أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار    خادم الحرمين: نعتز بما قدمه أبناء الوطن وما تحقق جعل المملكة نموذجاً عالمياً    أعربت عن تعازيها لإيران جراء انفجار الميناء.. السعودية ترحب بالإجراءات الإصلاحية الفلسطينية    رؤية السعودية 2030 في عامها التاسع.. إنجازات تفوق المستهدفات ومؤشرات توثق الريادة    أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل    381 ألف وظيفة في قطاع التقنية.. 495 مليار دولار حجم الاقتصاد الرقمي السعودي    أمة من الروبوتات    الأردن.. مصير نواب "العمل الإسلامي" معلق بالقضاء بعد حظر الإخوان    تفاهمات أمريكية سورية ومساعٍ كردية لتعزيز الشراكة الوطنية    ينتظر الفائز من السد وكاواساكي.. النصر يقسو على يوكوهاما ويتأهل لنصف النهائي    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    أمير الشرقية: إنجازات نوعية لمستقبل تنموي واعد    الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة    ضبط أكثر من 19.3 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "المنافذ الجمركية" تسجل 1314 حالة ضبط خلال أسبوع    المملكة تفتح أبواب جناحها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025    برعاية سمو وزير الثقافة.. هيئة الموسيقى تنظم حفل روائع الأوركسترا السعودية في سيدني    دفع عجلة الإنجاز وتوسيع الجهود التحولية    فخر واعتزاز بالوطن والقيادة    برشلونة يكسب "كلاسيكو الأرض" ويتوج بكأس ملك إسبانيا    مدرب كاواساكي: قادرون على التأهل    قدامى الشباب ينتقدون نتائج توثيق البطولات    خطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق    تقرير يُبرهن على عمق التحوّل    الجبير يترأس وفد المملكة في مراسم تشييع بابا الفاتيكان    إطلاق مبادرة "حماية ومعالجة الشواطئ" في جدة    ترامب يحض على عبور "مجاني" للسفن الأميركية في قناتي باناما والسويس    المملكة تقفز عالمياً من المرتبة 41 إلى 16 في المسؤولية الاجتماعية    اللواء عطية: المواطنة الواعية ركيزة الأمن الوطني    1500 متخصص من 30 دولة يبحثون تطورات طب طوارئ الأطفال    الأميرة عادلة بنت عبدالله: جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان عززت المنافسة بين المعاهد والبرامج    تدشين الحملة الوطنيه للمشي في محافظة محايل والمراكز التابعه    رئيس مركز الغايل المكلف يدشن "امش30"    101.5 مليار ريال حجم سوق التقنية    الحكومة اليمنية تحذر موظفي ميناء رأس عيسى من الانخراط في عمليات تفريغ وقود غير قانونية بضغط من الحوثيين    اكتشاف لأقدم نملة في التاريخ    قدراتنا البشرية في رؤية 2030    تصاعد التوترات التجارية يهدد النمو والاستقرار المالي    الذهب ينخفض 2 % مع انحسار التوترات التجارية.. والأسهم تنتعش    800 إصابة بالحصبة بأمريكا    فواتير الدفع مضرة صحيا    الذكور الأكثر إقبالا على بالونة المعدة    الأهلي يكسب بوريرام بثلاثية ويواجه الهلال في نصف نهائي النخبة الآسيوية    انتهاء محادثات أمريكية إيرانية في عُمان وسط تفاؤل حذر    حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!    