استقبلت قوات البشمركة استقبال الأبطال لدى دخولها مدينة عين العرب (كوبَني) قادمة من العراق عبر الحدود التركية لمساندة المقاتلين الاكراد في المدينة السورية الكردية الحدودية التي يحاصرها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سيتم توزيع هذه القوات بشكل عاجل على جبهات مدينة عين العرب في حيت نفذت طائرات التحالف أربع غارات استهدفت تجمعات وتمركزات للتنظيم الإرهابي في جنوب وجنوب غرب المدينة، وسط استمرار طائرات التحالف في تحليقها بسماء المدينة. وأكد نشطاء أكراد دخول البيشمركة إلى كوبَني، وقال المسؤول الكردي إدريس نعسان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن كل قوة البيشمركة بأسلحتها دخلت بأمان إلى المدينة التي يسيطر الداعشيون في الوقت الراهن على حوالي 60 بالمئة منها حيث باستطاعتهم تعزيز كتائبهم من قواعدهم في شمال سورية. وعبرت آليات تقل نحو 150 من المقاتلين الأكراد العراقيين الذي كان يهتف كثيرون منهم "كوبَني" ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، على الحدود للمشاركة في القتال ضد الإرهابيين. وذكر المرصد السوري أن عشرين سيارة تقل مقاتلين مع أسلحتهم بينها مدافع واسلحة اخرى تمت تغطيتها عبرت الحدود من منطقة تل الشعير غرب عين العرب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن دخولهم الى المدينة سبقته "غارات جديدة لقوات التحالف على مناطق عدة في كوبَني". وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن المقاتلين الأكراد العراقيين كانوا متمركزين في مدينة سوروتش التركية في ثكنة. وقد تحركوا قرابة الساعة 9,30 مساء الجمعة (نفس توقيت الرياض) باتجاه الحدود مع سورية في قافلة من الحافلات والآليات العسكرية. وذكرت وكالة الأنباء الموالية للاكراد (فرات) ان القافلة عبرت الحدود التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب النقطة التي انطلقوا منها في سوروتش. وقال مدير المرصد السوري ل(فرانس برس) "ان المقاتلين لم يعبروا عبر نقطة مرشد بينار الحدودية بل عملت جرافات على فتح طريق لهم عبر تل الشعير الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب". ووقف مقاتلو البشمركة في شاحناتهم وهم يلوحون للمحتشدين ويرفعون رشاشاتهم في الهواء. واصطف رجال الشرطة التركية المزودون بمعدات مكافحة الشغب، على جانبي الطريق في سوروتش. ووصل هؤلاء المقاتلون الذين يبلغ عددهم اكثر من 150 قبل 48 ساعة الى تركيا آتين من كردستان العراق، بهدف مساندة ثالث المدن الكردية السورية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وصد المقاتلون الاكراد الذين يدافعون عن المدينة هجوماً جديداً شنه تنظيم "داعش" في شمال المدينة، وذلك بالتزامن مع دخول قوات البشمركة الى عين العرب. وقال مدير المرصد السوري إن المدينة "تشهد حالياً هدوءاً حذراً، فيما تسمع بين الحين والآخر اصوات تبادل لاطلاق النار"، مشيرا الى ان مقاتلي البشمركة لم يشاركوا بعد في المعارك. ومع دخول البشمركة الى عين العرب، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استراتيجية التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وتساءل في باريس حيث التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند "لماذا تقصف قوات التحالف مدينة كوبَني باستمرار؟ لماذا لا تقصف مدنا اخرى، لماذا ليس ادلب (شمال سورية)؟". واضاف "لا نتحدث سوى عن كوبَني الواقعة على الحدود التركية وحيث لم يعد هناك احد باستثناء الفي مقاتل". وكانت تركيا سمحت تحت ضغط واشنطن بمرور قوات البشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر، عبر حدودها لمحاربة مقاتلي الدولة الاسلامية، في خطة اعتبرتها سورية "انتهاكاً سافراً" لسيادتها. وفي العراق المجاور، اقتحمت القوات العراقية الجمعة بيجي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، وتمكنت من استعادة حيين في جنوب هذه المدينة القريبة من أكبر مصافي النفط في البلاد، كما ذكرت مصادر عسكرية. وتقع بيجي شمال مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين التي يسيطر عليها (الدولة الاسلامية) الإرهابي، وعلى الطريق المؤدية الى الموصل كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم خلال الهجوم الكاسح الذي شنه في حزيران/يونيو. من جهة أخرى، قال خبراء إن ضربات التحالف الدولي شجعت توجه الإرهابيين الاجانب الى سورية والعراق بدلا من أن تكبحه، بينما تحدثت الاممالمتحدة عن عدد "غير مسبوق" من هؤلاء توجهوا الى البلدين. وقالت الاممالمتحدة في تقرير اعدته لجنة مراقبة نشاط (القاعدة) في مجلس الامن الدولي ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية فقرات منه الجمعة ان نحو 15 الف اجنبي من ثمانين بلدا توجهوا الى سورية والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف التقرير انه "منذ 2010" بات عدد الجهاديين الاجانب في سورية والعراق "يزيد مرات عدة عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم احصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد". ويعزو التقرير هذا العدد المرتفع الى تراجع تنظيم القاعدة، لكنه يقول ان "نواة" التيار المتطرف لا تزال ضعيفة. من جهته، قال مسؤول في الاستخبارات الاميركية لوكالة فرانس برس ان عدد الاجانب الذين يغادرون الى سورية للقتال الى جانب مجموعات مسلحة يتجاوز عدد الذين يتوجهون الى اليمن وافغانستان والصومال. وقال المصدر نفسه رافضا الكشف عن اسمه "الاتجاه هو نحو الارتفاع". وأوضح أن عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوات الاميركية وحلفاؤها ضد "داعش" في سورية والعراق، لا تردع الأجانب من الذهاب الى هناك من اجل القتال. وغالبيتهم يأتون من الشرق الاوسط او شمال افريقيا، والقسم الاكبر من تونس.