تخوض الرئيسة البرازيلية المنتهية ولايتها ديلما روسيف، وآيسيو نيفيس، مرشح الحزب الديموقراطي الاجتماعي الوسطي، دورة ثانية في انتخابات الرئاسة في 26 الشهر الجاري، بعدما حقّق الأخير مفاجأة مُقصياً الوزيرة السابقة للبيئة مارينا سيلفا التي رشحتها استطلاعات للرأي لمنافسة روسيف على المنصب. وبعد فرز 98 في المئة من بطاقات الاقتراع، نالت روسيف 41.4 في المئة من الاصوات، في مقابل 33.6 في المئة لنيفيس و21.3 في المئة لسيلفا. وكانت الأخيرة تصدّرت استطلاعات الرأي أخيراً، لكنها تراجعت قبل ايام بسبب إعلانات تلفزيونية سلبية وشكوك في تحوّل مواقفها إزاء مسائل، علماً أن استطلاعات الرأي كانت رجّحت حصول نيفيس على نحو 27 في المئة من الاصوات. وبذلك ستشهد الدورة الثانية مواجهة تقليدية بين حزبَي «العمال» و «الاجتماعي الديموقراطي» اللذين حكما البرازيل خلال العقدين الماضيين. ويُتوقّع أن تتنافس روسيف ونيفيس للفوز بأصوات ناخبي سيلفا التي كانت دعت الى «سياسة جديدة» تقطع مع الاستقطاب السياسي بين الحزبين التقليديين. وتشير استطلاعات للرأي الى ان 60 في المئة من ناخبي سيلفا سيصوّتون لنيفيس، علماً انها كانت ناشطة في حزب العمال طيلة 3 عقود، وزيرة للبيئة في عهد الزعيم السابق للحزب لويز ايناسيو لولا دا سيلفا. وعلّقت سيلفا قائلة: «سننظم اجتماعات ونتحاور في ما بيننا، قبل اتخاذ قرار مشترك يستند الى مضمون البرامج». واعتبرت أن «البرازيل أعلنت بوضوح انها ليست موافقة على الوضع الحالي». وشكرت روسيف الناخبين التي اقترعوا لمصلحتها، قائلة: «المعركة مستمرة وسننتصر فيها، لأنها معركة الشعب البرازيلي. هذه معركة بناة المستقبل الذين لن يسمحوا ابداً بأن تعود البرازيل الى وراء». في المقابل، قدّم نيفيس نفسه «ممثلاً لأمل التغيير في الدورة الثانية»، داعياً أنصار سيلفا الى مساندته لهزم روسيف. وزاد: «الوقت الآن هو لتوحيد قوانا. ترشيحي ليس ترشيح حزب سياسي، بل مجموعة تحالفات في خدمة جميع البرازيليين الذين ما زالت لديهم القدرة على أن يغضبوا». وقال مساعد لروسيف إن فريقها الانتخابي سيحاول تصوير الدورة الثانية على أنها انتخابات «النخبة أمام الشعب»، علماً ان نتائج الدورة الاولى أظهرت أن جزءاً كبيراً من الحملة سيتركّز في جنوب شرقي البرازيل حيث المناطق الصناعية والأكثر اكتظاظاً في البلاد، مع مدن كبرى مثل ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو أوريزونتي. وسجّلت سيلفا نتائج تفوق غالباً معدلها الوطني، في هذه المناطق حيث تظاهر العام الماضي شبان من الطبقات المتوسطة احتجاجاً على النظام ومطالبين بتحسين الخدمات العامة، وسط فضائح فساد لطخت صورة حزب العمال. وقال جواو اوغوستو دي كاسترو نيفيس من مجموعة «أوراسيا»: «هناك رغبة في التغيير، أشخاص مستاؤون من تدهور الاقتصاد، خصوصاً في الطبقات الأكثر فقراً، لكن الدفاع عن مكتسبات حزب العمال قوي ايضاً بين الناخبين. ما يدعم موقع الرئيسة هو الهيكليات القوية لحزب العمال والادارة العامة وتحالف واسع من الاحزاب. لكن ما قلّل فرصها اقتصاد في تراجع من دون آفاق تحسّن». وتابع ان «نيفيس ينطلق بكثير من القوة، مع حزب متين الهيكلية وناشطين متشجعين على ضوء النتائج، لكن عليه ايضاً الفوز بأصوات المترددين وبدعم ثابت من سيلفا والتصدي لمخاوف البرازيليين من تغيير قد يجعلهم يخسرون المنافع الاجتماعية». الى ذلك، انتُخب روماريو، النجم السباق للمنتخب البرازيلي الفائز بمونديال 1994، سناتوراً لمدينة ريو دي جانيرو عن الحزب الاشتراكي، علماً أنه كان عارض تنظيم مونديال 2014 في بلاده.