السعودية تعزي إيران في ضحايا انفجار ميناء بمدينة بندر عباس    القيادة تهنئ تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    32 مليون مكالمة ل 911    قوانين الفيزياء حين تنطق بالحكمة    مكافحة المخدرات معركة وطنية شاملة    التحول الرقمي في القضاء السعودي عدالة تواكب المستقبل    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    وزارة التعليم تستعرض منصاتها في معرض تونس الدولي للكتاب 2025    "عبيّة".. مركبة تحمل المجد والإسعاف في آنٍ واحد    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يلتقي مديري عموم الفروع    إمام الحرم النبوي: حفظ الحقوق واجب شرعي والإفلاس الحقيقي هو التعدي على الخلق وظلمهم    إمام المسجد الحرام: الإيمان والعبادة أساسا عمارة الأرض والتقدم الحقيقي للأمم    الشيخ صلاح البدير يؤم المصلين في جامع السلطان محمد تكروفان الأعظم بالمالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجريفاني: جارٍ العمل على إنشاء «وحدة العمل التطوعي» بأمانة الشرقية للشباب
مبينا أن المشروع الحضاري ينبغي أن يتصف بالشمولية ولا يغلّب جانبا
نشر في اليوم يوم 24 - 10 - 2014

أوضح عضو المجلس البلدي ورئيس مجلس إدارة فرع جمعية واعي الدكتور عماد الجريفاني، أن الاهتمام بتطوير المهارات الشخصية لدى الدعاة يختصر الزمن الدعوي، ويوصل الرسالة المؤثرة بكفاءة أفضل، كما أشار إلى تعزيز استثمار طاقات الشباب وتوجيهها وفق منهجية بناء تضمن حمايتهم من الفكر المنحرف، و تناول الحوار جوانب تطوعية وتنمية العمل الحر للشاب، إلى الحوار:
ملامح النشأة الدينية في محيط الأسرة؟
ولدت ونشأت نشأتي الاولى خارج المملكة في مدينة البصرة جنوب العراق، بحكم عمل والدي -رحمه الله-، ويغلب على المجتمع الانفتاح، ولكن تحكمه قيم وأخلاق وعادات قلما تجدها اليوم في بعض المجتمعات، ولله الحمد أسرتي محافظة وعلمتنا الكثير من القيم الحميدة، أما المجتمع المنفتح الذي عايشته ففيه ميزة أنك لا ترى صور النفاق الاجتماعي الذي يجعل الناس تتصنع ما ليس فيها، وعلمني كذلك كيف أميز بين الصواب والخطأ. ولما رجعت الى المملكة مع بداية المرحلة الجامعية تأثرت بالصحوة التي كانت التيار السائد آنذاك، ولله الحمد جالسنا الكثير من المشايخ وطلبة العلم وتعلمنا منهم الاعتدال والوسطية.
بدأت حياتك الدعوية خطيباً في جوامع الدمام والخبر.. كيف تصف لنا هذه الفترة وتأثيراتها فيك وماذا أضافت لك؟
كانت تلك الفترة أي قبل 34 سنة تعاني من قلة الخطباء، لاسيما الشباب ولقد سنحت لي الفرصة آنذاك أن أرتقي المنبر وأقوم برسالة الدعوة الى الله من خلال خطب الجمعة والدروس الاسبوعية، لم يكن تخصصا شرعيا، بل كنت مهندسا ولكني اكنت أطلب العلم الشرعي وكان البعض يسميني الشيخ المهندس، بفضل من الله كنت أملك مهارات في الالقاء والخطابة، وهذا كان له تأثير كبير في المستمعين، كنت أخطب في عدة جوامع ولكن الجامع الذي برزت فيه كان جامع أبو عائشة في الثقبة، ثم جامع الحرس الوطني، وكنت أحرص على اختيار المواضيع المشوقة والتي فيها تجديد في الطرح وخروج على التقليد، ولله الحمد كانت الخطب لها تأثير كبير في المجتمع آنذاك، وأذكر سلسلة خطب بعنوان اليهود والانتفاضة والتي تزامنت مع انطلاق الانتفاضة الاولى في فلسطين، كان لها وقع كبير في الداخل والخارج حتى أن الاشرطة كانت تصل فلسطين ويتداولها الناس.
بعد تحرير الكويت من الغزو ترجلت المنابر أي قبل عشرين سنة عندما ظهر من هم أعلم وأفضل مني، الفترة التي قضيتها في الخطابة قربتني من الناس وجعلتني أعايش أمور حياتهم التي كانت رافدا مهما لمواضيع الخطب.
