حذرت جهة رقابية حكومية كبيرة مواطني ساو بالو امس بأن عليهم الاستعداد لنقص أشد في المياه في وقتٍ جعلت فيه الرئيسة ديلما روسيف الأزمة ركنًا أساسيًا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في عطلة نهاية هذا الأسبوع. وقال فيسينتي أندريو، مدير وكالة المياه الوطنية في البرازيل والعضو في حزب الرئيسية روسيف، حزب العمال، للصحفيين في ساو باولو: «إذا استمر الجفاف، فسيواجه المقيمون في المدينة على المدى القصير المزيد من النقص العجيب في المياه».. وقال لمشرّعين حكوميين في وقت لاحق: «إذا لم تمطر، فسنواجه خطر انهيار في المنطقة لم نشهد له قط مثيلًا من قبل».. يهدد أسوأ جفاف تشهده البلاد منذ ثمانية عقود موارد المياه في أكبر مدينة في أمريكا الجنوبية، حيث قال 60 في المائة من المستطلعة آراؤهم في استطلاع نشرته وكالة داتا فولها لاستطلاعات الرأي العام أمس أن مصادرهم المائية حُددت مرة واحدة على الأقل في الثلاثين يومًا الأخيرة. والسيدة روسيف التي تسعى لإعادة انتخابها رئيسة للبرازيل ضد مرشح المعارضة أسيو نيفيس في انتخابات الإعادة، تقوم حاليًا بزيادة وتيرة هجماتها على طريقة إدارة ولاية ساو باولو لأزمة المياه، وقالت من خلال إعلان إذاعي أمس إنه قُدّم لحاكم ساو بالو، جيرالدو ألكمين، دعمًا فيدراليًا، ولكنه رفضه. ونيفيس وألكمين كلاهما عضو في الحزب الديموقراطي الاجتماعي، حيث تُظهر أرقام الاستطلاعات أن نيفيس متعادل مع روسيف. وقال نيفيس أمس في موقعه على الإنترنت إن حزب العمال البرازيلي استخدم وكالة المياه الوطنية لأغراضه الخاصة. وقال: «كان يمكن أن تكون الوكالة شريكًا أفضل للحاكم ألكمين». ولكن المسؤولين عن حملة نيفيس الانتخابية لم يردوا مباشرة على طلب قُدّم بالبريد الإلكتروني للتعليق على اتهامات مدير وكالة المياه الوطنية. وولاية ساو بالو التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون شخص وتزيد مساحتها على ربع مليون كيلو متر مربع تعتبر جغرافيًا أكبر من المملكة المتحدة، وهي مسؤولة عن حوالي ثُلث الناتج المحلي الإجمالي في البرازيل. وأندريا الذي عمل وزيرًا لموارد المياه في عهد الرئيس السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، انتقد طريقة تعامل حكومة الولاية مع أزمة المياه، وهو يقول إن المسؤولين لم يتصلوا مع الجهات المنظمة للمياه حول القضايا الأساسية.. ولكن منشأة المياه العامة، سابيسب، التي تشغلها ولاية ساو باولو، ومكتب ألكمين، رفضا التعليق على هذه الأنباء. وقال أندريا: «كانت استجابات شركة سابيسب حتى الآن قليلة، إذ كان عليهم أن يكونوا قاموا بالفعل باتخاذ خطوات هائلة»، وأضاف إنه قال لسكرتارية مياه الولاية في شهر أغسطس (آب): «لا يمكننا الاستمرار في هذا الوضع، ونحن لا نقوم بما يكفي لتنبيه السكان بخطورة هذا الوضع». وتكافح شركة سابيسب العامة في هذه الأيام لإيجاد طرق جديدة لتزويد مدينة ساو باولو الكبرى بالمياه بعد أن حوّل الجفاف حوضها المائي، كانتارييران، الذي يزوّد نصف سكان ساوبالو بالماء، إلى قاع جاف مليء بالشقوق. ولم يبق من هذا الحوض المكوّن من أربع بحيرات سوى أحواض امتلأ وسطها بالرواسب - ولهذا تسمّى الخزانات الميتة - وهي التي لم تستخدم سابقًا حتى قامت سابيسب ببناء خط أنابيب طوله 3 كيلو مترات لسحب مياهه. وانخفضت مستويات الماء إلى 3.3 في المائة من الطاقة التخزينية لحوض كانتارييرا و8.5 في المائة من خزانات سابيسب، ألتو تييتي، وذلك حسبما جاء في موقع الشركة على الإنترنت. وسابيسب، المعروفة رسميًا باللغة البرتغالية سيا دي سانتامينتو باسيكو دو إستادو دي ساو باولو، هي أكبر شركة مياه عامة يتم تداول أسهمها في أمريكا اللاتينية. وقد انخفضت أسعار أسهمها في هذه السنة بنسبة 27 في المائة.