لا ترى إيران، التي تواجه عقوبات في وجه تصدير النفط الخام، لا ترى حاجة لعقد اجتماع طارئ لدول منظمة أوبك، الأمر الذي يشير إلى أن على الأسواق الانتظار لمدة شهر قبل أن تستجيب أكبر مجموعة لإنتاج النفط في العالم (أوبك) للأسعار المتهاوية. وقد ذكر موقع أنباء وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت، شانا، أن وزير النفط بيجان نامدار زنجانة أجرى مشاورات مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حول الأسباب السياسية والاقتصادية التي تقف وراء انهيار الأسعار. وذكرت شانا أنه لا ضرورة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط لمناقشة انخفاض أسعار النفط بصورة حادة. كما أوردت وكالة الأنباء مهر، التي تديرها الدولة، خبراً أمس وبدون التعليق عليه أن روحاني طلب من زنجانة استخدام «أدوات النفط الديبلوماسية» لمحاولة منع المزيد من الانخفاض. وقال أولي هانسين، مدير استراتيجيات السلع في بنك ساكسو في مقابلة أجريت معه في دبي قبل يومين: «الإيرانيون أجنحتهم في هذه اللحظة مقصوصة بعض الشيء لأنهم لا يستطيعون بالفعل إنتاج أي شيء أكثر مما يفعلونه الآن. ومن الصعب عليهم الدعوة لاتخاذ أي إجراء متشدد وهم يعلمون بأنه حالما ترفع عنهم العقوبات سيكونون أول من يزيد الإنتاج». خططت أوبك، التي تورد حوالي 40 في المائة من نفط العالم لعقد اجتماع يوم 27 نوفمبر (تشرين ثاني) في فيينا لتقييم الإنتاج وأحوال الأسواق. انخفض سعر خام برنت، الذي يعتبر مرجعاً عالمياً للأسعار بأكثر من 23 في المائة منذ شهر حزيران (يونيو)، وكان يتم التداول به في لندن اليوم بحوالي 86 دولاراً للبرميل الواحد. أثار هذا التراجع في الأسعار توقعات باحتمال قرار أوبك عقد اجتماع لتخفيض الإنتاج لإزالة الفائض المعروض، وأدى بفنزويلا إلى أن تطلب من المجموعة عقد جلسة طارئة في وقت أبكر من ذلك. المحادثات حول البرنامج النووي كانت إيران ومعها فنزويلا ولسنوات طويلة تعتبران المدافع القوي عن التخفيض الجماعي لإنتاج أوبك، رداً على انخفاض الأسعار. وكان نائب وزير النفط الإيراني ومدير شركة النفط الوطنية الإيرانية ركن الدين جوادي قال لوكالة مهر، في تقرير لها نشرته يوم 14 أكتوبر، ان المنتج الخليجي هذا (إيران) ليس قلقاً من الانخفاض الأخير في الأسعار. والجدير بالذكر أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي تخنق صادرات النفط الخام، وهو المورد الرئيسي للدخل في البلاد. وتجري الحكومة في طهران مفاوضات مع الولاياتالمتحدة وخمس قوى عالمية أخرى للوصول إلى اتفاق يرفع من هذه القيود وينعش الاقتصاد. وكانت هذه الدول وضعت لنفسها يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) كموعد نهائي للوصول إلى اتفاق نهائي، أي قبل ثلاثة أيام من الاجتماع المنتظر لدول منظمة أوبك. يقول مهدي فارزي، الديبلوماسي الإيراني السابق ومدير فارزي للطاقة المحدودة، وهي شركة استشارات خاصة بالطاقة في لقاء أجرى معه على الهاتف يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول): «إيران مقيدة بالعقوبات، وقد عمل الإيرانيون حسابهم بأنه في حال الوصول إلى صفقة نووية، فسيسمح لهم بزيادة صادراتهم، فإذاً لماذا الحديث عن تقليص إنتاج أوبك الآن؟» وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعية المتقدمة يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) إنها تتوقع أن ينمو الطلب على الزيت الخام في هذه السنة بأقل نسبة منذ عام 2009. بينما رفعت أوبك في شهر سبتمبر من إنتاجها ليصل إلى أعلى مستوى يبلغه منذ 13 شهراً، وهي تضخ 30.66 مليون برميل من النفط في اليوم.