حقق المسلحون الحوثيون تقدمًا في محافظة إب وسط البلاد، وقتل تسعة من الحوثيين ومن المسلحين القبليين السنة في المواجهات، بينهم نجل الشيخ القبلي عبدالواحد الدعام الذي كان يقود القتال ضد الحوثيين، فيما أحكم مسلحو جماعة الحوثي سيطرتهم على ميناء الحديدة الاستراتيجي ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن في خطوة للسيطرة على مضيق باب المندب، بوابة البحر الأحمر، والمدخل الجنوبى لقناة السويس، والتحكم في حركة التجارة والملاحة البحرية، وبدأوا بتسيير زوارق بحرية في البحر الأحمر. وشُوهد مسلحو الحوثي خلال اليومين الماضيين يبسطون سيطرتهم بشكل كامل على ميناء الحديدة، بعد أن عززوا تواجدهم الأمني فيه، بعدما كانوا يشاركون في حراسة الميناء منذ أيام وبعد فرض من سموهم «مراقبين» إثر اجتماعهم مع قيادة الميناء، وأصبحوا يحكمون قبضتهم على حركة التنقل والعبور من خلال نقاط أمنية نصبوها عند البوابة الجنوبية والشمالية الشرقية للميناء. ويكتسب ميناء الحديدة أكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر أهمية استراتيجية فائقة؛ إذ يُشكل قيمة اقتصادية كبيرة جدًا للبلاد، ويُعد الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر. ويرى أستاذ إدارة الأزمات والعلوم السياسية في جامعة الحديدة نبيل الشرجبي أن الأهمية الاستراتيجية لمدينة الحديدة ومينائها تكمن في السيطرة على هذه الجزر، ثم خنق الملاحة البحرية في باب المندب أو في قناة السويس وفرض استراتيجيته البحرية على دول المنطقة والعالم. وبحسب الجزيرة قال: إن ما يجعل احتمالات هذه السيطرة واردة هو النظر إلى البعد الإقليمي من وراء الصراع، في ظل وجود تعاون بين مسلحي الحوثي وإيران، وهو تعاون بدأ خجولًا ثم زاد بشكل واضح مؤخرًا، حتى أصبح لدى الطرفين الكثير من القواسم المشتركة. وأوضح أن إيران في الفترة الأخيرة تبنت استراتيجية بحرية كبيرة تتمكن من خلالها من السيطرة على أهم المضائق البحرية ومن ضمنها مضيق باب المندب، وتستطيع أن تؤثر على الملاحات في قناة السويس. وأضاف إن الأمر باستحضار البعد الإقليمي خطير جدًا، ولكن عندما نرى فتورًا غير مبرر في ردود الفعل الخليجية والعربية المطلة على البحر الأحمر، فإن ذلك يدفعنا في أحيان كثيرة للقول: إن هناك اطمئنانًا خليجيًا لما يحدث من تحرك من قبل الحوثيين في داخل الحديدة والإقليم اليمني.