كرة القدم بالنسبة للبعض ليست مجرد رياضة أو نشاط بدني، ولكنها أشبه بالحياة، وعندما تمر شهور الصيف بطيئة، فإن العاشق الحقيقي لكرة القدم هو الوحيد الذي يعيش بالملل القاتل، ويدرك التعريف الحقيقي للمعاناة، ويشعر بفراغ هائل، وهو يقلب بين القنوات الرياضية، بحثاً عن أي تفاصيل لمباراة كرة قدم، في أي مكان كان على سطح الأرض، فهو لا يستطيع العيش ولا يكاد يمر يومه، إلا بمشاهدة 22 لاعباً على أرض الملعب، يحاول كل منهم إدخال الكرة في شباك المنافس. يقول أحد الكتاب: إن السنة تنقسم إلى جزأين، فالأول هو موسم كرة القدم، أما الثاني فهو انتظار موسم كرة القدم، وعلى الرغم من كل مشاغل الحياة، ووحش الازدحام الذي انقض على حياة الناس، لدرجة أثرت بشكل كبير على التواصل الاجتماعي، والذي أصبح شحيحاً للغاية، إلا أن هذا لا يمكن أن يمنع الإنسان أن يخصص أوقاتاً كافية، ويفرغ نفسه بشكل كامل عندما يكون الحديث حول مباراة، في إحدى الدوريات الأوروبية الكبيرة، أو في التصفيات القارية، أو حتى مباراة كرة قدم محلية. نحن أيضاً لا يمكن أن تبدأ الحياة بالنسبة لنا سوى مع كرة القدم، ولا يمكن أن ينتهي الموسم، إلا عندما يطلق آخر حكم في الكرة الأرضية صافرة النهاية، بها نعيش معكم ونصبح نحن وأنتم نسيجاً واحداً، نحاول أن ننقل لكم الصورة كاملة غير منقوصة، ونسعى لإرضاء ذلك الشغف الكبير الذي تحملونه تجاه هذه اللعبة، عفواً ليست لعبة، ولكنها أهم مافي الحياة بالنسبة للبعض، لا ليس البعض ولكن لنقل الأغلبية، وكما قال بيل شانكلي المدير التاريخي لنادي ليفربول الإنجليزي: «البعض يعتقد أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت، ولكنني أستطيع أن أؤكد لكم أنها أكثر من ذلك». البداية من هنا.. من على هذه الصفحات وبين هذه السطور وحبر المطابع وأقلام فريق عمل القسم الرياضي في صحيفة «الاتحاد» سينطلق الموسم الماراثوني، وستبدأ العجلة في الدوران، ولن تتوقف ولن تترك لكم الفرصة في التقاط أنفاسكم.. فما ينتظركم موسم طويل للغاية ومزدحم بالأحداث المحلية والعربية والقارية والدولية.. ونحن بدورنا لن نلتقط أنفاسنا، وسنظل على أتم الاهبة والاستعداد، من أجل التنافس مع البقية، بحثاً عن الإنجازات والمنصات.. ولن نرضى بما دون المركز الأول واللقب بالنسبة لنا لا يضاهيه أي لقب، فهو رضا القارئ ومكان مميز يساراً جهة القلب. كرة القدم في كل مكان تماماً مثل الهواء الذي يحيط بنا، فهي تحاصرنا، ونحن نعيش سعداء بهذا الحصار اللذيذ، الذي لا يتركنا سوى بعد أن تخور قوانا، وبمجرد أن تتوقف عن الدوران نظل على أحر من الجمر في انتظار الحصار القادم، وهذه اللعبة اليوم تجد لها مكاناً أثيراً على صفحاتنا، ونحاول أن نختصر أهم ما فيها في هذا الإصدار الجديد، والأول من نوعه في وسائل الإعلام المحلية، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم ما يشفي غليلكم ويروي ظمأكم، عل وعسى أن تجدوا أهم المعلومات والحقائق التي تضيف إلى متابعتكم للمسابقات المحلية والعربية والعالمية بعداً جديداً ومتعة إضافية، وكل التواريخ المهمة حتى تكون كرة القدم في كل مكان رهن إشارتكم وفي متناولكم في كل الأوقات، وهذه اللعبة التي لا نقول عنها: إنها تحلو بها الحياة ولكنها بالنسبة لعشاقها هي الحياة. نقلاً عن صحيفة الاتحاد الإماراتية