* هل نستطيع قياس أثر مدى تأثير الخطبة على المستفيدين؟ وهل تؤيد أن تكون هي أحد مقومات استمرارية الخطيب أو تغييره؟
نعم بالتاكيد الخطب لها تاثير كبير في إيصال الرسالة المفيدة الى المجتمع وينبغي أن يكون الخطيب قدر هذه المسؤولية والا عليه أن يتنحى، أحزن كثير عندما أحضر بعض الخطب فأجد الفجوة بين ما يطرحه الخطيب وبين حاجات الناس؛ لذالك أصبح تأثير الخطبة ينتهي بخروج الناس من الجامع، كما أن هناك خطباء من الشباب أحرص أن أحضر خطبهم لما لها من تأثير أجده في نفسي وتقرأه على وجوه الحاضرين؛ لذلك لا بد من تقييم الخطيب بين فترة وأخرى وإذا لم يطور الخطيب من طرحه فلابد من تغييره.
تزخر المنطقة الشرقية بعدد وافر من الدعاة.. ما هي الأمور المشتركة بينهم وتميزهم عن دعاة بقية المناطق في المملكة أو السلبيات؟
لا شك بأن كل من يدعو الى الله، ويحاول نشر القيم الإيجابية في المجتمع مأجور إذا أخلص النية، ولله الحمد مجتمعنا يزخر بهؤلاء الذين يقدمون أوقاتهم وطاقاتهم لخدمة المجتمع، والأمر ينطبق على جميع مناطق المملكة وهذه ميزة في مجتمعاتنا نفخر بها، وأحب أن أرى جميع هؤلاء الدعاة متعاونين بينهم من أجل خدمة هذا المجتمع والحرص على إظهار الدين بالصورة التي جاءنا بها محمد -صلى الله عليه وسلم-. وعلينا جميعا كدعاة ومصلحين أن نحرص على وحدة الصف وربط مكونات المجتمع لكي نفوت على أعدائنا فرصة خلخلة الصف، وينبغي أن نحرص على هداية الناس والاحسان اليهم والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وإظهار اللين تجاه الاخرين.
يشكو البعض من عدم وجود برامج علمية لتخريج دعاة ناجحين في المملكة.. فما هو رأيك؟
نعم للاسف الشديد مهارات الدعوة والتعامل مع الناس فن من الفنون التي ينبغي أن تدرس حتى على مستوى المدارس لأنها مهمة الأنبياء، ومهمة هذه الأمة ولا ينبغي أن يقتصر أمر النصح والارشاد على فئة من المجتمع، بل الكل ينبغي أن يستشعر مسؤوليته تجاه هذا المجتمع. الدعاة في وقتنا الحاضر لا يحتاجون فقط الى العلم الشرعي، بل الى مهارات أخرى تساعدهم على التواصل مع الاخرين بالطريقة الصحيحة والجاذبة.
كيف تستطيع أن تقيم أداء الدعاة الجدد ومستواهم العلمي وجانب الإبداع؟
الأمر الذي يثلج الصدر هو الشغف لدى الدعاة لتقديم الخير الى المجتمع والحرص والغيرة عليه، نعم نحتاج الى مراجعة وسائلنا وخطابنا الدعوي لكي يتناسب مع تطور المجتمع وتعلم وسائل إبداعية تختصر علينا الجهود وتقرب لنا القلوب.
هل ترى أن دعاة اليوم مسلحون لمواجهة التحديات؟
التحديات والمتغيرات ليست خطرا على الشباب بل على كل أفراد المجتمع، وإذا ذهبنا نعالج مشاكل اليوم بوسائل الامس فلن يجدي ذلك.
إن التجديد مطلوب، وأقصد التجديد بالوسائل لكي نصل الى قلوب وعقول الناس. والحقيقة الوسائل الحديثة كثيرة جدا فقط نحتاج الى تسخيرها من قبل الدعاة لخدمة المجتمع من أجل البناء. إن الدعاة بحاجة الى تقديم مشروع حضاري متكامل يلامس جميع مناحي الحياة ويصمد أمام التحديات، المشروع الحضاري ينبغي أن يتصف بالشمولية، ولا يغلب جانبا على جانب فالرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء برسالة تستوعب جميع مناحي الحياة، على الدعاة أن يعلموا الناس السلوك والتعامل وأن يكونوا هم القدوة في ذلك، يقول ابن المبارك: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم.
