اندلعت معارك جديدة بين تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب "كوباني" السورية الحدودية مع تركيا الأربعاء، إنما دون أن يحدث تغييرٌ على الأرض، غداة استمرار طيران النظام باستهداف المدن والبلدات السورية, فيما قال "البنتاغون" إن بعض إمدادات الأسلحة التي ألقتها طائرات أمريكية قد تكون ضلت طريقها وأُسقطت على مناطق داعش الذي نشر فيديو عرض فيه حزمة من تلك الأسلحة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء، واستمرت عنيفة حتى منتصف الليل، ثم تراجعت قبل أن تُستأنف صباحا وتتركّز في وسط وشمال المدينة. وأشار المرصد إلى مقتل "ما لا يقل عن 18 مقاتلا من تنظيم داعش الثلاثاء خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة"، بالإضافة إلى ستة مقاتلين من "وحدات حماية الشعب" التي تدافع عن المدينة. كما قُتل ثلاثة عناصر من تنظيم داعش جراء قصف لطائرات التحالف العربي- الدولي على مناطق في مدينة كوباني ومحيطها الثلاثاء. ومنذ نهاية سبتمبر، بدأت طائرات تابعة لتحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة شن غارات على مواقع وتجمعات لتنظيم داعش في كوباني ومحيطها، مما ساهم في إعاقة تقدّم التنظيم المتطرف‘ الذي دخل المدينة على الرغم من ذلك في السادس من أكتوبر، وتمكّن من السيطرة على حوالى خمسين بالمئة منها. وليلة الاثنين، ألقت طائرات أميركية مساعدات عسكرية مصدرها كردستان العراق إلى المقاتلين الأكراد على كوباني بواسطة المظلات، في حين وعدت تركيا بالسماح بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر حدودها لمساندة كوباني. وكان مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان قد أبدى موافقته على إرسال قوة من البشمركة إلى كوباني لمساعدة المسلحين الأكراد. بعد إعلان تركيا موافقتها على دخول عناصر من البشمركة الكردية إلى المدينة عبر أراضيها. وصوت برلمان إقليم كردستان شمال العراق امس على السماح لرئيس الإقليم بإرسال قوات من البشمركة لقتال تنظيم داعش دفاعاً عن كوباني. ورحّبت الولاياتالمتحدة بموافقة تركيا على دخول مقاتلين أكراد عراقيين إلى كوباني. وأعلن أوميد خوشناو رئيس كتلة الحزب الديموقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم أن البارزاني وجّه رسالة مساء الثلاثاء إلى برلمان الإقليم لاتخاذ قرار بالسماح له بتحريك قوات كردية إلى خارج كردستان العراق. البنتاغون يعترف من جهتها, قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إن الغالبية العظمى من الإمدادات العسكرية التي أُسقطت قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية وصلت المقاتلين الأكراد، مؤكدا أن بعض تلك الإمدادات قد تكون ضلت طريقها إلى مناطق تنظيم داعش الذي نشر فيديو عرض فيه حزمة من تلك الأسلحة. وقال الأميرال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: إن خبراء يعكفون على تحليل الفيديو ويحاولون تحديد هل هذه الحزمة هي التي قالت الوزارة في وقت سابق إنها سقطت في أيدي التنظيم أم أنها حزمة ثانية. وأضاف كيربي "إنها طريقة فعّالة جدا للحصول على الإمدادات بسرعة"، مؤكدا "نثق في أن غالبية الإمدادات وصلت إلى الأيدي الصحيحة. في الواقع نحن على علم بأن حزمة واحدة فقط لم تصل". وأشار إلى أن الجيش استخدم في السابق عمليات الإسقاط الجوي بنجاح، موضحا "فعلنا ذلك على جبل سنجار. فعلنا ذلك في مدينة أمرلي لأغراض إنسانية. فعلنا ذلك في كوباني لمساعدة هؤلاء الرجال على مواصلة القتال". وقال مسؤولون في البنتاغون: إن عمليات الإسقاط الأميركية أرسلت 28حزمة من الإمدادات العسكرية