عندما يكون القائد كبيرا في عقله، في تصرفاته، سواء كانت كلمات أو أفعالاً، كبيرا في احترامه وتقديره للغير، ثقوا تماما سوف يكون كبيرا فعلا في عيون الآخرين، بل حتى في أعين من ينافسه إن كانت تجارة أو رياضة أو سياسة الخ. أعتقد بعد هذه المقدمة البعض يعلم أنني أقصد رئيس نادي العين الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل نهيان، وأكاد أجزم أن معظم الرياضيين في مملكتنا الحبيبة قد أعجبوا بما قاله سمو الشيخ بعد مباراة ناديه العين مع نادي الهلال، وتناقلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عندما قال بعد المباراة: "لا تقل لي هاردلك، قل مبروك، البطولة لأنها ذهبت من العين اليمنى إلى العين اليسرى"، يقصد بذلك نادي الهلال. هذه رسالة مجانية في أدب السمو، وسمو الأدب من سمو الشيخ، وعلى فكرة كلمة «سمو» جميلة، ولها وقع لأنها تعني فعلا أن يسمو الشخص بأخلاقه وبأفعاله، نحن نعجب بما يقال عندما يكون جميلا ورائعا، وهذا أمر طبيعي لأن النفس قد جبلت على كل جميل، غير الطبيعي هو، لماذا لا نكون نحن جميعا وخاصة الرياضيين مصدر الإشعاع لكل جميل في الشارع الرياضي حتى نضيئ عتمة الأنفاق المظلمة، التي تم حفرها في أغلب الصدور نتيجة للتأجيج الرياضي، وأصبحنا مع كل مقال أو كل ما يقال، لا نعير انتباهاً للسطور، بل نبحث ونراوغ لما بين السطور وداخل الصدور. المنطقة العربية والمحيطة بخليجنا وبلدنا تغلي على صفيح ساخن، ولا نحتاج من يزيد السخونة! الرياضة كما يعلم الجميع متنفس وليست غاية، بل وسيلة فقط ومن ينظر لها على أنها غايته ومبتغاه فقد جانبه الصواب، ماذا لو جلس كل رياضي كائنا من كان، وخاصة المتعصبين ووجه كل منهم من نفسه رسالة لنفسه -ما يسمى حديث النفس- رسالة من عقله إلى قلبه الهدف منها أن يترفع عن التأجيج، وأن يكون لديه الحصانة من التهريج؟، لا يخفى على أحد ما وصل إليه الشارع الرياضي من احتقان، مثال بسيط حول التعصب الأعمى، هناك من يتمنى خسارة أي ناد سعودي من أي نادٍ أجنبي، لأن ذلك النادي منافس ناديه، وكما حدث في الماضي مع أندية النصر والشباب والأهلي في منافساتها مع فرق أجنبية، الآن الهلال ممثل المملكة في لبطولة الآسيوية هناك من يتمنى خسارته، إنه الجنون والتعصب والحقد الذي تشربته بعض الجماهير، وترعرعت عليه عقولهم. رسالة للجمهور الكريم، اسأل نفسك مما يتكون النادي الذي تشجعه و(تموت فيه)؟ كل نادي عبارة عن أربع ركائز أو أساسيات: النادي، اللاعب، المدرب، ورئيس النادي، فالنادي عبارة عن مبنى جماد لا يشعر بما تقول وتفعل مهما انفعلت وتفاعلت، رئيس النادي بعد أربع أو خمس سنوات سيرحل إن طال الزمان أو قصر!، المدرب لا يمتلك في أجندته شيئاً اسمه ولاء وتفانٍ، بل يمتلك بوصلة في جعبته مبرمجة في اتجاه الريال والدولار فقط، واخيرا اللاعب، إلى حدما يشابه المدرب، لأن لاعب اليوم لم يعد يشابه اللاعب الهاوي، بل أصبح تاجرا أكثر منه كلاعب، وهذا من حقه لأن الكرة أصبحت تجارة، والشاطر من يلعبها صح، زمان الولاء ودع من أيام صالح خليفة وماجد والنعيمة والنجوم في جيلهم جيل الولاء للنادي والتفاني من أجله، وهذا لا يعني أن لاعب اليوم بلا ولاء، ولكن الأمر نسبة وتناسب. جماهيرنا وكتابنا بعد هذا الموجز عن ناديكم ومكوناته، أين موقعكم من الإعراب؟ لا أحد يعتقد أن التشجيع بحد ذاته منبوذ أو عيب أو نقيصة، أو أن هناك خللا كونك كاتباً محسوباً على نادٍ معين، العيب أن نذهب إلى الملاعب مشحونين وكأن كل مشجع عبارة عن (قنبلة موقوتة)، ونطلع من الملعب أشد احتقانا وكرهاً وعصبية، من يحب وطنه من الكتاب الرياضيين، ويهمه أن يعم الحب والتعقل بين الجماهير نجده يبحث عن كل جميل في دوري جميل. هل نحلم أن يكون شعارنا قبل وبعد كل مبارة نذهب إليها أو نشاهدها ماقاله سمو الشيخ عبد الله؟ قولوها بصوت حتى يسمعكم جماهير الفريق المقابل، وسوف تسمعون صدى أصواتكم وصدى أصوات الحب والاحترام -قولوا الاتي- الفريقان المتباريان فريقكم وفريقنا عينان في رأس، أيهما يفوز نبارك له. والله كلما كبرت عقولنا احتقرنا واستصغرنا التعصب الرياضي وغير الرياضي وكل ما يؤدي إلى تعصب.