هل ترى أن الساحة بها دعاة دون المستوى ويجب إبعادهم عن مجال الدعوة وإذا وجدا فكم نسبتهم؟
كما يقال بأن أصابع اليد ليست بنفس الطول، كذلك الساحة الدعوية فيها أنواع مختلفة من الدعاة، وهذا التنوع يعتبر محمودا إذا كان في المسار الصحيح، ويستخدم الوسائل المشروعة في الدعوة والإرشاد وكلهم مأجورون بإذن الله، أما البعض ممن يسيء للدين والمسلمين فهؤلاء ينبغي إرشادهم ونصحهم، وإلا فالأفضل بعدهم عن المجال الدعوي لأن الضرر اكبر من المنفعة، ولا أعتقد بان أعدادكم كبيرة بين الدعاة المصلحين، ولكن للأسف يستخدمون الإعلام بطريقة توحي بكثرتهم، فالواجب التحذير منهم ومن آثارهم السلبية على المجتمع. وفي وجهة نظري إذا أحسنا الطرح والتعامل مع الناس فإن الناس سوف تعرض عن أولئك الذين يسيئون للدعوة والدعاة.
* هل يلزم كي يكون المسلم داعية أن يلتحق بالكليات الشرعية؟
من يدعو يجب أن يعرف ما يدعو اليه، وما ينهى عنه وهذا أقل المتطلبات إذا أراد أن يدعو الانسان الى الله. وهذا لا يلزم الالتحاق بالكليات الشرعية فهناك الكثير من الدعاة الذين لا يحملون تخصصات شرعية وكان لهم دور كبير في مجال الدعوة في الداخل والخارج، طبعا أنا أحترم الانظمة التي تتطلب تخصصات شرعية في إمامة المساجد أو مناصب الافتاء، ولكن لا أضيق واسعا في الامر فكل ميسر لما خلق له. فالطبيب يدعو والمهندس يدعو والعامل يدعو والامام يدعو فمسؤولية الدعوة هي مسؤولية الجميع، وكم سمعنا عن أشخاص أسلموا بدون أي كلمة فقط لانهم رأوا حسن التعامل من قبل بعض المسلمين وهذه من أساليب الدعوة.
* جيل الدعاة من الشباب اليوم هم أثر أوسع في زمن أقل، بخلاف الدعاة السابقين لماذا في وجهة نظرك؟
لا نستطيع أن نعمم هذه المقولة، ولكن إن قبلنها جدلا فذلك يعود لتقدم الوسائل وسهولة التواصل وتوفر الإمكانات، طبعا أنا ممن يؤمن بقاعدة اعمل بذكاء وليس بجهد، فالعمل بذكاء يوصلك الى نتائج اكثر وأفضل. وكل مأجور باذن الله.
الواقع التطوعي موجود في هذا الجيل من باب الفرض الديني أم الشعور الاجتماعي لدى الشباب؟
حقيقة أن العمل التطوعي بدأ ينتشر بصورة كبيرة بين أوساط الشباب وهذا شيء إيجابي ومطلوب، بل ينبغي أن نحث عليه ونوجه طاقات الشباب من كلا الجنسين اليه لان العمل التطوعي له فوائد كثيرة ليس على المجتمع فحسب، بل على المتطوع نفسه. لا شك بان ديننا فيه الحث على الخير وأعمال التطوع وخدمة المجتمع، وهو في نظري الدافع الرئيسي لكثير من الاعمال التطوعية، فمجتمعنا فيه خير كثير وبذرة الخير موجودة في شبابنا فقط تحتاج الى التوجيه والرعاية، وهناك بعض الشركات الرائدة التي نمذجت التطوع وجعلته يسير وفق منهجية تعود بالنفع على المجتمع وعلى المتطوعين ومن هذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر شركة أرامكو السعودية.
