تعددت الأسباب والجرح واحد، وتنوعت المسببات التي أدت لخروج الزعيم صفر اليدين من البطولة العصية "آسيا" بعد أن كان أقرب إليها من ارتداد الطرف للعين، ومع ذلك بقي الهلال زعيما للقارة بألقابه الستة لا ينازعه عليها ولا ينافسه فيها إلا الهلال نفسه، وفي الوقت ذاته استمرت العقدة حتى أضحت غصة في حلق كل هلالي أضناه التعب وأرقه الشوق وطال به المسير. خسر الزعيم بالتعادل بعد أن تجرع مرارة الظلم من الحكم غير العادل "نيشمورا" في مباراة أظنها لو استمرت حتى ساعة كتابة هذه الزاوية لن يتغير فيها شيء والعلم عند الله، فلا الياباني المشبوه سيكف عن ظلمه ويحكم ضميره في قراراته، ولا لاعبو الفريق سيسجلون هدفا يغيرون به مجرى المباراة، بعد أن لازمهم النحس طوال 180 دقيقة ما بين الذهاب والإياب. انتهت المباراة بخيرها وشرها، ولكن الغصة لم تفارق المدرج الأزرق حتى اللحظة، وأظن أن أمدها سيطول حتى إشعار آخر، فكل القرائن والدلائل -بعد مشيئة الله تعالى- كانت توحي آنذاك أن السابعة لن تبرح إعلان الحكم صافرة النهاية، ولكن ذلك لم يكن ولله الأمر من قبل ومن بعد. الهلال وإدارته ونجومه وأعضاء شرفه قدموا كل شيء وبذلوا الغالي والنفيس، وجماهيرهم كانت لها كلمة لا تنسى، وبصمة لن تمحى، ووقفات أظنها لن تبرح ذاكرة الهلاليين، فما شاهدناه من ملاحم للوفاء ومشاهد للمؤازرة والدعم يصعب وصفه أو حتى ذكره، فجماهير الوفاء كانت النجم الاول والأخير في رحلة البحث عن "آسيا". قضي الأمر وتوج سيدني بطلا للقارة وتبددت معها أحلام الملايين من عشاق النادي الكبير، ومعها تذكرت حلما تم وأده، وزهرة جميلة تم اجثتاثها قبل فترة، بحجة الحصول على لقب آسيا، ورددت معها وربما ردد غيري الكثير "يا كبرها من خطية". لا أريد أن أجدد المواجع ولكن الشيء بالشيء يذكر، فالطريقة التي تم فيها إبعاد المدير الفني السابق سامي الجابر كانت مؤلمة للغاية، والهدف الذي أبعد من خلاله كان مثيرا للسخرية أكثر منه للشفقة، ولست بمقام أربط فيه خسارة الهلال بإقالة الجابر وفق مخطط ذكي للغاية، ولكني على أقل تقدير لن أدع موقفا كهذا يمر مرور الكرام، خاصة أن غالبية من برر إقالته كان يعول على المدرب الجديد في تحقيق اللقب الشيء الكثير. انتهت الحكاية، وجف حبر الرواية، هناك من طأطأ رأسه وهناك من حاك في نفسه إثم تلك الفرية، وبقي معها الكيان الكبير سيد الزمان والمكان، وظلت أسطورته مالئ الدنيا وشاغل الناس، وبقيت جماهيره تضرب كفا على كف وهي تردد «بعض الجروح إن جت من أغراب عادي والجرح موت الجرح لا جاء من أقراب». قبل الطباعة أشوف كلن مع حبيبه تهنا وأنا حبيب الروح صعب عليه قلبي بحبك يا حبيبي تعنا أرحم ياعل ايام عمرك هنيه ان كان سيد البيض بالوصل منا خطيته ياكبرها من خطيه وعلى دروب الخير ألتقيكم في الأسبوع القادم. ولكم تحياتي