تدور اشتباكات متقطعة في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية بعد ساعات من سقوط مربعها الأمني في أيدي عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" في حين صد المقاتلون الأكراد "هجوماً كبيراً" في جنوبها، وفق ما أفاد السبت المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع "فرانس برس": "تدور حالياً اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب وجنوب غربي عين العرب" الحدودية مع تركيا والتي تتعرض منذ اكثر من ثلاثة أسابيع لهجوم من تنظيم "الدولة الاسلامية" بهدف السيطرة عليها. وأضاف أن مجموعات من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تستميت للدفاع عن المدينة تشن في مقابل ذلك "عمليات نوعية تشمل عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" والعودة الى مواقعها بعد ذلك". وتابع: "هناك محاولات متواصلة من تنظيم "الدولة الاسلامية" للتقدم نحو وسط المدينة". وقال مدير إذاعة "آرتا اف.ام" الكردية مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس": "نسمع اصوات اشتباكات لا تتوقف". وشدد على ان "لا أحد من المقاتلين ملزم بالبقاء، لكن الجميع ما زالوا هنا، وقد قرروا ان يدافعوا عن المدينة حتى آخر طلقة". وسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف الذي تمكن الاثنين الماضي من اقتحام المدينة على "المربع الأمني" للمقاتلين الأكراد في شمال عين العرب أمس الجمعة. وبات مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" يسيطرون على نحو 40 في المئة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب. وبعيد سيطرتهم على المربع الأمني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شنّ مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" هجوماً "كبيراً" من جهة الجنوب عند منتصف الليل، إلاّ ان المقاتلين الاكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف ساعة من الاشتباكات العنيفة، وفق المرصد السوري. ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي بعيد منتصف الليل غارتين جديدتين على مواقع "الدولة الاسلامية" في شرق المدينة وجنوبها، وفقاً للمرصد ايضاً. ووفق المرصد، قُتل 21 مقاتلاً من تنظيم "الدولة الاسلامية" وثمانية مقاتلين اكراد في الاشتباكات الجمعة، فيما قتل 16 عنصراً من التنظيم المتطرف في غارات الائتلاف الدولي العربي على مواقعه في محافظتي الرقة وحلب. وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه على المدينة الواقعة في محافظة حلب مستعيناً بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الامدادات. ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنّها الائتلاف الدولي في وقف تقدم الجهاديين. ويشعر المدافعون الاكراد عن المدينة بالإحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات الائتلاف الدولي على مواقع التنظيم المتطرف.