أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بتجدد القصف الصاروخي على حي جوبر بدمشق بعدما شهد يومًا عنيفًا، ووثق إطلاق ما لا يقل عن 12 صاروخًا على الحي، ونفذ الطيران السوري في الأيام العشرة الأخيرة من أكتوبر الماضي 769 غارة على الأقل، بينها غارات ببراميل متفجرة، في الكثير من مناطق سوريا. وأصيب جراءها أكثر من 500 شخص. وشهدت أطراف الحي من جهة المتحلق الجنوبي اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. وفي درعا أفاد ناشطون باستهداف الطيران المروحي مدينة نوى ببرميلين متفجرين. أما في إدلب فقد تعرضت مدينة خان شيخون لقصف عنيف بقذائف الهاون بحسب لجان التنسيق. وأفادت اللجان بتعرض ناحية عقيربات في حماة لقصف بالقنابل العنقودية. كما سقط قتلى وجرحى نتيجة استهداف قوات النظام حي الوعر في حمص. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضربات نفذتها قوات بشار الأسد خلال الأيام العشرة المنصرمة قتلت 221 مدنيًا على الأقل ثلثهم أطفال. وأثارت الحملة المكثفة من قوات الأسد المخاوف بين معارضيه من أنه يستغل حملة الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة على متشددي تنظيم «داعش» لاستعادة أراضٍ في أنحاء أخرى بالبلاد. وذكر المرصد في بيان أن الضربات استهدفت محافظات دير الزور وحمص واللاذقية والقنيطرة وحماة وحلب وإدلب ودرعا، فضلًا عن مناطق على مشارف دمشق. وأضاف في البيان: «المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد إعرابه عن استهجانه استمرار المجتمع الدولي في صمته على هذه المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد يوميًا بحق أبناء الشعب السوري». من جهتها قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية: إن ما يقارب 1000 مقاتل أجنبي يتدفقون شهريًا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة. وأضافت الوكالة إن هذا الرقم لم يتغير بعد الضربات الجوية التي تنفذها الولاياتالمتحدة على مواقع المتطرفين أو بعد اتخاذ كثير من الدول الغربية إجراءات لمنع مواطنيها من السفر، بل إن الأعداد تستمر بالازدياد بسبب الغضب من التدخل الأمريكي، بحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية. من جهة ثانية أفاد تقرير للأمم المتحدة نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أمس أن نحو 15 ألف أجنبي من 80 بلدًا توجهوا إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل «داعش». ويعزو التقرير الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه هذا العدد المرتفع إلى تراجع تنظيم القاعدة، لكنه يقول: إن «نواة» التيار المتطرف لا تزال ضعيفة. وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط القاعدة في مجلس الأمن الدولي إنه «منذ 2010» بات عدد الجهاديين الأجانب في سوريا والعراق «يزيد بعدة مرات عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم إحصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد». وقال: «هناك أمثلة على مقاتلين إرهابيين أجانب جاؤوا من فرنسا وروسيا وبريطانيا»، وفي الإجمال من 80 بلدًا بعض منها «لم يعرف في السابق مشكلات على صلة بالقاعدة». ويؤكد التقرير أن أنشطة التنظيمات الجهادية مثل «داعش» تتركز بشكل خاص في الدول التي تنشط فيها، حيث إن «الهجمات الكبيرة (ضد أهداف) عبر الحدود أو أهداف دولية تبقى قليلة». ويركز التقرير مع ذلك على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي وهو تهديد دفع العديد من البلدان مثل بريطانيا أو فرنسا إلى اتخاذ تدابير للكشف عنهم ومنعهم من التوجه إلى سوريا والعراق. وتؤكد اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي كذلك حسب الغارديان على فعالية وسائل التجنيد «الموجهة للجميع» التي يلجأ إليها تنظيم «داعش» مستفيدًا من شبكات التواصل الاجتماعي في حين إن المنشورات العقائدية للقاعدة لم تعد تجذب المقاتلين.