شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» هي أكبر شركة وطنية متكاملة للبترول في العالم، وتقوم الشركة خلال تاريخها الممتد لثمانين عاماً بجميع العمليات المتعلقة بالتنقيب، إنتاج وتسويق النفط والغاز، والتكرير والكيماويات. وقد تأسست أرامكو السعودية بموجب مرسوم ملكي صدر في عام 1988م، لتحل محل سابقتها شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) التي يرجع تأسيسها إلى اتفاقية الامتياز الأساس التي وقعت في عام 1933م والتي بموجبها منحت حكومة المملكة العربية السعودية شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال، شيفرون حالياً) حق التنقيب عن الزيت في المملكة. وخلال سبعينيات القرن الماضي، اشترت الحكومة السعودية شركة أرامكو على مراحل من الشركات المالكة الأصلية، وهي اتحاد شركات بترول أمريكية، حتى تملّكت جميع أصولها بحلول عام 1980م. ويبلغ عدد الموظفين بالشركة حالياً أكثر من 55,000 موظف وأكثر من 100,000 متعاقد, ويتكون جزء كبير من القوة العاملة للشركة من الجيوفيزيائيين والجيولوجيين والمهندسين. وتدير الشركة أكبر احتياطيات مؤكدة للزيت الخام التقليدى في العالم والتي تبلغ نحو 260 بليون برميل. ولقد اكتشفت ارامكو نحو 121 حقلا للزيت والغاز في جميع أنحاء المملكة والمناطق البحرية التابعة لها منذ العثور على الزيت الخام بكميات تجارية لأول مرة في المنطقة الشرقية في عام 1938م. وبحسب تقرير ارامكو لعام 2013م، فلقد وصل معدل انتاج ارامكو من السوائل البترولية فى عام 2013م حوالى 9.4 مليون برميل باليوم. ولقد حافظت على معدل انتاج يومي عند حوالي 10 ملايين برميل باليوم منذ عام 2000م. وتم في السنوات الأخيرة تطوير مشاريع جديدة رفعت الطاقة الإنتاجية القصوى الثابتة للشركة من النفط الخام إلى 12,5 مليون برميل في اليوم. وبذلك تبقى ارامكو احد اهم العوامل المؤثرة بالامدادات العالمية للنفط واستقرار اسواقها. وتمتلك أرامكو السعودية عدة مصاف محلية في كل من رأس تنورة، والجبيل والرياض، وجدة، وينبع وقريباً في جازان. وتبلغ الطاقة التكريرية الإجمالية للمصافي المحلية والدولية نحو 4.9 مليون برميل في اليوم، وتبلغ حصة الشركة من هذه الطاقة التكريرية 2.6 مليون برميل في اليوم، الأمر الذي يجعلها سادس أكبر شركة في مجال التكرير في العالم. وللشركة عدة مشاريع مشتركة في مجال التكرير في المملكة وهي: شركة مصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة (سامرف) في ينبع، وشركة مصفاة أرامكو السعودية شل (ساسرف) في الجبيل. وهناك أيضاً مشروع بترورابغ المشترك المتكامل للتكرير والمواد البتروكيماوية مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية. وتقوم هذه المصافى بتزويد المملكة بما تحتاجه من الوقود سواء وقود السيارات او الشاحنات وحتى الطائرات والسفن باسعار لا يستطيع احد ان ينافسها. وتعمل ارامكو جاهدة لامداد السوق السعودى بوقود يمتلك احسن المواصفات العالمية وتنفق من اجل ذلك الكثير من المال حتى اصبح قطاع التكرير عبئا على الشركة وكل هذا من اجل رفاهية المواطن السعودى التى دائماً ما تكون اولية عند ولاة امر هذه البلاد. وحتى فى مجال الغاز الطبيعى فلقد ارتفع انتاج المملكة من الغاز فى عام 2013م لاعلى معدل له ليصل الى حوالى 8.08 تريليون وحدة حرارية ليكون بذلك اعلى انتاج للغاز فى تاريخ ارامكو والمملكة. وهو بلا شك جهد كبير يستحق القائمون عليه كل شكر وتقدير لأن كل هذا الغاز يستهلك محلياً لتوليد الطاقة التى تباع للمواطن بأرخص الاسعار بالعالم ويستخدم ايضاً للصناعات البتروكيماوية. وفى مجال البتروكيماويات اقامت ارامكو ثلاثة مشاريع عملاقة بالمملكة وهى مجمع بترورابغ بالشركة مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية، ومشروع اخر بالجبيل بالشراكة مع شركة توتال وحالياً يجري العمل على مشروع صدارة العملاق للكيماويات بالشراكة مع شركة داو كميكال في الجبيل. كما انها تستثمر بالخارج فى مشاريع كثيرة. والحقيقة ان ارامكو شركة عملاقة وعالمية بكل المقاييس ولقد حصلت على المركز الأول في التصنيف السنوي لمجلة بتروليم إنتلجنس ويكلي لأبرز 50 شركة بترول في العالم للسنة الخامسة والعشرين على التوالي. وحتى فى المشاريع التى ليست لها علاقة بالطاقة فقد اثبتت ارامكو انها عند حسن ظن قادة البلاد الكرام، اذا اوكل لها عمل معين. فالجميع يشهد على دقتها وتفانيها فى تنفيذ حلم خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ورعاه بتشييد جامعة عصرية تكون مركزاً للعلوم والمعرفة. ولقد شيدت ارامكو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية فى مدة قياسية اذهلت الجميع. وتم بناء مدينة جامعية فى ثول لتكون مركزاً متقدماً يدرس فيه احدث ما وصلت اليه التقنيات الحديثة. ورأى الجميع مؤخراً فرحة الشعب بافتتاح «جوهرة» جدة الذي تم بناؤه بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين بمنتهى الابداع والاخلاص. ولقد عهد ايضاً الى ارامكو الاشراف على انشاء 11 ملعباً رياضياً في جميع مناطق المملكة تتسم بأعلى المواصفات العالمية الحديثة لينعم الجميع بهذا العهد الميمون والمبارك. باختصار فان ارامكو تعمل كل شيء فى مجال الطاقة والصناعات ذات العلاقة كما تشرف بخبرتها الواسعة على تنفيذ المشاريع التي ليس لها علاقة بالطاقة ايضاً لتساعد فى ازدهار المملكة ورفاهية شعبها. ونأمل من جميع مؤسسات المملكة الغالية ان تأخذ من ارامكو انموذجاً يحتذى به حتى يكون لدينا عشرات الشركات مثل ارامكو تعمل معاً من اجل نهضة هذا البلد الكريم المعطاء.