من يتابع ما يحدث في الشارع الرياضي من غليان نتيجة تعصب رياضي أعمى يستنكر هذا المستوى من الحقد بين جماهير نادي وآخر.. في الحقيقة هناك من يغذي هذه العنجهية وهذا التعصب من علية القوم اقصد من بعض رؤساء الاندية ومدراء الكرة وكتاب صحف رياضية .. الآن وبعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل كان لابد أن يكون هناك نظام صارم يصون اعراض الجميع من الأذى المعنوى والجسدي. الغريب أن أكثر من يدفع الثمن نتيجة لهذا التعصب هم الجمهور ولو تساءلوا أو جلسوا مع أنفسهم قليلا وتفكروا في حالهم بين المدرجات وحال نواديهم التي يتغنون بها ويتفانون في الدفاع عنها لوجدوا أنهم أكثر ولاء من اللاعبين, والاداريين والمدربين لأن النادي عبارة عن ثلاث ركائز : لاعب و مدرب ورئيس نادي . أولا نأخذ اللاعب ففي الماضي كان يلعب بصدق, ونجد روحه وقلبه وقالبه مع ناديه وآخر ما يفكر فيه – نفسه- هذا إذا افترضنا جدلا انه فكر في نفسه.. بينما لاعب اليوم – مدلل محترف ومختلف تماما يلعب لمن يدفع اكثر! هل هذا سلوك خاطئ – طبعا – لا- نحن في زمن الاحتراف وزمن غلبت عليه المادة حتى فقدت الرياضة جمالها وبساطتها ايضا . ثانيا ، رئيس النادي لايدوم ونحن نشاهد الاستقالات ولو أن للجمهور قوة ولهم صوت لشهدنا أيضا إقالات لبعض الرؤساء من قبل الجماهير! ثالثا وأخيرا ، المدرب الذي صرخت المدرجات باسمه حتى إن بعض الجمهور قد يعادي أقرب الناس له من أجل كلمة أو ملاحظة قيلت حول ذلك المدرب الأجنبي – ونحن نعلم أنه ليس هناك مدرب أجنبي ولاؤه للنادي الذي استقدمه ولكن لجيوب وشيكات من يدفع أكثر ومن يدبل المكافآت عند كل فوز وهذا أمر مفروغ منه ولوكنت مدربا لفلت مافعل !..اذا ياجمهورنا الحبيب كفاية تعصب! الآن وبعد كل هذا السرد نقول الحمدلله أن أوجدت هذه الأنظمة العقابية والتي قد تبدو قاسية ولكن يجب علينا أن لا ننظر الى حجم وقيمة العقوبات وقسوتها , ولكن الأفضل أن نعمل جميعا جمهورا ولاعبين وكذلك إداريين على خلق أجواء محبة بين كل الأندية من خلال نشر ثقافة التسامح والأهم أن يعلم الجميع أن الرياضة كلها وسيلة وليست غاية سوف نجد قلة في الكروت الملونة وقلة في النرفزة وراحة بال عند حكامنا ولا ننسى معلقينا ونقول إن لهم دورا في نشر ثقافة الحب والسلام من خلال كلماتهم وهم قادرون على ذلك ولكن يحتاجون منح الثقة من المسئولين التي نادى بها الجميع وأولهم الاستاذ القدير محمد البكر في مقال له بعنوان (عين عذاري). الجميع مسؤول عما يحدث من شحن ولكن هل يعي لاعبونا الهدف من الرياضة ويبدأون بزرع الحب والسلام على المسطحات الخضراء في كل مباراة حتى ينعكس ذلك الأداء أيجابا على المدرجات ومنها الى المنتديات.. أعتقد حينها لن نتكلم عن قسوة العقوبات بل سوف نجد أن أعضاء لجنة العقوبات يضربون كفا بكف ولسان حالهم يقول ليس لوجودنا داع لأن الكل لزم حدوده ولم يتقدم إلينا أحد ! قبل فترة سمعنا عن أناس مصلحين يذهبون الى السجون يلقون الدروس الدينية وبث روح الحب والتسامح للسجناء الى آخره حتى يخرج السجين بروح ونفس مختلفة تماما عن تلك النفس التي ولج الى السجن بها.. نحن خارج السجون والحمد الله ولكن عددا كبيرا من محبي ومتابعي دوري زين سجناء للتعصب الأعمى سجناء لمصالحهم سجناء لرغباتهم .. نحن بحاجة الى دورات حول التشجيع الرياضي الإيجابي لكي نستطيع أن نعمل جميعا على خلق جو من الحب ونبذ التعصب حتى تصبح سلوكنا زينة ودورينا زين؟