فيما فوّض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قرار جمهوري أمس رئيس وزرائه المهندس إبراهيم محلب اختصاصات رئيس الجمهورية بشأن حالة الطوارئ، في شمال سيناء تضاربت الأنباء حول كيفية حدوث العملية الإرهابية التي أودت بحياة 30 وإصابة 29 من عناصر الجيش المصري الجمعة في ظل عدم إعلان أية جهة مسؤوليتها عن الحادث بالتزامن مع موافقة الحكومة المصرية على تعديلات لقانون القضاء العسكري تضيف له اختصاصات بينها محاكمة المدنيين في قضايا الإرهاب، بعد أن كان يختص بمحاكمة المدنيين في القضايا المتصلة بهجمات أو اعتداءات على المنشآت العسكرية وأفراد الجيش بمن فيهم العاملون في منشآت مدنية مملوكة للجيش. وبموجب تعديلات الحكومة على قانون القضاء العسكري لإضافة قضايا الإرهاب التي تهدد سلامة وأمن البلاد، والتي تتعلق بالاعتداء على منشآت وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمرافق والممتلكات العامة وإتلاف وقطع الطرق ضمن اختصاصاته، تأمل الحكومة في وضع حد واضح للجرائم الارهابية، ومحاولة نشر العنف فى ظل مظاهرات تندلع بين الحين والآخر تستهدف مؤسسات الدولة، وبث الفوضى فى الجامعات. صولة الأنصار وبينما ساد الهدوء والتوتر الحذر محافظة شمال سيناء ترقبًا لكيفية الرد العسكري على المتورطين في الجريمة، وانتظارًا لبعض القرارات غير المعلنة التي اتخذها مجلس الدفاع الوطني مساء الجمعة، وكذا اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة صباح السبت تواترت أنباء -لم يتم التأكد من صحتها- تكشف أنه تم التخطيط للعملية مطلع أكتوبر الجاري بمشاركة عناصر من الجماعات التكفيرية الليبية انتقامًا مما قيل من مزاعم بشأن غارات مصرية على مواقع تكفيرية في ليبيا. ووفق ما نشرته صحيفة (الوطن) المستقلة أمس فإن التمهيد للعملية بدأ عبر هاشتاج «صولة الأنصار» على مواقع التواصل الاجتماعي، ونسبت إلى أحد العناصر الجهادية القريبة من تنظيم بيت المقدس، ويُدعى حجاج المصري قوله: إن عدد المشاركين في العملية يتراوح ما بين 18- 25 عنصرًا. لافتة إلى أن تنظيم بيت المقدس بايع أبوبكر البغدادى زعيم «داعش»، وسيعلن بيعته قريبًا، وأنه يخطط لنقل عملياته إلى منطقة جنوبسيناء، فى الفترة المقبلة لضرب السياحة، والحيلولة دون نهوض الاقتصاد. وأضافت الصحيفة إن الجهادي في صفوف «داعش» أبوياسر المصرى نشر تفاصيل العملية الإرهابية فى عدة تغريدات على «تويتر»، موضحًا أن العملية نُفذت على 3 مراحل، بدأت الأولى بتفجير انتحارى فى مدرعة بكمين القواديس، ما أدى لحالة من الارتباك فى صفوف الضباط والجنود، الذين واجههم التكفيريون فى المرحلة الثانية بوابل من الرصاص والأسلحة الثقيلة فقتلوا عددًا منهم، وكانت الخطوة الثالثة هي الانسحاب التكتيكي قبل بدء طائرات الجيش فى التحليق لرصدهم.وأضاف: «الفيديو الخاص بالعملية سيصدر بعنوان صولة الأنصار، وهو نفس الاسم الذى كان من المفترض أن يصدر به فيديو عملية الفرافرة، الذى أعلن التنظيم مسئوليته عنها ولم يصدر إلى الآن». حظر وثأر على صعيد آخر وبينما يُنتظر أن تشهد الأيام والساعات المقبلة تحركات واسعة ضمن خطة الجيش الجديدة التي صدق عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اجتماعه أول أمس أكدت مصادر سيادية أن تطبيق حظر التجوال بدأ بصرامة منذ الخامسة من مساء السبت، وكشف عن الدفع بقوات إضافية من الجيش والشرطة ونشر عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة وغلق العديد من المناطق بغرض فرض السيطرة الأمنية الكاملة، علاوة على بدء القوات لعمليات جديدة لتطهير المنطقة من البؤر الإرهابية تحت شعار «الثأر للشهداء»، حيث قامت طائرات الأباتشى بضرب العديد من البؤر الإرهابية، وتمكنت قوات الصاعقة والعمليات الخاصة من مداهمة بؤر أخرى وتصفية عدد من العناصر الإرهابية والقبض على آخرين. اصطياد الفئران بالتزامن بدأ الجيش المصري حملة واسعة عبر قوات خاصة وصاعقة أطلق عليها «اصطياد الفئران» تتضمن هدم كل الأنفاق على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، حيث قامت معدات عسكرية، بدك عدد من الأنفاق. التي يُرجح اختباء بعض العناصر الإرهابية بها. خاصة مع توارد معلومات أولية عن تورط أكثر من 20 عنصرًا إرهابيًا تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس وجارٍ ملاحقتهم حيث يحاولون الفرار إلى مناطق وسط سيناء أو إلى أقرب نقطة من الأنفاق للهروب إلى غزة. الإخوان يدينون من جهتها أدانت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر الهجوم الذي وقع في شبه جزيرة سيناء، لكنها حملت الرئيس عبدالفتاح السيسي مسؤولية الإخفاقات الأمنية. وفي بيان أرسل بالبريد الالكتروني وصفت الإخوان الهجمات بأنها «مذبحة» وقدمت تعازيها لأهالي الضحايا. وقال البيان: «إن الإخوان المسلمين يعتقدون أن دم الشعب المصري كله حرام، وأنهم يحملون الانقلاب وقادته مسؤلية الفشل المستمر في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها أبناء الشعب المصري جميعًا وفي القلب منهم أبناء سيناء». صww