* لديكم كتاب رائع و له صدى واسع حول التطوع، فلو حدث القارئ عنه و عن فكرته؟
كتاب دليل التطوع له قصة اختصرها لكم، وهو أني قد قدمت الكثير من المحاضرات وورش العمل حول التطوع لجهات كثيرة، وكنت ألحظ أن بعض الاعمال التطوعية تقوم على شخص مؤسسها، وبعد ذلك قد تتوقف أو تذبل بتوقف صاحب الفكرة وهذا فيه ضياع للجهود وللإنجازات، فضلا عن الكثير من التكرار في الأعمال، وعدم وجود خطط وأهداف واضحة للعمل التطوعي فأحببت أن أقدم عملا في دليل عملي مبسط للشباب، كي يساعدهم على تأسيس اعمالهم التطوعية أو تصحيح الاعمال القائمة من أجل ضمان استمرارها ومؤسستها كي لا ترتبط بأشخاص محددين، وعندما شرعت في كتابة الدليل جاءتني بعض الانشغالات فتوقفت عن الكتابة فيه لفترة، ولكن وصلني بريد إلكتروني من الدكتور عبدالرحمن السميط -رحمه الله- وقد اطلع على أحد العروض التي كنت أقدمها، وقد وصلته من أحد الحضور، فأثنى -رحمه الله- على العرض والموضوع، وحثني أن أكتب فيه كتابا، وأبدى استعداده أن يمدني بمراجع من خبراته في هذا المجال، ولقد كانت هذه الرسالة دافعا قويا لي لكي أرجع الى الكتاب وأكمله لأني أردت أن أضعه بين يدي الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله. للاسف في هذه الأثناء مرض الدكتور، وسافر إلى العلاج، فحرصت أن أعمل على الكتاب بجد حتى أنتهي منه، خاصة وأن صحة الدكتور كانت تتدهور، بفضل من الله أنهيت الكتاب وجعلت الإهداء للدكتور عبدالرحمن السميط، في مقدمة كتابي، ثم أرسلت له نسخا من الكتاب إلى ألمانيا، ولا أعلم إن سنحت له الفرصة أن يطلع عليها، ثم أرسلت له نسخا منها الى الكويت لعله يرى نصيحته لي وقد تحولت إلى دليل العمل التطوعي. رحمه الله كان مثالا حيا للاعمال التطوعية، وأسأل الله أن يكتب له أجر هذا الكتاب، وأن يجمعني به في جنات النعيم، والشكر كذلك موصول للأستاذ نجيب الزامل الذي قدم لهذا الكتاب.
* هل ترى أن الأعمال التطوعية رافد لحماية الشباب من الفكر المنحرف؟
لا شك بذلك بعد توفيق الله، ومن خلال الأعمال التطوعية تنشأ اللُحمة مع المجتمع، ويدرك الشباب دورهم الإيجابي في المجتمع من أجل خير المجتمع، للاسف ليس هناك جهات تتبنى الشباب بصفة رسمية وتصقل فيهم المواهب حتى يقدموا أفضل ما لديهم لخدمة المجتمع، هناك دور مفقود من قبل بعض الجهات كرعاية الشباب التي تحتاج أن يكون لها نصيب أكبر من اسمها حيال قضايا الشباب الحقيقية.
إن الفكر المنحرف لا يأتي من الفراغ، فغياب التوجيه والمؤسسات التي تنمي الشباب وتوجه طاقاتهم تجعل دعاة الفتن ينصبون شباكهم لاستقطاب الشباب، وبث سمومهم الفكرية لوجود الفراغ الفكري والعملي لدى بعض الشباب.
* ما الأسباب الحقيقية لتطرف الشباب، رغم أن البيئة التي هم فيها تتميز بالوسطية؟
لا يمكن تسليط الضوء كاملا على هذا الموضوع في هذه الفقرة القصيرة، لأنه موضوع طويل وشائك، ويحتاج الى إسهاب، ولا نستطيع أن نقول إن البيئة وسطية فهناك الكثير من التناقضات التي يراها الشباب تسبب له ضياع الرؤية، ولكن هناك أسبابا كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر عدم محاولة فهم الشباب بطريقة صحيحة، وفهم احتياجاتهم وطموحاتهم، بل للأسف في كثير من الأحيان ينظر للشباب على أنهم أعباء على المجتمع وسبب للمشاكل.
إن الدول المتقدمة تفخر بمصادرها المتجددة، وعلى رأسها الشباب، وتمثل شريحة الشباب أكثر من 65% من تعداد المجتمع، ومع هذا ليس هناك خطاب أو مشروع يتبنى الشباب بمعنى اكتشاف قدراتهم، وجعلها ركنا من أركان تنمية المجتمع. للأسف البعض ينظر إلى الشباب بأنه جزء من المشكلة، ولا ينظر إليه بأنه جزء من الحل.
