قال الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربي الإنمائي، إن تنظيم داعش الإرهابي جزء من خريطة مرسومة بخبث لمنطقة الشرق الأوسط. واعتبر في كلمة، خلال ندوة «داعش.. تنظيم وافد أم صنعناه؟.. وكيف نقاومه»، التي اختتمت أعمالها بالقاهرة الليلة قبل الماضية، أن جماعة «الإخوان» هي الجماعة الأم التي صدرت ونشرت الأفكار الإرهابية للجماعات التي نشأت بعد ذلك. وطالبت الندوة، التي عقدت بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية، بضرورة الإعلان عن إنشاء منظمة للأمن والتعاون العربي الأفريقي تستهدف مواجهة الخلل والأخطار التي تواجه منطقة الشرق الأوسط حيث ان البيئة الأمنية باتت بالغة الخطورة. وأوضحت أنه مع تطور لكل التهديدات لا توجد دولة قادرة بمفردها على مواجهة التحديات الأمنية لهذا التنظيم وغيره، وذلك لوجود خلل فى الاتزان الاستراتيجي بالمنطقة العربية، وأن هذا الخلل يقابله مجموعة من التداعيات التى تزيد من التعقيدات، مما يحتم بناء منظومة تعاون أمنى عربي أفريقي، فالولايات المتحدةالأمريكية لم تعد تهتم بالشرق الأوسط لوجود مناطق أهم بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأقصى. ودعت الندوة إلى ضرورة وجود قراءة رشيدة قوية للدين تستقطب الشباب وتجعله يلتف حول الإسلام، ويفهمه الفهم الصحيح، حيث إن التطرف الديني هو أحد أهم أسباب انتشار الإرهاب، وهو مجاوزة الحد الذي تعرفه الأعراف الاجتماعية والدينية ولذا فإنه يجب تصحيح المصطلحات حتى يكون الفهم بمدلولات مختلفة. وأشارت إلى أن ظاهرة التطرف لها علاقة بالوطنية والمواطنة، فعندما غابت مؤسسات التنشئة فى الدولة حلت محلها المنظمات المتطرفة واستفردت بالعقل والوجدان، وعملت على إشاعة ثقافة اليأس فكانت أفضل خدمة قدمها النظام الحاكم لشباب تم غرس التطرف فى عقولهم، وأدى ذلك إلى انقسامهم بين مجاذيب الدين ومجاذيب الوطنية، فالشباب يتجهون للتطرف عندما لا يجدون وطنا يحتضنهم. من جهته، اعتبر الخبير الاستراتيجي، اللواء محمود خلف، أن تنظيم داعش يمثل «لغزا كبيرا», لافتا إلى وجود ما وصفها ب «الخريطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط»، خاصة وأن أي دولة بمفردها «لا تستطيع مواجهة الأخطار الحالية». أما القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، فهاجم سياسة الجماعة، وقال إنه كعضو سابق في الجماعة التي وصفها ب «الإرهابية» لاحظ أن مؤسسها، حسن البنا، قال في رسالة المؤتمر الخامس للشباب إن جماعة الإخوان «ستستخدم القوة ذات يوم لا محالة، وقتها ستنذر قومها، وسيكون ذلك آخر الخطوات التي تقوم بها الجماعة، حتى تقيم دولة الخلافة» معتبرا أن الجماعة تؤمن بالعنف، بعكس ما تعلنه. من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، أسامة الغزالي حرب، ان العوامل الخارجية «هي الأكثر تأثيرا في تغذية مثل هذه التنظيمات واستخدام الدين لأغراض سياسية» متهما جماعة الإخوان بأنها «هي أصل كل هذه التنظيمات الإرهابية».