انتشرت فكرة دلو الثلج في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا في ارجاء المعمورة وفي زمن قياسي كانتشار النار في الهشيم، وهي للأمانة فكرة تسويق مبدعة بامتياز جعلت الكثير من الناس من كافة فئات المجتمع في العالم يتحدون دلو الثلج وخوض تجربة جديدة بالنسبة لهم للشعور ولو للحظة بما يعانيه المرضى والتبرع لمساعدتهم والوقاية من المرض مستقبلا، هذه التجربة المميزة اقيمت لهدف سام وهو جمع التبرعات لاجراء البحوث وعلاج مرض التصلب العضلي الجانبي الذي يصيب الجهاز العصبي بالضمور ويؤثر على خلايا العصب في المخ والحبل الشوكي. وهو مرض نادر يسبب نسبة وفيات عالية بين مصابيه، ما اكسب الفكرة بعدا اجتماعيا وتعاطفا متزايدا حول العالم، ويتمثل هذا التحدي في أن يقوم المتحدي بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع بمائة دولار وينقل التحدي الى اشخاص آخرين لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات التي تجاوزت حاجز المائة مليون دولار، ففكرة مبدعة مثل هذه ممكن تسوق لافكار أخرى مماثلة لها علاقة بالخدمة المجتمعية وتساهم في علاج أو تقديم خدمة لصالح المجتمع، ففي دبي مثلا استثمر صحفي فكرة تحدي دلو الماء المثلج للتوعية بالأسباب البشرية التي تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية، ومحاكاة لتلك الفكرة اطلق رواد شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر فكرة تحدي القراءة بهدف التشجيع على المطالعة والقضاء على الكسل المعرفي، وفي الهند اقترحت سيدة ايضا في مواقع التواصل الاجتماعي دلو الارز لاعطائه الفقراء بدلا من دلو الثلج. كما اطلق بعض الشباب الفلسطينيين فكرة دلو الرمال على الرأس في مبادرة للشعور بالألم الذي يشعر به الاطفال في كل من فلسطين والعراق وسوريا نتيجة القصف، كل يعالج قضاياه في مجتمعه على طريقته الخاصة. ومن منطلق المسئولية الاجتماعية أتمنى ان نخطو خطوة ايجابية بان تطلق فكرة مماثلة للخدمة الاجتماعية لتسليط الضوء على بعض المشاكل في المجتمع وحلولها أو لابحاث وعلاج بعض الامراض المستعصية العلاج في بلادنا، إلا أن ما يطفو على سطح الساحة ويحتاج إلى اهتمام وجدية في الدراسة والبحث من وجهة نظري هو ايجاد علاج لامراض الدم الوراثية مثل مرض الثلاسيميا ومرض فقر الدم المنجلي، والأخير المعروف بالسكلسل اعداد المصابين به في تزايد مستمر وأنينهم وصل عنان السماء فمعاناتهم الانسانية فاقت كل معاناة من أمراض العالم.