يقود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله سياسة نفطية ذات ابعاد اقتصادية وتنموية تساهم في التوسع المتنوع والدائم للاقتصاد السعودي ما افضي الى تعزيز جوانب التنمية بالمملكة، وتحسين المستوى المعيشي للشعب السعودي، و قد أدت هذه السياسة الى وضع المملكة في مكانة متميزة ومرموقة في مشهد الاقتصاد العالمي حيث تحولت من مصدر للنفط الخام الى منتج عالمي رائد متكامل للطاقة والبتروكيماويات. وتنهمك أرامكو السعودية بصفتها الذراع الاستثماري للمملكة في مجال الطاقة في تطوير برامج تقنية تساهم في تطوير الصناعات النفطية وتعمل على الاستفادة القصوى من المكامن النفطية والغاز الطبيعي وكذلك الصخري بهدف تعظيم الفائدة من هذه الثروات الطبيعية، حيث نقلت التقارير أن فريق التنقيب في أرامكو أنجز خلال العام الماضي 32 أنموذجا جيولوجيا ثلاثي الأبعاد تغطي 60 مكمنا للزيت والغاز، بالإضافة إلى تطوير المملكة تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في احتياطات الغاز الصخري عائدات النفط تدعم مشاريع البنى التحتية والتنمية المستدامة مجسات حاسوبية يمكن بواسطتها الحصول على مؤشرات مهمة عن المكامن من بيانات الآبار التقليدية في المكامن الكربونية واستخدامها في حساب درجة التشبع بالماء بشكل دقيق وهو مؤشر مهم لتقييم الاحتياطات ودراسات محاكاة المكامن واتخاذ الخطوات الكفيلة في تعزيز قدراتها الإنتاجية والعمل على زيادة هذه القدرات وتوظيف جميع الامكانيات في دعم صناعة البترول السعودية. القدرات الاستكشافية وتعمل أرامكو السعودية حاليا على زيادة قدراتها في مجال اكتشاف وإنتاج ومعالجة ونقل الغاز الطبيعي لاستخدامه في توفير الطاقة المحلية، وتشغيل محطات تحلية المياه وغيرها من الصناعات، واستخدامه كلقيم حيوي لصناعة البتروكيماويات المتنامية في الشركة. حيث استطاعت بناء مكانتها المتميزة كمورد موثوق للمواد الهيدروكربونية. ومن خلال إنتاج الكيماويات وبناء مصافي التصدير وتطوير تقنيات متقدمة تؤدي إلى إنتاج أنواع أنظف من الوقود للجيل الجديد من محركات الاحتراق الداخلي، والعمل على تنفيذ عملياتها ومشاريعها وفق معايير بيئية عالية الدقة. وتتولى الشركة إدارة احتياطي مؤكد للزيت الخام غير التقليدي والمكثفات يبلغ نحو 260.2 بليون برميل. وقد وصل معدل إنتاج الزيت الخام اليومي إلى 9.5 ملايين برميل في اليوم. وبلغ إجمالي إنتاج النفط للعام 3.5 بلايين برميل، وهو ما يمثل برميلا من كل ثمانية براميل من إنتاج النفط الخام في العالم وأكبر كمية تنتجها الشركة في سنة واحدة عبر تاريخها. وتملك أرامكو السعودية والشركات التابعة لها أو تشارك في ملكية مصاف محلية ودولية تبلغ طاقتها التكريرية الإجمالية نحو 4.5 ملايين برميل في اليوم، وتبلغ حصة الشركة من هذه الطاقة التكريرية 2.4 مليون برميل في اليوم، الأمر الذي يجعلها سادس أكبر شركة في مجال التكرير في العالم. وقد قامت خلال السنوات الماضية بزيادة إنتاجها من المنتجات المكررة من 495 مليون برميل في عام 2011 إلى 507 ملايين برميل. كما زادت صادراتها من المنتجات المكررة بنسبة 2.4% لتصل إلى 126 مليون برميل. وزادت صادراتها من الزيت الخام بمقدار 100 مليون برميل لتصل إلى 2.521 بليون برميل في عام 2012، تتجه 53.2% منها إلى الشرق الأقصى. ولمواجهة الطلب العالمي على الطاقة، أنجزت شركة ارامكو مجموعة كبيرة من المشاريع الضخمة التي تتجاوز تكاليفها بلايين الدولارات لزيادة قدرتها على توريد النفط. ما ساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى الثابتة لإنتاج النفط الخام في الشركة من 8.5 ملايين برميل في اليوم في عام 2007م إلى 12 مليون برميل في اليوم في عام 2009م، أي إلى مستوى يتجاوز أي شركة نفطية أخرى في العالم. ولتعزيز هذه المكانة تقوم ارامكو في الوقت الحالي بتطوير مجموعة طموحة من المشاريع العاملة من مرافق معالجة النفط والغاز إلى معامل البتروكيماويات، وقد صمم كل منها بحيث يستوفي المعايير العالمية ويحقق أداء يتجاوز التوقعات. وتشمل هذه المشاريع مشروع مصفاة وفرضة جازان بطاقة 000ر400 برميل في اليوم والفرضة الملحقة بها على البحر الأحمر قرب جازان حيث سيتم الانتهاء منه في أواخر عام 2016. ومن هذه المشاريع النفطية أيضا مشروع صدارة الذي صمم ليكون أكبر مرفق للبتروكيماويات يبنى ضمن مرحلة واحدة على الإطلاق، ويقع في مدينة الجبيل الصناعية الثانية، وهو مشروع مشترك مع شركة