من مهد فكرة يولد الالهام وتكبر الأحلام لتصبح واقعاً ملموساً لفارس سعودي اعتلى صهوة الإرادة في سباق مع الإبداع والتميز، ليصدر النجاح لأبناء جيله بالرغم من حجم المنافسة الكبير في قطاع المنشآت الصغيرة بالمملكة إلا أن فكرة فارس التركي أسهمت بشكل كبير في جذب أنظار المستثمرين الصغار، وخاصة شباب الأعمال في مجالس الغرف السعودية، استغل التقنية الذكية للترويج والتسويق لمشروع تجاري بدءا من «هاشتاق» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليتحول لكيان اقتصادي يديره طاقم سعودي من كل الفئات العمرية. التركي قام بتطويع التقنية لخدمة مشروعه الحلم «فطور فارس» فكانت نقلة نوعية للارتقاء بذوق اختيار المأكل بطريقة تتوافق مع الجيل الرقمي، وتدر عليه الدخل الوفير. عند تحول الفكرة إلى علامة تجارية خلال فترة وجيزة فهذا يحقق إنجازا لشاب سعودي، بالرغم من تعدد العلامات التجارية في قطاع المطاعم والمشروبات لينقل رسالة واضحة للوسط الاقتصادي، بأن الشباب السعودي قادر أن يكون عضوا فعالا لتحقيق مشروع تجاري ناجح. يروي فارس التركي الحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال مسيرته حيث يقول: «بدأت قصة النجاح باتجاه معاكس، حيث إنني لا أتناول وجبة الإفطار بشكل منتظم، حتى أصبحت أغرد بنصائح توعوية عن وجبة الفطور على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، واتنقل بين مطاعم جدة خلال فترة الصباح لتصوير وجبة فطور غنية بالفيتامينات حتى أصبح لدي «هاشتاق» في التويتر الأمر الذي أسهم في ارتفاع عدد المتابعين وورود اسئلة كثيرة عن هذا «الهشتاق» الذي اطلقته عليه اسم ( فطور فارس)». وتابع التركي حديثه:» ومن خلال كثرة الاسئلة لدى كافة شرائح المجتمع أصبح لدي الفكرة الواسعة لتحقيق مشروع فطور فارس حتى قررت في نهاية الأمر الى وضع دراسة ذات جدوى الاقتصادية واكتشفت أن هناك نقصا في المطاعم المهتمة بالفطور في محافظة جدة، وبدأنا باطلاق المشروع في شارع التحلية». وأضاف: «الموضوع كان لدي مبسطا جداً وعند خوضي في هذا المجال اكتشفت ان ليس لدي الخبرات الكافية لقيادة المشروع، وتم رصد معوقات متمثلة في عدم تخصصي في قطاع المطاعم والمشروبات وعدم تشجيع اهلي لهذه الفكرة وعندما أتقدم الى الأمام اكتشف ان الصعوبات اكبر والذي يمنحني قوة الصبر هو أن لدي طموحا وحلما وارغب في تحقيقه مهما كانت الصعاب». وزاد: «أريد أن أوصل رسالة الى الوسط التجاري والاقتصادي إلى أن الشباب السعودي لديه القدرة على تحقيق مشروعات اقتصادية ناجحة حال إزالة المعوقات التي تواجههم، وما هو الا إثبات للعالم بأن الشاب السعودي لديه الطموح والحلم». وعن توظيف السعوديين في المشروع الناجح أبان التركي بقوله: «من واجبنا أن نعمل على دعم بعضنا، وأن نقف معهم ونعمل على تدريبه حتى يصل إلى درجة عالية من الاحترافية لإدارة المشروعات الاقتصادية»، مشيراً إلى أنه يخطط مستقبلاً في افتتاح فروع اخرى في جدة والتوسع في استقطاب السعوديين لتكوين فريق مبدع وتطوير الخدمات خلال فترة وجيزة. وقال رجل الأعمال الشاب:» نجاح مشروعات العمل الخاص يتمثل في الوقوف على نفسك وعدم الاعتماد على أي شخص، واستقبال زبائنك وعدم تقديم منتجات تقليدية وتقديم منتجات جديدة؛ لكي تكون جريئا في طرحك، وانصح الشباب السعوديين بالاستفادة من الموارد المتاحة أمامهم من الأصدقاء وخصوصاً ممن لديهم خبرة في التسويق والعقار والعلاقات العامة، والاستعانة بهم وأخذ الخبرات المتراكمة من المستثمرين الكبار بالسوق المحلي الكبير جداً، والذي يوجد به فرص استثمارية يمكن لنا كشباب سعوديين الظفر بها، ولكن المنافسة لن تكون سهلة، لذا لابد أن تكون منافسا بكافة خططك مع مواكبة للأحداث». وبين التركي أن المطعم حقق نجاحا غير مسبوق منذ افتتاحه قبل أشهر قليلة بفضل استثماره ل ‹›تويتر›› والتقنية بشكل عام للتسويق والترويج له، الأمر الذي جعل إيراداته عالية في غضون اشهر قليلة، وذلك بفضل خبرة فارس في التجديد والتنويع في أطباق الإفطار والتي معها بدأ قصة نجاحه. وتحدث التركي قائلاً: «لا يساورني شك بأن مشروع الحلم هذا في خلال سنوات قليلة قادمة سيحظى بانتشار يضاهي مثيله الذي كان له قصب السبق في النجاح والذي ألهمني بالإفطار الشهير، ولن أشعر بالدهشة حين أرى فطور فارس قد اصبح في كل شارع وفي كل مدينة من مدن المملكة وخارجها؛ لأننا سنعمل بعزيمتنا على توسيع نطاق عملنا، وبإذن الله طموحنا سيقودنا إلى افتتاح المزيد من الفروع في أنحاء المملكة وأنحاء العالم». وأضاف: «اعتقد انه ينبغي على المجتمع ان يدعم هذه النماذج المضيئة ويقوم بدوره الوطني تجاه تسويق فكرة النجاح تلك؛ كي يستلهم من يقبع في داخله حلم تلك التجربة وينظر إليه كنموذج ودليل على ضرورة الايمان بالنجاح، ويستخدم كل الأساليب الممكنة لينجح».