في هذا الزمن. لا لصوص النقود من مكائن الصرافة ولا لصوص التمر من النخيل ولا لصوص المواشي من الأحواش.. إلخ كلا. هنا لصوص سرقة التربة وسرقة الرمل وسرقة الطينة الحمراء مما جعل الأرض الشرقية للجشة والطرف تعج بالحفر التي تخيف السائر في الليل بل حتى السائر بالنهار.. لأنها عميقة فأينكِ يا أمانة محافظة الأحساء. وتعال معي يا سعادة المحافظ إلى منطقة الإصطبلات شمال جبل الأربع.. متنزه للعائلات أيام الإجازات عندما يعتدل الجو منطقة هواؤها طلق.. وهي واسعة وسهلة التكوين الآن لنلق عليها نظرة عابرة سنراها تبكي ماضيها فقد ملأتها النفايات النظيفة من مخلفات المباني والنفايات القذرة من مخلفات الخيول- أجلَّكم الله- ناهيك عن تلك الخيول النافقة (أي الميتة) التي سرت رائحتها النتنة أبعد من كيلو متر مع اتجاه الريح والذي زار اصطبلات الجبيل سيجد هناك حاويات للقمامة لذلك نرى تلك المنطقة نظيفة ينشرح لها الصدر أما اصطبلات (الأربع) فلو زارها زائر لأسرع في الخروج والابتعاد عنها حتى لا يموت اختناقاً من تلك الرائحة المنبعثة من أجساد الخيول النافقة والمرمية في كل مكان مما يحيط بالأربع ورائحة مخلفات الخيول من سماد وغيره أعزكم الله. فيا صاحب السعادة أمين محافظة الأحساء التمس من سعادتكم خدمة للوطن والمواطنين تقوم بها سعادتكم وأنتم لها أهل وهي أن تقوم بزيارة هذين المكانين أو تبعث من يُمثلكَ ويأتيك بتقرير صادق يوضح لك فيه ذلك الفساد الذي ظهر في البر.. وما دام الكلام لا يزال همساً في أذن أمانة الأحساء الموقرة أقول: أيها السادة الأكارم إن لكم موظفين يطوفون على الأحياء ويبلغونكم عن كل ترميم في البيوت ولو كان ذلك طلاء غرفة بدهان جديد أو تركيب نافذة داخل المنزل فلماذا لا يبلغونكم عن هذه السيارات التالفة التي تسكن كمرض مزمن بجانب بعض البيوت حيث أمست مأوى للقطط والفئران وكلاب الشوارع ووو.. «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب».. وفق الله الجميع..