الشباب يعانون من عدم تلبية متطلباتهم الرئيسية، وأصبح الكثير منهم يعاني من الإحباط والشعور بالاكتئاب، وضعف الانتماء وهذه كلها عوامل تجعل أفكار التطرف تتسرب الى فكرهم، انظر الى إعلامنا مثلا ما حجم الرسالة الإيجابية الموجه الى شريحة الشباب الذي يشكل غالبية سكان المملكة، الإجابة بكل بساطة قليلة وقليلة جدا، ما هي المناشط والبرامج التي تستغل طاقات الشباب؟ الجواب تكاد تكون معدومة. على المجتمع والمؤسسات الرسمية الاعتراف بأننا نحن من ساعد على هذا التطرف، لأننا لم نتمكن من صياغة مشروع تنموي موجه للشباب ليكون وقودا للنهضة بدلا أن يكونوا وقودا للارهاب.
لا أقول بأن الوقت قد فات، ولكن نحتاج الى جهود صادقة من الجميع لتحصين الشباب من الفكر المنحرف، وأول ما ينبغي أن نفعل أن نُحسن الإنصات لهم، ثم نبدأ بصياغة خطة وطنية على أعلى المستويات للعناية بالشباب، ومن ثم نبدأ العمل بدون كلل فهؤلاء أبناؤنا ولهم حق علينا.
* ماذا يقدم المجلس البلدي للشباب؟
لا يقدم المجلس البلدي أي شيء للشباب للأسف، ولقد قدمنا الكثير من المقترحات لتبني مشاريع موجهة للشباب، ولكنها تلاشت أدراج الرياح، والآن هناك مشروع مطروح للأمانة، وأتمنى أن يرى الضوء وهو إنشاء وحدة للعمل التطوعي تابعة للأمانة، وتستغل طاقات المجتمع من الشباب وغيرهم، فنسأل الله أن يرى هذا المشروع النور قريبا.
-هل رعاية الشباب تحقق رسالتها الحقيقية؟
أنا أقترح إما أن تغير رعاية الشباب اسمها أو تقوم بدورها، فالكل يعرف بأن رعاية الشباب لا يظهر من أنشطتها إلا رعاية كرة القدم، ويفترض أن تقوم رعاية الشباب بالإشراف على إعداد خطة وطنية لتنمية الشباب ورعايتهم من جميع النواحي، وليس الرياضي فقط فالفكر إذا ترك أصبح من السهل اختراقه، ولقد حاولت عدة مرات أن أتواصل مع رعاية الشباب في المنطقة الشرقية للمساعدة في وضع تصور لخطة إستراتيجية لتنمية الشباب، ولكن للأسف لم أجد الترحيب.
* لكم رأي في الوظيفة وأنكم تؤيدون العمل الحر التجاري؟
الموضوع ليس على إطلاقه، ولكن أنا أحث الشباب ممن لديهم القدرة على العمل الحر بأن يطرقوا أبواب الأسواق، ففيها خير كثير وبلادنا -ولله الحمد- فيها فرص كثيرة، وأشكر الشركات والمؤسسات التي تقدم الدعم المالي واللوجستي للشباب للبدء بمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، وعلى رأسهم شركة أرامكو السعودية، ومؤسسة ريادة، ومشروع عبداللطيف جميل وغيرهم ممن يدعم الشباب، وحقيقة أقترح أن يدرس منهج ريادة الأعمال في المراحل الثانوية والجامعية لحث الشباب على العمل الحر، وقبل سنوات قدمت هذه الفكرة لإحدى الجامعات في المنطقة، ولكنها لم ترد على الاقتراح لغاية الآن.
* كلمة لملحق آفاق الشريعة و لقرائه!
سعدنا كثيرا ببزوغ فجر ملحق آفاق الشريعة، وأتمنى من القائمين عليه البعد عن الطرق التقليدية في طرح الخطاب الدعوي، والحرص على التجديد في طرح المواضيع وتخصيص جزء كبير من الرسالة الإعلامية لشريحة الشباب بما يتناسب وطريقة تفكيرهم، وفي الختام أسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على الملحق ورئاسة تحرير جريدة اليوم، التي أهدت المنطقة هذا الملحق المتميز.
تكريم القيادة لشباب العمل التطوعي يعزز من جانب البناء و الترابط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.