للمرة الأولى في تاريخها الممتد 100 عام من إنتاج النفط، تستورد فنزويلا النفط الخام على الرغم من أنها صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، وذلك وفقاً لما ناقشه تقرير «يو إس إيه توداي». وعادة ما كان يتفاخر رئيس فنزويلا الراحل «هوغو تشافيز» باستعادة الدولة السيطرة على صناعة النفط بعد استيلائه على مشروعات مشتركة تسيطر عليها شركات مثل: «إكسوون موبيل»، و»كونوكو»، ولكن بعد وفاة «شافيز» بثلاثة عشر شهراً، لم تستطع الدولة ضخ نفط كاف من الأرض لتلبية الاحتياجات المحلية، وذلك كنتيجة لسياسات الرئيس السابق. وفي حين، تمتلك فنزويلا أكثر من 256 مليار برميل من النفط الخام الثقيل إلا أنها تحوي العديد من المعادن والكبريت إلى جانب اللزوجة، ولجعلها قابلة للنقل وجاهزة للتكرير التقليدي، فإن الخام الثقيل بحاجة إلى استخراج المعادن منه أو تخفيفه مع مزيج أخف وزناً من النفط. وتمتلك فنزويلا مليارات البراميل من الخام الخفيف والمتوسط في أرضها، ولكن تراجع إنتاجها بسبب نقص الاستثمار والتخطيط. وقال المدير السابق في «بتروليوس دي فنزويلا – بي دي في إس إيه» « خوسيه تورو هاردي» لشبكة «سي إن بي سي»، إن شركة النفط الحكومية كانت بمثابة شركة نفطية، ولكن منذ تولي الرئيس الراحل «تشافيز» السلطة أصبحت تستخدم من أجل الحفاظ على الرئيس ومواليه في السلطة، وأن استيراد التفط يعد فشلاً هائلاً لها ولفنزويلا. وأصبحت ُتستخدم الشركة كمصدر للنقود للحكومة، حيث اضطرت «بي دي في إس إيه» لتمويل العديد من البرامج الاجتماعية التي تعاني من الفساد في البلاد وكذلك تغطية نفقات الحملة السياسية لخليفة «تشافيز» «نيكولاس مادورو»، وهو ما يعني تقليص استثماراتها في أعمالها الرئيسية النفط والغاز الطبيعي. وأشار التقرير إلى أن مسؤولين حكوميين قد حاولوا التقليل من معنى قرار فنزويلا باستيراد النفط من الجزائر وروسيا، وحذرت الشركة الفنزويليين في بيان من تصديق انتقادات المعارضة، كما لم يعلق « مادورو» - الذي انخفضت شعبيته إلى أقل من 40% مع ارتفاع التضخم- علناً على الواردات. وفي الوقت نفسه، فإن انخفاض أسعار النفط حول العالم بدأ في التأثير على الدولة، حيث كل تراجع بمقدار دولار في أسعار النفط يكلف فنزويلا أكثر من 700 مليون دولار كإيرادات مفقودة. ويشكل النفط 95% من صادرات البلاد كما أن الضرائب النفطية تمثل أكثر من 40% من الإيرادات الحكومية. ويعد الإنتاج الحالي من النفط المقدر عند 2.7 مليون برميل يومياَ، أقل 13% من نظيره في عام 1999 عندما تولي «تشافيز» السلطة، وعانت المصافي في البلاد من حوادث وإغلاقات متكررة من بينها حريق وانفجار في مصفاة «أمواي» أدى إلى مقتل 42 فرداً منذ عامين. كما تراجعت صادرات فنزويلا من النفط للولايات المتحدة من 1.5 مليون برميل يومياً إلى أقل من 800 ألف برميل في اليوم، كنتيجة لاتفاق اقترضت الدولة من خلاله أموالاً من الصين تسدد عن طريق النفط فقط.