للمقاتلين الأكراد السوريين قرب عين العرب (كوباني) وذكروا أن واحدة منها سقطت في أيدي تنظيم داعش. وتعليقا على الفيديو، قال كيربي "نحن نلقي نظرة على ذلك"، وقال إن ذخيرة الأسلحة الصغيرة والأسلحة التي صُوّرت في الفيديو من أنواع الإمدادات التي أُسقطت. وأضاف "لا يمكن استبعاد" أنها واحدة من حزم الإمدادات. وكان تنظيم داعش قد بثّ شريط فيديو عرض فيه أسلحة بدا أن طائرات أميركية ألقتها بالخطأ على مناطق يسيطر عليها التنظيم في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا. صواريخ «تاو» ميدانيا ايضا، أظهر تسجيل فيديو نشر على الانترنت رجالا يبدو انهم مقاتلون من حركة حزم السورية يوجهون صاروخا نحو طائرتين تابعتين لنظام بشار الأسد. وتضمّن الفيديو الذي رفع على الانترنت الثلاثاء لقطات لمقاتلين يشنون الهجوم بصاروخ "تاو" المضاد للدبابات مستهدفين ما قالوا إنه مطار حلب الدولي. وأظهرت اللقطات طائرتين مقاتلتين إحداهما ترتفع في الجو وسط دخان كثيف بعد انفجار بجوارها. وسُمع صوت شخص يقول: "الله أكبر حركة حزم، إطلاق صاروخ تاو على إحدى طائرات النظام الأسدي في مطار حلب الدولي احتراق طائرة." وقال المرصد السوري الثلاثاء إن سلاح الجو السوري نفّذ أكثر من 200 ضربة جوية في أنحاء البلاد خلال ست وثلاثين ساعة ماضية، في زيادة كبيرة للغارات الحكومية مع قصف القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لمقاتلي داعش في أماكن أخرى. ويقول محللون: إن الزيادة يمكن أن ترجع إلى رغبة جيش النظام في إضعاف جماعات المعارضة قبل حصولها على التدريب والمعدات التي وعدت بها الولاياتالمتحدة. وأضاف المرصد أن الغارات الجوية استهدفت مناطق في محافظات حماة ودرعا وإدلب وحلب والقنيطرة وأيضا في ريف دمشق. ضحايا الغارات وفي ريف درعا، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في غارة جوية لقوات نظام الأسد على منطقة حدودية مع الأردن إلى 22 قتيلا بينهم 13 طفلا، بحسب ما ذكر المرصد السوري الأربعاء. وقال المرصد: "ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا الثلاثاء جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة نصيب إلى 22، من ضمنهم 13 طفلاً وثلاث مواطنات، فيما سقط عدد آخر من الجرحى". ونفّذت طائرات حربية تابعة للنظام غارات على نصيب في جنوبسوريا الثلاثاء، في اليوم السادس من المعارك في المنطقة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، بدأت إثر إعلان مجموعة من الكتائب المقاتلة ضد النظام إطلاق "معركة أهل العزم" الهادفة إلى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام في محافظة درعا الجنوبية. ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي إلا أن مقاتلي المعارضة يتواجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات ومعارك عدة خلال السنتين الماضيتين، تمكّن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن، ولا يزال معبر نصيب تحت سيطرة قوات النظام. وفي 17 من أكتوبر، أعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة بدء "معركة أهل العزم" بهدف- حسب بيان صادر عن الفصائل المقاتلة- "تحرير" عدد من حواجز النظام في أم المياذن الطيبة والمعصرة والكازيات الواقعة على أوتستراد دمشق/عمان الدولي، والتي تُعد من أكبر الحواجز في المنطقة الشرقية، وتطهيرها وإزالتها، مما سيفتح الطريق بين المنطقة الشرقية والغربية من سهل حوران. واندلعت معارك عنيفة في المنطقة إثر بدء الهجمات على هذه الحواجز. وذكر المرصد أن المقاتلين تمكّنوا من السيطرة على ثلاثة حواجز بالقرب من بلدة أم المياذن.