تعرضت المنطقة الحدودية من مدينة عين العرب السورية الواقعة على الحدود مع تركيا إلى قصفٍ كثيف من قِبَل تنظيم «داعش» ما ساهم على الأرجح في تأخير دخول قوات البشمركة العراقية إلى المدينة التي تقطنها غالبية كردية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «داعش» أمطر المنطقة الحدودية من عين العرب بالقصف بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة ليل الأربعاء بالتزامن مع هجومٍ جديد شنه على حي الجمرك في شمال المدينة في اتجاه المعبر الحدودي مع تركيا. وذكر عبدالرحمن، في بيانٍ أمس، أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» أحبطوا الهجوم على «الجمرك»، مضيفاً أن القصف استؤنف صباح أمس بالكثافة نفسها. وتوقع مدير المرصد أن يؤخر استهداف المنطقة الحدودية دخول قوات البشمركة إلى المدينة. وكانت قوات من البشمركة القادمة من كردستان العراق وصلت إلى تركيا أمس الأول في طريقها إلى عين العرب لمساندة المقاتلين الأكراد فيها. وتتعرض المدينة التي يسميها الأكراد «كوباني» إلى هجوم منذ أكثر من شهر ونصف الشهر في محاولة من التنظيم المتطرف للاستيلاء عليها. وتشهد المدينة منذ صباح أمس اشتباكات بين مقاتلي «داعش» والأكراد على محاور عدة. في سياق متصل، جدد المرصد السوري لحقوق الإنسان التأكيد أن 51 عنصراً فقط من الجيش الحر دخلوا إلى المدينة الأربعاء عبر الحدود التركية لمساندة «وحدات حماية الشعب». وكان مسؤول تركي محلي ذكر أن عدد المقاتلين الذين دخلوا يصل إلى 150. ولا يزال مقاتلون قدموا إلى تركيا براً وجواً من كردستان العراق ينتظرون بأسلحتهم الثقيلة في تركيا في مكانٍ قريب من الحدود في انتظار الانضمام إلى رفاقهم في كوباني. ولقي هؤلاء المقاتلون استقبالاً شعبياً حاراً في القرى الكردية التركية التي عبروها إذ أُطلِقَت الهتافات المؤيدة ورُفِعَت الأعلام الكردية وصرخ بعض المستقبلين «كوباني مقبرة داعش». وبعثت هذه التعزيزات الأمل في صمود المدينة التي يسيطر «داعش» منذ أكثر من أسبوعين على نحو نصفها. في السياق ذاته، أعلن قائد الائتلاف الدولي ضد «داعش» في العراق وسوريا، الجنرال جون آلن، أن «كوباني لن تسقط في يد داعش». وساهمت الغارات الجوية التي نفذها الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة منذ نهاية سبتمبر، التي استهدفت مواقع وتجمعات للتنظيم المتطرف، في إعاقة السيطرة الكاملة على ثالث المدن الكردية السورية. إلى ذلك، أفادت مصادر بأن 10 عناصر من قوات البشمركة دخلت عين العرب أمس بهدف تنسيق عبور العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح الذين لا يزالون ينتظرون في تركيا للانضمام إلى المقاتلين الأكراد. وبحسب المرصد السوري، فإنه من المنتظر دخول القوة الكردية إلى المدينة خلال ساعات. وقالت وكالة أنباء «الفرات» الموالية للأكراد إن «وفداً من 10 عناصر بشمركة دخل كوباني عبر معبر مرشد بينار وسيلتقي مسؤولين في المدينة للبحث في كيفية إدخال الأسلحة إليها».