أدى أشرف غني اليمين الدستورية رئيسا لأفغانستان امس الاثنين أمام نحو 1500 من الضيوف المحليين والدوليين داخل القصر الرئاسي الذي يخضع لحراسة مشددة، فيما تستعد قوات التحالف الى الانسحاب في حال لم يتم توقيع الاتفاق الأمني، الذي رفض الرئيس السابق حامد كرزاي توقيعه. وقال غني في القسم الرسمي أمام كبير القضاة عبدالسلام عظيمي "أقسم باسم الله العظيم أن أطيع وأدعم الاسلام والدستور". وحضرت شخصيات رفيعة المستوى من 40 دولة مراسم التنصيب، التي تمثل أول انتقال سلمي للسلطة من رئيس منتخب لاخر في تاريخ أفغانستان. كما أدى نائبا الرئيس عبدالرشيد دوستم ومحمد سرور دانش القسم أيضا. وفي ابراز للمشاكل التي تواجه الرئيس الافغاني الجديد وقع انفجار قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول امس الاثنين قبل دقائق من أداء عبد الغني اليمين وقال شاهد من رويترز إنه رأى جثثا في المكان. ولم يتضح عدد الأشخاص الذين قتلوا وأصيبوا. وقال أحد أفراد قوات الأمن إن انتحاريا هاجم نقطة تفتيش أمنية قرب المطار. وظهرت بالفعل بوادر توتر في الائتلاف الهش الذي سيدير البلاد. ونشب خلاف على توزيع الحقائب الوزارية وما اذا كان عبدالله سيلقي كلمة في حفل تأدية اليمين. وقال مساعد لعبدالله ان معسكره هدد بمقاطعة حفل التنصيب. ويمثل تنصيب الرئيس نهاية عهد برحيل الرئيس كرزاي وهو الزعيم الوحيد الذي عرفه الأفغان منذ أن أطاح غزو قادته الولاياتالمتحدة عام 2001 بحركة طالبان التي وفرت ملاذا للقاعدة. وسيتعين على عبدالغني إعادة ضبط العلاقات مع الولاياتالمتحدة والتي توترت في السنوات الأخيرة في ظل حكم كرزاي. ومن المتوقع أن يكون من بين أول أعمال عبدالغني كرئيس التوقيع على اتفاق أمني ثنائي يسمح لقوة صغيرة من القوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان لتدريب ومساعدة الجيش والشرطة. ورفض كرزاي التوقيع عليه ولكن كلا من عبدالغني وعبدالله يؤيدان التوقيع عليه فورا. من جهته، قال حميد كرزاي خلال حفل التنصيب "اليوم وبعد 13عاما على رأس الحكومة، انا فخور بنقل السلطة الى رئيس جديد". وقال كرزاي مساء الأحد في خطاب وداعي مؤثر "لقد بذلنا جهودا كثيرة للتوصل الى سلام دائم غير ان آمالنا، وللاسف، لم تتحقق بالكامل، ولكن علي ان اقول ان السلام آت حتما". وتابع كرزاي في خطابه الى الامة "سأسلم مسؤوليات الحكومة الى الرئيس المنتخب وسأبدأ حياتي الجديدة كمواطن افغاني"، مضيفا "سادعم بالكامل الرئيس الجديد والحكومة والدستور وساكون في خدمتهم". وتتناقض عملية الانتقال الديموقراطي التاريخية في افغانستان في وسط كابول مع المعارك الدائرة في الريف حيث حققت حركة طالبان تقدما الصيف الحالي مغتنمة الازمة الناجمة عن الانتخابات بين امور اخرى. وادى هجوم للحركة الاسبوع الماضي الى مقتل حوالي مائة شخص بينهم حوالي 12 ذبحا في اقليم غزنة في حين اقدم قرويون على اعدام اربعة مسلحين انتقاما لذلك، بحسب السلطات المحلية. وفي هذا السياق، قال نائب قائد قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) الجنرال كارستن جاكوبسن خلال عطلة الاسبوع ان "الاوضاع ليست قاتمة الى هذه الدرجة" مؤكدا ان السلطات في غزنة تميل الى تضخيم الامور. وستنسحب قوة ايساف التي يبلغ عديدها 41 الف عسكري بينهم 29 الف اميركي بحلول اواخر العام الحالي، بعد 13 عاما من الانتشار الذي لم يتمكن من القضاء على التمرد الذي تقوده طالبان. واليوم، هناك 33 قاعدة للاطلسي في افغانستان مقابل 800 قبل اعوام. لكن قوة اقل عددا يبلغ قوامها 12 الف عسكري اجنبي ستبقى الى ما بعد العام 2014، غالبيتهم من الاميركيين، بهدف دعم وتدريب القوات المحلية بمواجهة التمرد.