داو كيميكال. كما أن من ضمن المشاريع المتوقع الانتهاء منها قريبا مشروع شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات "ساتورب" وهو مشروع مشترك مع شركة توتال أويل الفرنسية لبناء مصفاة تحويل كامل لمعالجة 400 ألف برميل في اليوم مع معالجة البتروكيماويات في الجبيل. كما تشتمل المشاريع المرتقبة مشروع مرافق سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة إذ سيقوم معمل سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة بعد إنجازه بمعالجة 2.4 بليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز الحلو ذي المحتوى الكبريتي المنخفض لاستخراج 264 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي. ومن المشاريع أيضا برنامج غاز واسط الذي يتضمن أكبر معمل غاز في المملكة عند اكتماله في العام الحالي 2014 بطاقة تبلغ 2.5 بليون قدم قياسية مكعبة في اليوم. كما ينتظر إنشاء مصفاة ينبع حيث تشكلت شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير "ياسرف" كمشروع مشترك مع شركة ساينوبك الصينية لإنشاء مصفاة تحويل كامل في مدينة ينبع الصناعية على الساحل الغربي من المملكة. وتتطلع الشركة برؤية طموحة الى المزيد من المشاريع التي ستنفذ خلال المستقبل المنظور، ومنها المرحلة الثانية من مشروع بترورابغ المشترك مع شركة سوميتوموكيميكال اليابانية، ومشروع الوقود النظيف في شركة مصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة "سامرف"، ومشروعها المشترك مع شركة إكسون موبيل في ينبع، والمصفاة المقترح بناؤها في منطقة يونان الصينية بالشراكة مع شركة بتروتشاينا. وهي مشاريع يحتاج كل منها إلى استثمارات ضخمة. تعمل الشركة على سن الخطط الخلاقة من أجل تحقق أهدافها في تعزيز الصناعات الطاقوية بالمملكة. مشاريع الغاز وتولي الشركة أهمية قصوى لاستكشافات الغاز الطبيعي والعمل على استثماره وبحسب معلومات ارامكو فإنها تتولى الإشراف على احتياطات من الغاز الطبيعي تبلغ نحو 284.8 تريليون قدم مكعبة قياسية. وفي عام 2012م، بلغ الإنتاج السنوي من الغاز من حيث الغاز الخام والغاز المسلم إلى المعامل، 3.9 تريليونات قدم مكعبة قياسية، بزيادة قدرها 8.3% مقارنة بعام 2011 وهي أيضا أكبر كمية تنتجها الشركة في عام واحد حيث ارتفع إنتاجها من الغاز الخام والغاز المسلم للمعامل بنسبة 8.3%، ليصل إلى 3.924 تريليون قدم قياسية مكعبة، مسجلا أعلى معدل إنتاج في سنة واحدة في تاريخ الشركة. وبدأ حقل غاز كران، أول حقل للغاز غير المصاحب في الشركة إنتاجه، فيما تسير الأعمال التطويرية لبرنامج غاز واسط، وهو أحد أكبر معامل الغاز التي بنتها الشركة، وفق الموعد المحدد لها، وفي الوقت نفسه تكللت مساعينا الأولية لإنتاج الغاز غير التقليدي بالنجاح. الغاز غير التقليدي وأعطت شركة أرامكو عناية كبيرة لاستكشافات الغاز الصخري حيث كثفت جهودها منذ عام 2012 للحصول على مصادر للطاقة، وخطت أولى خطواتها في مجال الغاز غير التقليدي حيث عثرت على كميات كبيرة من الغاز الصخري وغاز الطبقات قليلة المسامية والنفاذية في المملكة، حيث تواصلت في عام 2012 برامج التنقيب والتقييم في ثلاث مناطق واعدة للغاز غير التقليدي في المملكة هي: الشمال الغربي، وجنوب الغوار، ومنطقة الربع الخالي بما تحويه من غاز صخري غني بالمكثفات واستهدفت هذه الجهود جمع المعلومات اللازمة لمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بمكان وكيفية الاستثمار من أجل تسريع الإنتاج التجاري للغاز غير التقليدي. وتعتبر الشركة أن هذه المشاريع جزء من برنامجها الأوسع للغاز غير التقليدي، الذي دخل طور التشغيل الكامل في عام 2012 مع انطلاق أعمال الحفر التنقيبي على يد فرق متعددة التخصصات تضم مهنيين من أرامكو السعودية وخبراء في الصناعة من ذوي الخبرات الواسعة في هذا المجال. وصولا الى تحديد الكميات التجارية للغاز وإنتاجه،وتوجيه هذه الكميات الى المرافق الصناعية وخاصة تلك التي تتمركز قرب مكامن الغاز الصخري. وتشير المعلومات الاحصائية الى أن المملكة تحتل المركز الخامس عالمياً في احتياطات الغاز الصخري التي تقدر بحوالي 645 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري الذي يمكن استخراجه بصورة تجارية. تعمل أرامكو على الاستفادة القصوى من المكامن النفطية والغاز الطبيعي المملكة تولي عناية كبيرة لاستكشافات الغاز الصخري تحولت المملكة من مصدر للنفط الخام إلى منتج عالمي