علم (الميدان) من مصادره الموثوقة أن الاتحاد السعودي لكرة القدم اتخذ قرارا سريا بإقالة الأسباني لوبيز كارو مدرب المنتخب الأول، وسيُعلن القرار رسميا عقب نهاية دورة الخليج التي تدور رحاها هذه الأيام في العاصمة السعودية الرياض رغم تأكيدات احمد عيد رئيس الاتحاد بتجديد الثقة في المدرب. ويأتي هذا القرار الذي تأخر كثيرا نتيجة ضغط عدد كبير من المحللين والخبراء واللاعبين السابقين والإعلاميين والجماهير على الاتحاد، سيما بعد تعادل المنتخب مع نظيره القطري في افتتاح منافسات الدورة الذين طالبوا بإقالة المدرب الذي فشل في إقناعهم بما يقدمه مع المنتخب سواء من حيث اختيارات اللاعبين أو توظيفهم أو طريقة اللعب. وقد أكد عدد من الرياضيين أمثال المدرب يوسف خميس واللاعبين السابقين فيصل أبو اثنين وحاتم خيمي والإعلاميين محمد البكيري وأحمد الفهيد بعد التعادل مع قطر أن المدرب لا يصلح لقيادة المنتخب الذي يلعب بلا خطة وكل النتائج التي تحققت ما هي إلا بجهود اللاعبين فقط فضلا عن استيائهم من عدم ثباته على تشكيلة معينة وتعامله مع النجوم بطريقة غريبة ومريبة، وإبعادهم عن قائمة المنتخب الرئيسية خصوصا إبراهيم غالب وحسين عبدالغني، فضلا عن إشراكه للاعبين بصفة أساسية في حين يتواجد في مقاعد الاحتياط لاعبون أفضل منهم، ومن ذلك ما حدث في مباراة قطر التي زج فيها بعبدالملك الخيبري وفهد المولد على حساب سالم الدوسري ووليد باخشوين ويحيى الشهري. فالمدرب الذي لم يصنع أي انجاز خلال مشواره في هذا المجال نظرا لإشرافه على العديد من الفرق المغمورة والصغيرة في أسبانيا ورومانيا فضل العمل الإداري كمستشار في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكنه فجأة وبدون مقدمات جاءته الفرصة على طبق من ذهب ووجد نفسه مدربا للمنتخب الأول بعد إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي فشل فشلا ذريعا وساهم في خروج الأخضر من خليجي 21 عبر الباب الخلفي. وكان الجميع يتوقع أن تكون مهمة المدرب لوبيز مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب جديد يواكب تطلعات القائمين على المنتخب ولديه القدرة على إعادة المنتخب إلى وضعه الطبيعي، ولكن تطور أداء الأخضر بصورة نسبية وتحسن نتائجه في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم آسيا والتي تصدر خلالها مجموعته التي ضمت إلى جانبه العراق والصين وإندونيسيا دون خسارة ساهمت في استمراره في منصبه، خصوصا وأنه خلال تلك الفترة قدم عملا جيدا أشاد به الجميع عطفا على اختياراته وطريقة لعبه. ولكن المدرب بعد ذلك طالته سياط النقد بل طالبت بعض الأصوات بإقالته بعد النتائج السلبية التي آلت إليها سلسلة من المباريات الودية التي خاضها خلال الفترة الماضية، فضلا عن كونه جعل معسكرات المنتخب المختلفة حقل تجارب على اعتبار أنه في كل تجمع يختار مجموعة من اللاعبين ويستبعد آخرين، إلى جانب عدم استقراره على تشكيلة معينة وتغييره لمراكز بعض اللاعبين مما ساهم في غياب الانسجام وتراجع أداء المنتخب بصفة عامة. وفي الفترة الأخيرة زادت حدة النقد وتعالت الأصوات المنادية بإبعاده قبل إنطلاقة دورة الخليج خصوصا بعد استبعاده لمجموعة من اللاعبين المميزين الذين تواجدوا في معسكر الأخضر بجدة الذي واجه خلاله منتخبي الأوروجواي ولبنان وأشاد بهم قبل أن يقصيهم من التجمع الأخير بالدمام دون ذكر أسباب مقنعة. ولعل استبعاد قائد المنتخب حسين عبدالغني الذي أبدى جاهزية فنية وبدنية كبيرة وقدم مستوى مميزا في الدقائق التي لعبها أمام الأوروجواي وأمام لبنان، إلا أنه قرر استبعاده إلى جانب لاعب المحور إبراهيم غالب الذي يعتبر أبرز لاعب خليجي في هذه الخانة فضلا عن المهاجم محمد السهلاوي الذي يمر بمرحلة مميزة مع فريقه النصر وموسى الشمري لاعب العروبة الذي ينافس على صدارة الهدافين. وقد أشرف المدرب لوبيز على المنتخب في 15مباراة منها 7 مباريات رسمية كانت أمام العراق والصين وإندونيسيا (ذهابا وإيابا) وأمام قطر في افتتاح خليجي 22 و8 مباريات ودية كانت أمام نيوزيلندا وترينيداد وتوباجو ومولدوفا وجورجيا وأستراليا والأوروجواي ولبنان وفلسطين منذ توليه المهمة في شهر فبراير 2013، وحقق خلالها الفوز في 6 وتعادل في 3 وخسر 5 مباريات.